الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "الفكر"

٥ ديسمبر

Share

الى روح فرحات حشاد وروح كل شهيد

كان فرحات صبيا حافي الرجلين عار ينظر الغابة والبحر خضما كالقفار . . . كان فرحات صبيا ينظر البحر الفسيح تعصف الارياح فيه قلبه يخفق حبا وحنان وحذر وهو فى عرض الرمال وهو فى عرض الجنان يرقب عود ابيه

ورأى فرحات كيف ابوه يكدح فى ثبات ليقوت فرحاتا وأمه والبنات لم يشك قط شقاوة العيش الزهيد ولا العراء ولا برودة ماء قرقنة الحبيب وهي تنفح جسمه العاري الهشيم

عرض البحار

ومضى النهار تلو النهار وشب فرحات الصبى فلا مناص من العمل ودخول مدرسة الحياة فاعان والده الفقير فتقاسما العبء المرير عبء العمل عبء الحياة عبء الحنان

ومضى زمان فتغير العمل المرير وأصبح فرحات أجير يقبض الاجر الزهيد وهو في عرض البلاد ورهين الطرقات ورأى الرفاق تكد مثله في الطريق

تتقاسم الاجر الزهيد ورأى الطغاة بكد يمينهم ورأرى الطغاة في خزهم يتبخترون ورأى الطغاة لبؤسهم لا يرحمون ورأى القوافل في الطريق شبحا مخيف ورأى الكبار المعوزين ورأى الشباب الهائمين ورأى الصغار المهملين وأحس أنياب الطغاة ابدا لهم متكشرات وأحس أنياب الذئاب أبدا تحن الى اللحوم وهي تقطر بالدماء ولا قناعة أو رواء ورأى لحوم الشعب طعما يؤكل في كل حين ورأى الاراضى الشاسعات تخرج الذهب السبيك ورفاقه في بؤسهم يتألمون ويكدحون لسعادة النفر الطغاة نفر الملوك نفر الملوك الاقوياء

فاحب فرحات الشقاء

شقاء أبناء البلاد واحب شعبه والجهاد وأحب اشواك الطريق ووعورة الدرب السحيق والذئب يعوى والكلاب والقفر ممتد فسيح قفر القلوب والريح عارية تصيح ريح التعاسة والالم ريح العدم ومضى الرفيق لاخوف يدركه لوحدته الاليمة فى الطريق ولا يخاف وعورة الدرب السحيق ولا الذئاب ولا الكلاب ولا الطغاة المجرمين

ومضى الامين متسللا فى الدخلاء يأخذ العلم المفيد علم الكفاح علم الكفاح المستنير وخلت سنون وهو يعمل في سكون - تسري الفتيلة في الرماد ولا يرى منها الورى قبسا كبيرا أو صغير واغتر فيه الدخلاء فأمنوه على القطيع

على قطيع الابرياء من بني هذي البلاد ففي قلوبهم غرس أزكى قبس قبس العمل قبس الجهاد قبس التفاني في الجهود قبس الولاء ونام عنه الدخلاء في عزهم يتنعمون وحياتهم رقص وراح وفي صباح بعد ليل أقتم فقدوا الامين مع القطيع بلا رجوع وسار فرحات الامين يدعم الركن الركين فالتف حوله من جموع المعوزين الكادحين العاملين جمع عميم فبنى اتحادهم العظيم فبنى اتحادا للعمل فبنى اتحادا للدفاع عن الضعيف واغتصاب الحق من كف الدخيل من بني الوحش اللئيم فنى اتحادا للتعارف والتوادد والكفاح

كفاح ابناء البلاد الكادحين لغيرهم رغم الانوف المالئين جيوب غيرهم ألوف وهم جياع وهم حفاة وهم عراة وعلا البناء بناء فرحات العتيد على بناء الاقوياء ودكه دكا شديد فترعزعت أركانهم ورج منه كيانهم رجا عنيف مدى الحياة فخاف شوكته الطغاة الطغاة المجرمون الحاقدون وفى ليل جديد أقتم مثل الظلام الاظلم مسكوا لذيذ المغنم من جديد ملؤوا المقابر والسجون داسوا الكرامة والشرف حقدوا على الطفل الصغير قتلوا الشيوخ العزل والنساء الأمنات وفي ليل جديد أقتم

مثل الظلام الاظلم فتكوا بفرحات الامين الاعزل شكوه شكا بالرصاص ومثلوا بجميل وجهه والبدن وقطعوا أوصاله قطعا شنيع

فنحن نذرف ذي الدموع ونحس في القلب خشوع ولا نبالى بالحزن .. ظن الطغاة ان فرحات قد مات

نحن لا نعلم شيئا لا ولا نبغى السكوت كان فرحات أبيا .. وهو حي لا يموت ذكره فى العالمين وغدا سوف يكون مثل فرحات الشهيد ألف جبار عنيد فغدا لنا رغم الزمن !

اشترك في نشرتنا البريدية