سعادة الأسرة
لا تكاد تمضي في قراءة هذه الترجمة العربية للقصة الروسية البديعة حتى تشعر بدقة المعرب وسلامة أسلوبه من الضعف والابتذال، فألفاظه منتقاة وتراكيبه عربية وجمله متزنة، ثم أنك لتشعر أيضاً بأن المعرب الفاضل يفهم الأصل فهما صحيحاً فلا التواء في الحوادث ولا اضطرب في مجرى القصة كلها، هذا إلى ما يشع من هذه الترجمة من روح الاتزان والحصافة والشغف بفن القصص مما كان له أكبر الأثر في إنجاز هذا العمل على خير ما يرجى من طالب في كلية الحقوق لما يزل بين أعماله الدراسية المرهقة، وحسبك
أن تقرأ هذه الفقرة من مقدمة المعرب لتعرف الروح التي سيطرت عليه أثناء التعريب فهو يقول (أما بعد، فغاية ما أطمح فيه من نقل هذه القصة إلى لغتنا هو تغذية الفن القصصي الناشئ عندنا بضم عناصر قوية خالدة من الفن العالمي إليه، فهل يا ترى ستحقق هذه الأمنية؟ علم الله أنها غاية ما أتوق إليه. . .!
ولا شك عندي أن تعريبه جاء مصداقاً لمقدمته المهذبة.

