المرأة ومركزها الاجتماعي في الدولة:
هذا كتاب طريف وظريف. أما طرائفه فلأنهُ يعني بتقديم المرأة عامة والمصرية خاصة بما يسدي إليها من نصح وإرشاد، وما يختط لها من خطط في إنهاضها وإصلاحها. وأما ظرفه فلأنُه حوار بين فيلسوف وتلميذه الفتي، فالفتى يجنح إلى عداوة المرأة والتنقير في عيوبها،والفيلسوف رحيم القلب رحيب الصدر يتخذ للمرأة ألين السبل لتسديد خطاها وإعلاء شأنها ودفع التلوام عنها.
فهذا الكتاب دعوة مصلح لم يلجأ إلى التنديد والوعيد ورفع العقيرة بالصراخ، ولا جعل الوسيلة إلى بلوغ غايته من طريق الغيرة الدينية والتزمت، وإنما هو دعوة مطمئنة هادئة تتسرب إلى النفوس بقبول، فكأن فيها الإيحاء على نحو ما يسميه علماء النفس. تقرأ الكتاب كله أو فصلا منه وتخرج بنفس رضيت عما قرأت ولمست وجه الخير فيه. وقد زانه مؤلفه الأستاذ محمد البندري بلُمَع من تاريخ العرب والأمم. وحين كتب فصل المرأة المعاصرة ونهضتها أوفى على الغاية وتناول البحث من جذوره إلى ثماره مؤرخا نهوض المرأة المصرية وأخواتها المجاورات. وجعل آخر كل فصل من فصول كتابه أبياتاً في معنى الموضوع بعضها جاء سليم النظم واضح المعنى وبعضها بدا ظالع المبنى فهيه المنى. وكيف اتفق الأمر ففي الكتاب أدب وحكمة؟ فهل كان اسم صاحبه منتزعا من اسم بندار الشاعر الحكيم القديم.
