يسألني الأديب الفاضل عفيفي الحسيني هل يجوز وصف الله سبحانه وتعالى بالأزل والأبد بدون نسبة أي (الأزلي) و (الأبدي) وذلك في نقده لبيت من قصيدتي (النور الحائر) هو:
يا أيها الأزل المحجوب بالقدم ... يا أيها الأبد المستور بالعدم
وأنا أجيب حضرته بأنه لا مانع مطلقاً من ذلك. بل ربما كان أبلغ في الدلالة على المعنى المراد. فإنك حين تقول إن فلاناً (جمال) أو (كمال) أبلغ وأعمق مما لو قلت إنه (جمالي) أو
(كمالي) ففي الصيغة الأولى جعلته هو (الكلي) بعينه بينما هو في الثانية جزء من (كل) . ومما قالوه قديماً وأنشده سيبويه: لست بليلي ولكني (نهر) ... لا أدلج الليل ولكن أبتكر
أما سؤال الأديب عن معنى الأزل المحجوب بالقدم مع ترادف اللفظين، أفلا يرى معي الأديب أن لله قدمه (المطلق) . وأن الوجود له قدمه (النسبي) . وأننا كلما دفعنا حب المعرفة إلى محاولة استجلاء ذاته المقدسة حجبه قدمه وقدم العالم عن مداركنا، ولا أحسب الأديب في حاجة إلى أن أهديه إلى معنى الأبد المستور بالعدم بعد هذا الذي ذكرت. ومن ثم يتضح له أن لا غموض ولا خطأ في البيت. وأن القافية مظلومة. ظلمها عدم الروية وقصور الأناة.
