طير .. ويحملنا لا سفار معه فوق السحاب مقامه ما أروعه !
من معدن الفولاذ جسم هائل شق الفضاء لكي يخوض المعمعة
ومضى بسرعته العجيبة صاخبا أصواته ارتفعت بجوه مفزعه
كنا بجوفه لا نهاب هديره قد عود الإنسان حلمه والدعه
حين ارتفعنا هذه الأرض التى كنا بها رفعت يدين مودعه
أشجارها صارت على بعد ترى خضراء فوق أديمها متربعه
وإلى الجبال رؤوسنا انخفضت نرى قمما كأنف همها أن ترفعه
أو أنها صارت كقزم تحتنا للطائر الجبار يرفع إصبعه
والناس في جوف السماء نفوسهم ما حيرتها فى السماء الزوبعة
غاياتنا القصوى تصير قريبة فالسعي ظل بجونا ما أسرعه
جاءت مضيفة بلطف نحوا وأتت بأكلات إلينا مشبعة
كرم الضيافة في الفضاء فضيلة فالجود يؤتى نبله كى يصنعه
والبوق يخبر كل حين معلنا عن كل شوط آملأ أن نقطعه
لم نمض إلا ساعة وإذا بنا تررنو لتونس والبيوت الناصعة
تلك الشوارع والازقة ، كم بدت تلك المدينة تحتنا متفرعه !
