الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 254الرجوع إلى "الرسالة"

Share

المصريون واللغة الحبشية

من مآثر الشباب المصري الذين يطلبون العلم الرفيع في  جامعات أوربا ذلك السفر النفيس الذي نشره لشهرين مضيا  الأستاذ الدكتور مراد كامل وهو ممن بعثته الجامعة المصرية لتلقي  اللغات السامية في ألمانيا.

وموضوع هذا السفر (ويقع في ٣٨١ ص من القطع الكبير)     (تاريخ اليهود) ليوسف بن كريون المشهور بيوسفوس، وقد  طبع باللغة العبرية غير مرة وباللغة العربية مرتين. وأما باللغة  الحبشية فلم يطبع منه سوى صفحات معدودة، فرأى الدكتور  مراد كامل أن يطبع الترجمة الحبشية لهذا الكتاب، واعتماده في  ذلك على اثنتي عشرة مخطوطة أصابها في برلين وفرانكفورت  أم مين ولندن وباريس وشتراسبرج. وقد عمل للكتاب  مقدمة علمية غاية في الدقة وصف فيها المخطوطات وبحث في الأصل  العبري والترجمة العربية له، ثم زاد على هذا جدولاً اثبت فيه  ما سقط في النص العربي وهو مدون في النص الحبشي، ثم ما سقط  في هذا وهو مدون في ذاك إتماماً للفائدة.

ونشر الكتاب دليل ناهض على رسوخ الدكتور مراد كامل  في معرفة الحبشية والعبرية والعربية وتمكنه من فن الاستشراق  وأساليب البحث العلمي وطرق معارضة الأصول ونشر المخطوطات.  ثم أن هذا السفر النفيس نال به ناشره الدكتوراه في العلوم  الفلسفية من جامعة توبنجن بألمانيا على يد المستشرق الكبير  الأستاذ لتمن من أعضاء مجمع اللغة العربية الملكي. وسيقفل الدكتور مراد كامل إلى مصر بعد أشهر معدودة ليقوم بتدريس

اللغات السامية في الجامعة المصرية، وهو يطبع الآن في ألمانيا  رسالة أُخرى لنيل إجازة التدريس العالي (الأجريجاسيو)،  وموضوع الرسالة (الفعل الرباعي في اللغات السامية).

اشترك في نشرتنا البريدية