الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 634الرجوع إلى "الرسالة"

Share

نظريات في الحياة والمجتمع

(للأستاذ علي أدهم) مؤلف هذا الكتاب  أديب يمتاز بمزايا كثيرة  لابد منها لمن يريد أن يكون  في عالم الأدب أصيلا  لا متبعاً. فهو يقرأ كثيراً  في الأدب العربي والغربي؛  وهو يهضم قراءاته ويحسن  هضمهما لأن معدته الأدبية  صحيحة موفورة العافية؛  وهو قادر على معالجة الأدب  المقارن بحسن أدراك وصحة  فهم وقوة أسلوب.

ما يؤدي به الأغراض احسن أداء، فلاتحس ضعفا هنا ولا لينا  هناك. ولكنك ترى الكلام مستويا مع الغرض علواً واتساقا. وتقرأ الموضوع الواحد لعلي أدهم فتراه طائفا معك من أبي تمام إلى المتنبي إلى فرويد من غير أن تحس تكلفا في الانتقال؛ لأنه  يصدر عن طبع وإحاطة.

ويغلب على كتابته ناحية الفكر والفلسفة. فهو أديب  الفكرة لا أديب العبارة. وإن كانت عبارته في مكانها العلي من  لغة العرب لأنه يقرأ كما قلت لك كثيراً ويفيد مما قرأ كثيراً

وفي موضوعات على أدهم لذة؛ لأنه يعرف كيف يختارها  ويعرف كيف يعرضها؛ ويعرف في النهاية كيف يقنعك برأيه  ويكسبك إلى صفه. وتحس وأنت تقرؤه أنك تقرأ أفكار الحكماء  مجموعة في كتاب ومضمومة في أهاب، وهو مع ذلك متواضع، لا يدعي أنه من العلماء المختصين ولا من الحكماء الموهوبين    (ولكني أحب أن أسير في أثار هؤلاء الهواة الذين راقهم أن  يعرفوا أشياء عن الطبيعة الإنسانية، وشاقهم حب التطلع والاستبانة)

وهو في النهاية ليس خياليا ولا   (يوتوبياً) . ولكنه واقعي  يصف الواقع ويعلل له.

اشترك في نشرتنا البريدية