الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "المنهل"

، ، ، ملاحظات غير عابرة،

Share

- ٣٦٩ - البيتوشى الكردى

ليس من شك في أن الأنساب والأحساب ذات اعتبار ولكن العمل الصالح والعلم والادب هى الحسب والمفتخر به في كل زمان ومكان وكلنا لآدم وآدم من تراب و " لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى " . . والامم المسلمة تعتز بالاسلام نسبا وأدبا وعملا ، من هذه الأمم والعناصر الأكراد الذين كان بين رجالهم من ناصر الاسلام وجاهد في سبيل اعلاء كلمة الله كصلاح الدين بن أيوب ..

وقد ثبتت هذه الاعم على دين الاسلام منها هذه الأمة الحية : الاكراد التى منها الشاعر الأديب والعالم وليت مؤرخا منا يبرى يحدثنا عن الأمة الكردية المجيدة التى ما  زالت ولن نزال باذن الله ثابتة على الاسلام متمسكة بالشريعة الغراء .

والذى دفعني لكتابة هذه الجملة هو أننى اطلعت على مؤلف

صغير الحجم يسمى ( قطف الازاهر ) وهو تعليقات كتبها الشيخ عبد الله آل نورى على منظومة ( حديقة السرائر في نظم الكبائر ) لمؤلفها الشيخ عبد الله البيتوشى الكردى وقد نظم فيه كتاب : ( الزواجر ) لاحمد بن حجر الهيتمي . . ولست بصدد التعليق على القصيدة فما أنا من المتعمقين في علوم الشريعة مع محبتي لها . والذى أريده هنا هو الاشادة بالشيخ عبد الله البيتوشى الكردى المولوه سنة ١١٦٠ ه في قرية بيتوش من ناحية

" سردشت " احدى المناطق الكردية فى الشمال الغربى من ايران المتاخمة لقضاء حلبجة التابعة للواء السليمانية فى كردستان العراق وقد تقلبت الاحوال بالبيتوشى ، ولاقي  مصاعب الحياة وقاسى محنها وانتهى به المطاف الى الإحساء بعد حوادث مثيرة ومات بالاحساء عام ١٢٢١ ه ١٨٥٠ م وقبره فى الاحساء ويشهد له كثير من العلماء والؤرخين بالأدب والعلم فهو أديب وعالم في اللغة والنحو وله مقطوعات وقصائد وأراجيز ..

ومن شعره قوله

اني أحن الى العراق ولم اكن

لا من رصافته ولا من كرخه

لكن في بغداد لى من قربه

اشهى الى من الشباب وشرخه

يأبي الذى شوقى له شوق الس

سقيم الى الشفاء او الظلي لفرخه

أو شوق اعرابية حنت الى

اطلال " نجد " فارقته ومرخه

قلبي أسير عنده دنف فقل

ان لم يحل اساره فليرخه

ويقول عن رسالة كتبها نظما الى الشيخ أحمد الكواز فى البصرة :

هتفت ورق بشجواها فهاما

وبدا البرق فأمسى مستهاما

لائمي المغرم دع عنك فيا

رب يوم زاد شوقا وغراما

لاسقى الله ربى " نجد " اذا

أقفرت من أهلها الا ضراما

وللبيتوشى تفنن في الشعر جميل وله منظومة فى العروض والقوافي بدأها بقوله :

هذا ابتدا نظمي في الشباب

فلا تبادر صاح في العتاب

وان تجد فيه خلاف الادب

فالطبع كردى وهذا عربي

وله " المغاني في حروف المعاني " ارجوزة ألفيا تلبية لرغبة احمد بن عبد الله بن احمد الانصارى الخزرجى الاحسائى شرح فيها ما قاساه من شدائد وبدأها بقوله :

أحمد ربي حالة الضراء

حمدى له في حالة السراء

ويقول فيها :

تصفمعنى الايام صفعا صفعا

صفعا يفيض الدمع شفعا شفعا

يدوسني برجله دوس الحذا

دهرى كانى فى جفونه قذا

الى ان قال

نظمتها فى بلد الإحساء

لا زال محميا من البأساء

وله كتب اخرى وتربو كتبه التي تعرف اسماؤها والتى عن عثر على مخطوطاتها وطبع منها القسم الاكبر على الثمانية .

والأكراد كما قدمنا أمة اسلامية عريقة فى الاسلام تاريخها عاطر وعلماؤها أجلة . فليت أحدا ممن لهم المام بتاريخهم يحاول تأليف موسوعة عن هذه الامة المجيدة التى فصلتنا عنهم لغة الإكراد وباعدت بيننا وبينهم مع أن الاسلام يقربنا منهم . ويحدثنا كتاب قطف الازاهر للشيخ عبد الله النورى أحد علماء الكويت الكبار وأساتذتها المربين وأحد أعيانها يحدثنا عن الشيخ عبد الله البيتوشى الكردى وقد طبعت حديقته الجميلة فى كتاب يقع فى نحو ثلاثمائة صفحة فى احدى مطابع الكويت بعام ١٣٧٧ ه وهذه الأرجوزة التى مطلعها : -

الحمد لله وصلى الله على نبيه الذى اصطفاه

هذه الارجوزة طويلة لطيفة بها أداب وأخلاق نافعة لشباب اليوم فأسلوبها سهل ونظمها موجز المبنى واضح المعنى . واننا نتطلع الى أن تكون لعلمائنا من هذه الآثار ونصبو الى أن نرى فى مكتباتنا قبسا من أولئك العاملين الذين جاهدوا فى سبيل الله ونالوا من العلم ما نالوا بكفاح أوجد لهم مكانة علمية كبيرة . . فرحم الله تعالى الاستاذ الشيخ عبد الله النورى ومزيدا من هذه المعلومات والترجمات والمطبوعات لعباء مثل عبدالله البيتى

٣٧٠ هذا نبأ علمى يهدى الى وزارة الزراعة ( * )

قالت احدى الصحف الاجنبية : ذكرت بعض الصحف الالمانية ان مهندسا ألمانيا توصل الى طريقة تمكنه ان يلون بها الاشجار من جذورها الى اوراقها . وذلك بمدة ٤٨ ساعة باللون الذي يريده . وقد نال امتيازا خاصا بذلك . وسيلون الاخشاب الرخيصة بألوان تمائل الاخشاب الثمينة ويصنع منها ادوات قيمة وباسعار متهاودة .

لا شك فى ان هذا النبأ عجيب ، ولكنه ليس غريبا على التطور العلمى . فاذا كانت الطريقة المكتشفة هذه ميسورة فانه من المستحسن ان تجرى في هذا الموضوع تجارب في غايات لديناجيرة بأن يتم فيها مثل هذه التجربة . وقد كنت سمعت أن روسيا سبقت الى ذلك ، كما انها أوجدت قطنا ملونا حسب ما تريده من الانوان . وأعلنت أن تجاريها في هذا المجال نجحت . . والقطن مهم كالخشب فاذا قاموا بهذه التجربة بحق فان فيها فائدة كبرى .. ولا أدرى عل ما عملته روسيا وما عملته المانيا عن هذا الانتاج المصنعي سيكون تجاريا ، أو هو مجرد محاولات .

- ٣٧١ - فن الادارة

ليس من يقفز الى كرسى الادارة ويدرك تشوة الظفر بها وليس من يتربع على دستيا يشرب كاس الهناء فيصبح

سعيدا لانه مدير ولانه اصبح يأمر وينهى . . ان الادارة مسؤولية مرهقة . والذى ينجح فيها يستحق التقدير ولقد قدر الغرب ( المدير الناجح ) وأعطاه حقه وها هي ذي المؤسسة الامريكية تكافئ المدير الناجح لانه اجتاز تجربة مريرة واليك نبأ ذلك :

أعلنت مؤسسة روكفلر انها منحت السيد فيلب حبيب ( ٤٩ سنة ) وهو دبلوماسى قديم من اصل لبنانى خلف هنرى كابوت لودج كرئيس بالوكالة للوفد الاميركى لمحادثات السلام في باريس منحته جائزة خدماتها العامة السنوية .

وقد انشأ هذه الجائزة ، التى تقدمها جامعة برنستون كل سنة للشخصيات الاميركية الذن حققوا انجازات خارقة ، جون روكفلر الثالث . وهى تعتبر من أكبر الجوائز التى تمنح عادة للموظفين المدنيين وتبلغ قيمتها ١٠ آلاف دولار .

وقد قدمت الجائزة في حفلة غداء في واشنطن . وقد وصف السيد حبيب بانه " اداري خارق وفعال وبنوع خاص في المواقف المعقدة " .

وكتبت عنه صحيفة ؟ الستار " بعد أن اعلن الرئيس نيكسون نبأ تعيينه رئيسا بالوكالة للوفد الاميركسى ما يلى :

" يقوم السيد حبيب بجميع الاعمال المتعلقة بمحادثات باريس . انه يعمل ٢٠ ساعة في اليوم دون كلل أو تعب . "

وليس المهم أن يكون لمدير أو غير المدير ممن يحمل مؤهلا علميا أو شهادات تبدأ من أول سلم الجامعة وتنتهى الى الدكتورية ، ولكن الذى يهم أن يكون المدير ناجحا فى حل مشاكل ادارته واجتياز ما يقف في طريقه عن العقبات . والمدير الناجح هو ذلك الذى يدرك دقائق عمله وخفاياه ولا تفوته شاردة ولا واردة من زواياه . . اننى مع مؤسسة روكفلر وأرى انه يجب أن توضع جائزة للمدير الناجح وللرجال الذين حازوا

سمعة ممتازة وحلوا مشاكل معلقة ، في مجالات معينة خاصة وعامة حتى يتسابق الشباب والرجال في ميادين العمل والاخلاص .

- ٣٧٢ - المخدرات

ابتلي العالم في هذا الزمن - مع الاسف بأمراض خطيرة لا شك أيها فاتكة ويقال انها منتشرة فى الشعوب الجاهلة ولكن ما بالنا نراها فى الشعوب الراقية أيضا امثال البلاد الاسكندنافية التى قطعت شوطا بعيد المدى فى الحضارة . . ان كثيرا من الشباب لا يدرك السموم التى تحملها المبتذرات . واليك هذا النبأ :

في تجربة اعطيت قطة مخدرا آخر هو " ال . اس . دى . وكادت القطة تموت رعبا عندما رات فأرة تمر أمامها . وفي الصيف حدثت ماساة هزت هوتنبرغ ، عندما قفز شاب عن جسر مرتفع بعدما اصيب بالبارانويا ( الجنون ) اثر تناوله حبة " ال . اس . دى " . لقد اراد ان يطبر كالعصافير فمات . كذلك ارادت فتاة أن ترسل نفسها بالبريد الى حبيبها فالصقت الطوابع على جسدها وتعرت واخذت تحاول الدخول في صندوق البريد ؛            

غير ان الال . اس . دى ومخدرات الهلوسة الاخرى كالميسكالين وعشبة البايوتى المكسيكية ليست رائجة في اسوج رواجها في اميركا الشمالية . ( انتهى )

ان المخدرات بأنواعها ، ما عرف اسمه وما لم يعرف هى مرض خطير وكارثة مدمرة وان أقل أضرارها قتل الرجولة والاباء والانفة وذوبان الشخصية .

ان الحضارة التى لا تحول دون الوصول إلى المخدرات واستعمالها اللهم الا في الطب تعتبر حضارة هي الى الهدم والتخريب

أقرب منها الى التقدم والعمران والتطور . . ان علينا محاربة هذا الداء مقدما بالتوعية لإيضاح اضرارها ، وفى نفس الوقت علينا ان نضرب بيد من حديد على من يحاول أن يرتكب هذا الجرم الذي هو الموت المحقق لكل شاب يستعمله أو ببيعه . . فالحذار الحذار من هذا العار ومن هذا العقار . .

اشترك في نشرتنا البريدية