الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 256الرجوع إلى "الرسالة"

Share

بين الرافعي والعقاد

في هذه الصفحة من عدد (الرسالة) الغراء رقم ٢٥٥ قرأت  دفاعاً كتبه الأستاذ عبد المتعال الصعيدي عن بيت العقاد: فيك مني ومن الناس ومن ... كل موجود وموعود تؤام ولست أريد أن أتناول البيت من نواحي ضعفه ليرى سيدي  أن البيت يتداعى من أي ناحية أقمته، ولكني أريد أن أشير إلى  آخر ما جاء في كلمته حيث قال: (ولا بد أن نشير بعد هذا إلى أن كل شيء في هذا الكون

لا يخلو من حسن يسوغ إجراء بيت العقاد على عمومه، وقد  ذهب إلى هذا بعض العلماء في تفسير قوله تعالى:   (الذي أحسن  كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين)  قال العلامة  الزمخشري: إنه ما من شيء خلقة إلا وهو مرتب على ما اقتضته  الحكمة، وأوجبته المصلحة، فجميع المخلوقات حسنة. . .)

وهي التفاتة جميلة حقاً لولا أن قول الزمخشري رحمه الله  قد ضمَّ على تفسير لا يضل فيه رأي. ولسنا ننكر أن كل شيء  مرتب على ما اقتضته الحكمة، وهذا معناه الدقة في الصنع  والأحكام. وإن الإنسان يدرس علوم النبات والحيوان ليرى  في بعض ما خلق الله ما يحير الألباب، وهذه هي دقة الصنعة  وجمال الخلق. وهذا هو مذهب الفلاسفة الذين يرون كل شيء  جميلاً. . .

أما الجمال الذي يجذب القلب ويأسر الفؤاد، فأين تجده  - يا سيدي - في الدودة وفي الذبابة وفي. . . وفي. . . مما تشمئز  النفس ويعافه الذوق وهي في تمام التكوين وبراعة الخلقة وإذا كان بيت العقاد هو على مذهب الفلاسفة - كما يقول  الأستاذ الصعيدي - أعني على مذهب التشريح، فلعل الحبيبة  كانت عالماً صغيراً فيه. . . وفيه. . . مما ذكره الأستاذ الرافعيُّ  - يرحمه الله - ولا زلت أصر على أن الشعر الفلسفي ليس شعراً إلا على  مذهب ألفية ابن مالك

اشترك في نشرتنا البريدية