الأدب العربي الحديث
جاء فى جريدة ( النوويل ليترير ) الفرنسية ما يأتي : وكثيرا ما فيل وما زال يقال .: إن تلك الصلة الوثيقة التى يجمع الشرق والغرب لا يجب إنقاذها مما هي سائرة اليه فحسب , بل يجب تمكين أواصرها , وتوثيق عراها ؛ وهذا بالطبع لا يتأتى إلا بتبادل الافكار وتناقل الاراء .. فما الذى يعرفه الغربيون عن الأدب العربي الحديث .؟ وما الذي يعرفه الغربيونعن تلك النهضة الادبية الحديثة التي يحمل لواءها شباب مصر ، وتلك الباكورة الأدبية الطيبة التى تتزايد فى ربوع النيل يوما بعد يوم ؟
ويسرنا هنا أن نشكر جهود هؤلاء الكتاب الذين بذلوا ما فى طاقتهم فى سبيل نشر هذه الآداب فى ربوع الغرب , وفى
طليعتهم الكاتب الفرنسى القدير موربك برن فهو لا ينفك يعمل منذ اثنى عشر عاما على احكام الرابطة بين الفكرين الشرقي والغربى . ولم يقتصر على ما بذله فى سبيل ذلك من الجهود التى ترمى إلى تبادل الآداب والفنون , بل نرى له اليوم جولة أخرى فى ميدان الترجمة اعتزم فيها أن ينقل أفكار أعلام الأدب العربى الحديث إلى اللغة الفرنسية , وقد بدا جولته - بالاشتراك مع الأستاذ . م . خضرى - بترجمة رواية توفيق الحكيم الرائعة " شهر زاد "
وقد سئل موريك برن لماذا آثر تقديم توفيق الحكيم على غيره من كتاب العربية , فأجاب :
- إن توفيق الحكيم - دون منازع - هو أقدر كتاب العربية فى التأليف القصصى " الدرامى " وهو الكاتب المسرحي الاول فى مصر . ومن روائع مسرحياته رواية " أهل الكهف " التى قامت دار الأوبرا الملكية المصرية بتمثيلهافى الشتاء الماضى ولا تقل " شهر زاد " عنها قوة ولا روعة
فسئل : ألا يكتب توفيق الحكيم غير المسرحيات ؟فأجاب : - كلا .. إن له أيضا باعا طويلا فى غير المسرحيات ... فهو اقدر كتاب العربية على تصوير الحياة المصرية خير تصوير ." ولست مبالقا فى ذلك ؛ فعند ما تقرأون روايته القادمة ( عودة الروح ) التى أوشكت على الفراغ من ترجمتهاستتثبتون من ذلك . وهذه القصة تصور حال أسرة مصرية رية تصويرايبعث الاعجاب فى نفس القارئ ! وسيرون فى شخص بطلها "محسن "الشاب المصرى الذى يمتلئ حماسة ويفيض قوة وفتوة , مما يجعلنى أكرر لكم ان توفيق الحكيم اقدر كاتب مفتن فى تصوير الحياة المصرية أصدق تصوير
فسئل : ولكن لماذا اختار لها اسم " عودة الروح " ؟فأجاب : - لان القصة تصور كيف انبعثت من جوانح مصر روح
جديدة جعلها تحطم أصفادها , وتكسر أغلالها . فقصة " عودة الروح " هي قصة جهاد مصر ونضالها فى سبيل استقلالها .
وأقول أخيرا إنه لن يمضى طويل من الزمن حتى نرى أدباء مصرالناهضة يتبوأون مكانهم اللائق من ادباء الغرب , فمن بواعث السرور أن نرى بينهم تلك النهضة الأدبية الموفقة التى تنتظم ربوع النيل

