(الرسالة) من أين يأتى شعور العجز والضعة، وقد تلقى الرجل لأول مرة فيثير فيك شعور البطولة والأعجاب، بل قد تراه أو تسمعه وقد سبقت الى أذنك أخبار وضعت من شأنه، وحطت من قدره، فما هو إلا أن تراه وتسمع له حتى يتغير رأيك ويختلف تقديرك. هل سمعت قول القائل: "تسمع بالمعيدى خير من أن تراه" أو هل علمت أن الناس لما رأوا الحجاج يصعد على المنبر أخذوا الحصى ليحصبوه، فما استهل خطبته حتى تساقط الحصى من أيديهم وهم لا يشعرون؟ ما ذلك إلا الأشعاع.
