في زحلة ، بلبنان ، أقيم احتفال بمناسبة ذكرى أمير الشعراء العرب الخالد الذكــــــر أحمد شوقي ، وألقيت في الاحتفال قصائد ، لسعيد عقل ، ولميعة عمارة الشاعرة العراقية ، وشفيق المعلوف ، وأحمد رامي . وجاء في الاستعراض الصحفي الذى نشرته جريدة الحياة البيروتية في عددها الصادر في ٢٨ رجب سنة ١٣٩١ ه - ١٨ أيلول - سبتمبر ١٩٧١ م نبأ كان محـــــل استغرابنا يقول : ( في نهاية الاحتفال قام ما يزيد عن خمسين شاعرا لبنانيا ، بحضور الشعراء العرب بمبايعة سعيد عقل امارة الشعر ؟ ، فتوجوه بأكليل من الفضة حفر عليه بيت الشعر التالى :
جاهى بزحلـــــــــــة للبطولــــــة ملعب وزها بتاج الشــعر عرش أكبـــــر
وعلى الاثر دوت قاعة الاحتفال بالتصفيق على بادرة الشعراء هذه ) ا ه
ومحل العجب هنا أن يبايـــع أولئك الشعراء ، سعيد عقل بامارة الشعر العربي ، مع أن المعروف أن سعيد عقل يسعى بكل جهوده لحطم اللغة العربية الفصحى ، وجوائزه الشهرية التى تقدم منه لمن يـــرى أنهم يستحقون التقدير ليست من اللغـــة العربية الفصحى في عير ولا نفير .. ونظرياته اللاعربية معروفة لدى جميع الاوساط الادبية العربية ، فكيف يرتضى هؤلاء الشعراء أن يبايعوا من كان على وتيرته بامارة شعرنا العربى الموزون المقفى الأصيل وهو من ألد أعدائه لغته الفصحى ، يسعى بكل قواه لتجريحهما والقائهما في الحضيض ، وما ذلك بمستطاع لــــه ..
مفهوم أن يختـــــــار من بـــــين شعراء المحفل الادبي في زحلة أقرب الشعراء الى منهج شوقى في لغته وأدبه وشعره وأهدافه وفي شعره العربي الأصيل الشامخ . وقد تأملت القصائـــد الأربـــع التى ألقيت في الاحتفال فاذا خيرها وأرقاها وأشرقها أسلوبا وأهدافا وألفاظا ومعاني ، قصيدة أحمـــد رامي التي مطلعها :
هنا عند ظل على الجدول يموج بفياضـــــه السلسل
تغنى بهذا الجمال الفريـــــد وأثنى على حسنــــه الأكمل
وصور ما فيه من فتنــــة تداعب مقلـــــة من يجتــــلي
سماء ترف بنشــــر الــــورود وواد يرد صــــدى البلبل
وأضالها وأقمؤها أسلوبا وأهدافا وأركها ألفاظاو معاني ، قصيدة سعيد عقل ، فهي معقدة المعاني ، ركيكة ، قلقة الألفاظ ، مظلمة المعاني والأهداف .. يقول فيها على سبيل المثال :
على اسمك بين الحور أغوى وأهدر أنا النهر ، شوقي ، أينا اليوم أشعر ؟
الى أن يقول :
طرقت ، لمام الطيف ، ذات عشيــة وكوكب من حوليـــك جن وسمر
ولاعب بعضـــا من خواطر أو منى لسان لذاك ( الشبل ) بالضوء يفطر
وكانت نسيمات لزحل عليلة تجى تهي والليل تعبـــــــــان مقمر
الخ .. الخ .. مما هو : ( كجلمود صخر حطه السيل من عل ) ..
اذا كان في لبنان اليوم شاعر يستحــــــق الترشيح للامارة فليكن ( فارس سعد ) فهو متين الديباجة قوي الروح الشعرية ، متين الأسلوب ، يشقق المعاني تشقيقا فنيا حديثا ، وأسلوبه شهي دسم طلي .. وهو من الرعيل الاول من شعراء العرب .. وربما تـــــــكون معانيه أعمـــق وألفاظه آنق من زميلـــه ( الأخطل الصغير ) الذى اطلعت على بعض رسائله التقديرية الخطية بيده التى بعث بها الى فارس سعد ، تحمل تقديرا كبيرا له ..
وفي مصر والمملكة العربية السعوديـــــــة وسورية والمغرب وتونس شعراء الشعر العربي الأصيل الرصين ومنهم شعراء كبار أجدر بلقب امارة الشعر العربي من سعيد عقل من كل النواحي .
وسؤال اليوم الذي نود من أمائل القراء أن يجيبوا عليه جوابا شافيا كافيا ، هو : ( من هو أجدر بخلاف أحمد شوقي على امـــارة الشعر العربي اليوم ؟ )
