الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 41الرجوع إلى "الرسالة"

Share

تعليق

أقر أنى صديق الأستاذ الزيات اعتراض الكاتب الفاضل م. ا.  وأرى انه إذا كان حضرته يريد القول بأن هذا الكشف الجديد  لا يؤثر فى وزن السنتيمتر من الماء مطلقا، أو على حسب تعبيره  (من قريب أو بعيد) فهو لاشك مخطئ، لان الأمواه تختلف  نسبة الماء الثقيل فيها اعني أكسيد الدبلوجين، وإذن تختلف كثافتها. ولو رجع إلى مقالى الثانى المنشور بهذا العدد من الرسالة لوجد  بعملية حسابية أن هذا الاختلاف يتناول من كثافة الماء الرقم  العشرى الخامس، وأرجو أن يكون عالما بان من الموازين الحساسة  ما يحس بزنة الرقم العشري الثامن من الجرام، ومن أجل هذا أمكن  العلماء استخدام طريقة البكنومتر، وهى تعتمد على التفريق بين الكثافات  بالوزن، فى تقدير ما بالأمواه من ماء ثقيل - وان كان الكاتب

الفاضل يريد أن يقول أن هذا الاختلاف بسيط لا يؤثر فى التجارب  العلمية المعتادة فهو لاشك مصيب، فان الموازين العادية بالمدارس  تزن إلى جزء من عشرة آلاف من الجرام، أى تصل إلى الرقم العشرى  الرابع فقط. وهذا هو عينه الذى قررته فى مقالى الذى يعترض  عليه. فقد قلت فيه (على ان هذه أختلالات لا تؤثر فى حوائج العلم العادية)

إن الكاتب إذ كتب فى الأدب قد يذهب به الخيال عن الدقة،  وقد يغتفر له ذلك، أما إذا هو كتب فى العلم وجب أن يكون أول  ما يقصد إليه الدقة فى التعبير، ويزداد هذا الواجب وجوبا إذا  هو حاول أن يتكلم عن العلم لغير علميين، فاضطر إلى استعارة شيء  يسير من لغة الأدب، وهذا ما نأخذ به دائما. ولكن على القراء  كذلك واجب التدقيق عند القراءة، فصاحبنا الذى خلط بين احمد أمين  واحمد زكي كان من الطبيعي أن يخلط فى فهم المقال. وحضرة الفاضل  م.ا. نفسه لاشك قرأ المقال بسرعة، فإنه روى على أن الماء الثقيل  يتجمد فى درجة أربعة تحت الصفر والذي كتبته ونشر فى المقال  كان (في نحو درجة أربعة) ومعناها بالطبع فوق الصفر لا تحته.

اشترك في نشرتنا البريدية