الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 151الرجوع إلى "الرسالة"

Share

لكن شرق الأردن تمتاز عن الأقطار العربية الأخرى،  وخاصة الساحلية، بنوع خاص من الأدب، أعني به الشعر  البدوي. وهو، وإن قل، من حيث الكمية والنوع عما قبل،  فأنه لا يخلو من عناصر حية تميزه عن غيره من الشعر الراقي المعروف  في شرق الأردن وفي كثير من البلدان العربية. والشاع ر البدوي شاعران: شاعر رواية، يحفظ، على أميّته كمية وافرة  من القصائد المختلفة، قديمة كانت أم حديثة، ويلقيها في شتى  المناسبات كمجالس الشيوخ والأفراح المختلفة من مولد وختان  وعرس! وشاعر منشئ مبتكر، وعدد الفئة الأخيرة يسير جداً  إذا قيس بالفئة الأولى. وأكثر ما يكون الشعراء المنشئون في

مضارب البدو على سيف الصحراء. أما أشهر أبواب الشعر  البدوي في المدح والحماسة والغزل والعتاب والرثاء. ويطول بنا المقام  إذا أردنا أن نتبسط في وصف هذا الشعر، وفي معالجة شتى أبوابه  بإسهاب؛ لكننا نقتصر على ذكر فريق من الشعراء البدو  المخضرمي - أي الذين نشأوا في أواخر القرن التاسع عشر  ولحقوا العشرين - ونخص منهم بالذكر نمر العدوان؛ وقصيدته  في رثاء زوجه فصحاء مشهورة، تتناقلها الألسنة في كل مكان.  وهو يستهلها بمخاطبة ابنه عقاب قائلاً: -(1)

البارحة يا عقابْ يومَ القمرْ غاب ... بليلة العيد السعيد الجديد

إلى أن يقول، واصفاً نفسه بعد ما ألم بها من حزن لفقد زوجه:

كل ما غشيت أمراحْ أو جئتْ مرقابْ ... لَجوح جوحَ الذيب وعضّ بيدّي

أنهفْ ونوح وَأقطر الدمعْ سكّابْ ... على صويحبيِ اللي راح ما هو من إيدّي

يا قلبي تقولْ سفوتّ حديد شبّاب ... يا مهجتيِ لو أنّه حجرْ كِن صار شيد

من لامني يا عقابْ يبلى بأرقط ثاب ... من جنّة الوهاب ما يستفيد

اشترك في نشرتنا البريدية