شذوذ العبقرية في الهند
في الأنباء البرقية أن السيدة سوبارويان قد انتخبت نائبة في البرلمان الهندي عن مدينة مدراس. . . ومنذ شهرين كانت تزور مصر إحدى الزعيمات الهنديات فلم يمنعها زهوها الوطني أن تعير نساءنا المصريات بتخلفهن عن أخواتهن الهنديات في مضمار الحياة، لأن المرأة الهندية قد نالت من الحقوق المدنية ما لا تزال المصرية تحلم به وتعتبره طوبى! وقد منع كرم الضيافة السيدة المصرية من الرد على الزعيمة الهندية. . . ونحن من جانبنا لا نجعل لنهضة المرأة الهندية تلك الأهمية التي تصورتها لها زعيمة الهند، ولا يمنعنا من التمسك بهذا الحكم انتخاب السيدة سوبارويان للبرلمان الهندي. ونحن إنما نستند في رأينا إلى التقاليد والعادات والمعتقدات الهندية نفسها. فالمرأة الهندية تشارك الرجل في التطهر ببول البقر وتقديس البقرة كما تشاركه في إذلال الأنجاس وتفضيل الفئران عليهم. وقد كان خيرا للهند ألف مرة لو عملت نائبة مدارس في محاربة الآفات الهندية ولم تقحم نفسها في الميدان السياسي. . . وتعليل هذا بسيط. . . فالبيئة الهندية مشهورة بالشذوذ ولاسيما في خلق العبقرية. . . فالهند الفقيرة المجدبة من الثقافة قد أعطت العالم رجالا أفذاذا عبقريين في ثقافتهم وفي عملهم كالشاعر المسلم المرحوم إقبال والشاعر الهندوكي طاغور والمرحوم أدجاديز بور العالم النباتي. . . ثم السياسية سوبارويان، ومن أجل ذلك فنحنن متفائلون جدا بنهضة المرأة المصرية ولو لم تدخل البرلمان
