الجيش رأوا أن الشعب اليهودي على ما هو معروف عنه من الذكاء والرقي مشتت في بلاد العالم، دون وطن يلجأ إليه، فتحمسوا للفكرة على سبيل العطف في ذلك الحين
إن للمسألة الفلسطينية أهمية أكبر مما يتراءى. وليس الأمر فيها على إثبات حسن نية اليهود أو سوء نيتهم، أو انتشار التجارة البريطانية أو كسادها؛ ولكن الأمر أهم من ذلك بكثير إذ أنه يتعلق بمركز بريطانيا في البحر الأبيض المتوسط
إن الانتصار الذي أحرزته إيطاليا في الحبشة قد أصبح يهدد المواصلات البريطانية بلا شك، فإذا لم تعمل معها اتفاقات متينة
واسعة النطاق في هذه الظروف فمن الواجب تقوية الأسطول الإنجليزي عدة سنين
فإذا كان الأمر كذلك فإن الأنظار لتتجه نحو فلسطين كقاعدة ذات أهمية لا يستهان بها للجيوش الإنجليزية
إن مركز بريطانيا في الشرق الأوسط قد أصبح مهدداً بعد انتصار موسوليني في بلاد الحبشة
فإذا كانت بريطانيا لا تستطيع أن تحكم فلسطين فإنها عند ذلك تكون أقل مقدرة من إيطاليا، إذ تكون قد عجزت عن حكم بلاد أخذتها باعتراف عصبة الأمم
