أن تبادر إلى اقتناء هذه الوثائق التي خلفها إمبراطور فرنسا، لتضم إلى تحفه وآثاره. وقد استجابت الحكومة الفرنسية إلى هذه الدعوة، واستطاعت أن تحصل على الرسائل الثلاثمائة بطريق المزايدة بمبلغ خمسة عشر ألف جنيه حسبما ورد في الأنباء البرقية الأخيرة.
وفاة المكتشف دي جيرلاشي
توفي البارون دي جيرلاش دي جوميري الرحالة والمكتشف البلجيكي الشهير بعد مرض طال أمده، في سن السادسة والستين؛ وهو ينتمي إلى أسرة عسكرية نبغ فيها كثير من الضباط العظام؛ ولكنه آثر البحر منذ فتوته، وقضى شبابه بحاراً على ظهر السفن، وفي سنة ١٨٩٠، نال رتبة نائب سفينة، وخطر له من ذلك الحين أن يخصص جهوده لاكتشاف المناطق القطبية التي لم يصل إليها سلفه المكتشف دومون دورفيل؛ فسعى إلى الجمعية الملكية الجغرافية البلجيكية حتى قبلت أن تؤازر جهوده، وأعد لتلك الرحلة السفينة (بلجيكا) وسلحها، وسافر على ظهرها في أواخر سنة ١٨٩٧، ثم عاد بعد رحلة استغرقت نحو عامين. بعد أن اكتشف كثيراً من الأنحاء القطبية، وحمل كثيراً من الوثائق العلمية المعلومات الهامة، وكانت هذه فاتحة الرحلات القطبية التي انتهت باكتشاف القطب الجنوبي بعد ذلك على يد الأميرال بيرد الأمريكي وزملائه، وقام دي جيرلاش برحلات أخرى منها رحلة الخليج الفارسي حيث حقق كثيراً من النتائج العلمية. وفي سنة ١٩٠٣ سافر مع الدكتور شاركو المكتشف الفرنسي على ظهر السفينة (بوركوابا) إلى القطب الجنوبي، ثم عاد سنة ١٩٠٥. ولم يمض سوى قليل حتى سافر كرة أخرى على ظهر بلجيكا مع الدوق أورليان، وقاما برحلة اكتشافيه علمية في بعض أنحاء الجزيرة الخضراء (جرينلان) ، وحصلا على مجموعة نادرة من الحيوانات القطبية؛ وبعدئذ قاما برحلة أخرى فيما وراء الجزيرة الخضراء ووصلا إلى الحاجز الثلجي الأكبر، واكتشفا أنحاء لم تكتشف من قبل. وقد نشر دي جيرلاش رسائل شائقة عن رحلاته، ثم عهدت إليه الحكومة البلجيكية بإدارة القسم البحري، ومن آثاره في هذا القسم إنشاء السفينة البحرية المدرسية (مركاتور) التي اشتهرت بطوافها في أنحاء العالم.
وكان دي جيرلاش عضواً في عدة جمعيات علمية أو مراسلاً لها، ومن أشهر آثاره، كتاب نشره في فاتحة الحرب، وكان له دوي عظيم، بعنوان (الأمة التي لا تريد أن تموت)
جائزة نوبل للسلام
نعرف أن من بين جوائز نوبل الشهيرة، جائزة نوبل الشهيرة، جائزة للسلام، تمنح كل عام لمن يتفوق في خدمة قضية السلام سواءً كان من رجال السياسة أم التفكير؛ وقد نال جائزة نوبل للسلام في الأعوام الماضية عدة من كبار الساسة الأوربيين، مثل السير أوستن تشمبرلن وزير خارجية إنكلترا الأسبق، والمرحوم المسيو ارستيدبريان رئيس وزارة فرنسا ووزير خارجيتها الأسبق، والمرحوم الدكتور شتريزمان وزير خارجية ألمانيا الأسبق؛ وقد فاز أخيراً بجائزة نوبل للسلام عن سنة ١٩٣٣، المستر ارثر هندرسون زعيم حزب العمال البريطاني، ووزير خارجية إنكلترا في وزارة العمال، ورئيس مؤتمر نزع السلاح الملحق بعصبة الأمم، وذلك لما قام به في مؤتمر نزع السلاح من جهود لتأييد قضية السلام؛ وفاز بجائزة نوبل للسلام عن سنة ١٩٣٤، إنكليزي آخر هو المستر نورمان آنجل الكاتب والصحفي الشهير، وذلك لما ألقه من الكتب والرسائل، ونشره من المقالات في سبيل الدعوة إلى السلام العالمي. وفي فوز الإنكليز بجائزة السلام عامين متواليين مغزى تغتبط له السياسة البريطانية.

