خطأ الأستاذ محمد محمد الأبهشي بالعدد (٩٦٤) من الرسالة الأستاذ محمد رجب البيومي في قوله: (وأفسح لنا مجال الموازنة والتحليل) ، وذكر أن الصواب: (وفسح لنا. . .) ، واستدل بقوله تعالى: (فأفسحوا يفسح الله لكم) .
فهو يدعى دعوين، إحداهما: أن الفعل (فسح) قد ورد عن العرب مستعديا، والثانية أن (أفسح) لم يصح في اللغة
العربية، وكلتا الدعوتين باطلة قام الدليل على عكسه. أما الأولى فلأن (فسح) لم يأت في الأسلوب العربي إلا لازما(1)؛ ففي محيط المحيط: (يقال فسح له في المجلس فسحاً وسع
وخرج له عن مكان يسعه) ، وفي (الصباح المنير) : فسحت له في المجلس فسحاً. . . وفسح المكان - بالضم - فهو فسيح. . . ويتعدى بالتضعيف فيقال فسحته)، وفي: (فأفسحوا يفسح الله) . وأما الثانية فلأن (فسح) يتعدى بالتضعيف - كما سبق - ويتعدى أيضاً بالهمزة، وهذا مقتبس في كل ثلاثي لازم، فلك أن تأتي في أوله بالهمزة فيصير متعديا لواحد بعد أن كان لازما. ولم يفعل الأستاذ (البيومي) أكثر ذلك من فهو قد أتى بالفعل (فسح) ثم أدخل عليه الهمزة فصار (أفسح) . وهذا ما تجيزه قواعد اللغة، وأقره المجمع اللغوي.

