لمجلة (الرسالة) مكانة سامية في الأوساط العلمية في جميع البلاد العربية، ولكتابها منزلة في النفوس لا تساميها منزلة غيرهم من الكتاب. فإذا استعظم على أحدهم هفوة لسان طفيفة أو زلة قلم خفيفة؛ فذلك لما للقراء - على الرسالة الغراء وعلى كتابها - من الدالة، ولما لتلك المجلة وأصحابها من الإجلال والإكبار في نفوس أولئك القراء.
ومن أولئك الكتاب الذين لكتاباتهم روعة قوية، وتأثير عميق في النفس: الأستاذ الجليل (على الطنطاوي) ولا أدل على ذلك من مقالة القيم المنشور في العددين ٦٨٠ وتالية بعنوان: (من التاريخ الإسلامي - قضية سمرقند) ، ولا ينقص من روعة ذلك المقال أن يفهم القارئ منه أن قتيبة بن مسلم الباهلي الفاتح العظيم؛ أدرك عهد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. خلاف ما يفهم من يفهم من مصادر التاريخ الصيحة التي تنص على أن قتيبة لم يدرك ذلك العهد، بل قتل في عهد سليمان بن عبد الملك. (الرسالة): لقد سبق الأستاذ الطنطاوي فنبه إلى ذلك.
