في المجلة الفرنسية الرفعية Les Cahiers du Sud الخارجة في مرسيلية (عدد فبراير سنة ١٩٣٩ص١٨٥ - ١٨٩) أن الأب هكتور تيرى Hector Thery من أساتذة المعهد الكاثوليكي في باريس ألقى محاضرات في الفلسفة العربية واليهودية للعصور الوسطى؛ ومما قاله:
(إن العرب في ذلك العهد يسبقون اللاتين بمئات من السنين؛ ومذاهبهم تنشأ وتتحول على خلاف المذهب المسيحي. بل لنا أن نتحدث عن غلبات الإسلام المعنوية للفكر اللاتيني. فإن العرب الأرسطوطاليين فتحوا الأذهان فتحاً بالرغم من الحروب
الصليبية (يعني ما وراءها من الكراهية والبغض) فانبثت كتبهم فيما يلي ديارهم، فهزوا بذلك من عقولنا الراكدة وفرضوا الفكر اليوناني على اللاتين بعد أن صفوه وذهبوا به حتى الشطط. وهكذا ترى أرسطو المعرب أو قل العرب الأرسطو طالبين يعينون على تفسير العقيدة المسيحية. . . وأنه ينبغي لنا أن نصحح نظراتنا التاريخية (يعني الاعتراف بتأثير العرب في التفكير المسيحي) .
(وما أقرب الفلسفة العربي من الإنساني! والدليل أن أصولها تجاوز مبادئ الإسلام والمسيحية لتصير إلى الفلسفة بمعناها الأعم. وفي هذه الفلسفة من الجلال Orander ما جعل شراح العقيدة المسيحية يقعون تحت سليطانها. . إنما العرب أساتذة المدرسة الكبرى للفلسفة!).

