* هل تحل أزمة التوزيع:
أشرف السيد كاتب الدولة للثقافة والاخبار يوم الاثنين 23 جانفى المنصرم على جلسة عمل خصصت لدراسة مشاكل توزيع الكتب والمنشورات التونسية داخل البلاد وخارجها. وقد حضر هذه الجلسة كل من السادة محمد مزالى مدير مجلة الفكر والحبيب بلخوجة مدير دار النشر التونسية وعزوز الرباعى مدير شركة التوزيع التونسية ومحمد العربى عبد الرزاق مدير مجلتى الشباب وعرفان والسيد حمادى النيفر الملحق بديوان السيد كاتب الدولة.
وقد اتخذت اثناء هذه الجلسة مقررات هامة فى ميدان ترويج الكتب والمجلات والصحف التونسية فى كامل انحاء الجمهورية بواسطة تعميم مراكز البيع والعرض سواء فى محطات الارتال أو عن طريق الوحدات التجارية أو فى النزل والمدارس وغيرها.
كما تقرر تسخير وسائل الاشهار بجميع انواعها (صحف - سينما - تلفزة الخ ...) فى سبيل هذا الغرض.
اما بالنسبة الى ترويج انتاجنا فى الخارج فان كتابة الدولة للثقافة والاخبار قد تكفلت بدفع منح تشجيعية ذات بال لشركة التوزيع التونسية تمكنها من ان تضمن للمتعهدين ببيع الكتب والمجلات والصحف التونسية بالخارج ارباحا تتجاوز أحيانا الخمسين بالمائة من الثمن الكامل.
ونحن نبارك هذه المقررات ونؤمن بانها كفيلة بان تمكن انتاجنا التونسى من الرواج في الاسواق الخارجية ومن فرض نفسه بين انتاج البلاد الاخرى.
* ((الفكر)) ومجلة ((المنهل)):
نبهتنا جريدة العمل فى صفحتها ((أدب وثقافة)) التى يشرف عليها الاستاذ محمد العروسى المطوى الى أن مجلة ((المنهل)) الصادرة بالسعودية خصت ((الفكر)) بجزء من مقال كتبه الاستاذ عثمان الصالح تحت عنوان ((كنت فى لندن)). ونظرا لما يشغل بال المثقفين فى تونس من رغبة فى التعريف بالأدب التونسى والتعرف الى نواحى النشاط الثقافى بالبلاد العربية أحببنا إطلاع القراء الكرام من خلال ما كتبه الشيخ عثمان الصالح على أن فى السعودية من يتشوف الى الكشف عن نتاج العقول التونسية ومن يجد فى شعرها ونثرها الغداء الذى يستطاب. فبعد أن عبر الأستاذ عن تشوقه الى قراءة المجلات العربية وهو فى لندن وعن أساه لما حوته بعض المجلات العربية من غث الأدب قال عن الفكر: ((ولكنى وجدت مجلة جميلة تسمى ((الفكر)) تصدر فى تونس ... فيها من الدسامة فى المادة والتحدث عن تونس البلد الشقيق ما ملأ الفراغ وشرح الصدر وسر النفس ... إنها مجلة غنية بالأدب الرفيع والأقلام الحية التى تعطينا فكرة صادقة عن الأدب فى بلد عربى ... وأحد هذه الأعداد من المجلة
خاص عن الاسلام فى عصرنا ... لقد قرأت هذه الأعداد الثلاثة من الغلاف الى الغلاف ومع أننى لست بشاعر ولكنى وجدت فى هذه المجلات شعرا حيا ووجدت شعراء تنبض شاعريتهم بالحيوية وتوحى معانيهم التى يطرقونها بأن فى تونس معينا عذبا من الشعر الأدبى الرائع)).
ويورد الكاتب قصائد للشعراء محمد مزهود القيروانى والهادى نعمان ومنور صمادح ويعلق عليها بروح أدبية خالصة وينهى استعراضه بقوله:
((ولا أريد أن أطيل فى كلمتى هذه، فالجيد المختار نثرا وشعرا فى هذه الأعداد الثلاثة كثير ... ولكن اقتضبت وقدمت الدليل، ولا تتسع صفحات المجلة ((المنهل)) للمدلل عليه - بفتح اللام - وشاقنى أن أتلو قصيدتين للشاعرين المبدعين حسن عبد الله القرشى ومقبل العيسى لقد كانا واسطة عقد بين أدباء تونس ... ليت كثيرا من شعرائنا زار تونس وتحدث الى أدبائها وشارك فى الادلاء، فى الكتابة فى صحفهم ومجلاتهم ... وكلمة أخيرة: أهيب بوزارة الاعلام وجهازها مشحون بالأدباء أمثال غالب أبو الفرج وعلى رأسها معالى الأستاذ الأديب جميل حجيلان أن يكون بيننا وبين تونس تبادل ثقافى. وأن يعمل على مبادلة الصحف بيننا وبينها، ونكلف كل مؤسساتنا أن تهدى لكل صحيفة ومجلة ما يصدر منها وتلك بالمثل)).
فهل بعد هذا ما يمنعنا من تعزيز التبادل فى ميدان الثقافة؟
* مجلة ((قصص)):
وافانا والمجلة تحت الطبع العدد الثانى من مجلة ((قصص)) التى يصدرها نادى القصة وتسهر على طبعها الدار التونسية للنشر. وقد جاء هذا العدد فى ما يقرب من 130 صفحة ويحتوى - علاوة على المقدمة واستعراض أهم ما قالته الصحف والمجلات من العدد الأول - على القصص والبحوث التالية:
- فصل من رواية ((ارجوان)) لمحمد المختار جنات. - فصل من قصة ((المحكوم عليه)) لعبد المجيد عطية. - ((القصة التونسية بين الحربين 1914- 1940)) الصالح الجابرى. - ((رجل متعب)) لحسن نصر. - ((سقيا يا مطر)) (الفصل الثانى) لعز الدين المدنى. - ((من أيام عثمان)) (يوم العجاج) للطيب العشاش. - ((عيناك والنهر)) لأحمد الهرفام. - ((الساحرة التونسية)) للصادق الرزقى. - ((عندما يأتي الفجر)) ليحيى محمد. - ((ورقة اليانصيب)) ترجمة: لعمر النين. - ((باب البحر)) لعبد الواحد إبراهم. - ((الأزرق والأحمر والأخضر)) لجلول عزونة. - ((شمس مقبلة)) لسمير العيادى.
* محاضرات فى نوادى الشعب الدستورية والمنظمات القومية واللجان الثقافية:
القيت خلال سنة 1966 اوائل سنة 1967 محاضرات فى نوادى الشعب الدستورية والمنظمات القومية واللجان الثقافية عالجت عددا من المشاكل وقام اصحابها احيانا بدراسة بعض المواضيع الاجتماعية والادبية دراسات كانت منطلقا لبحوث جديدة.
وقد رأينا التذكير بعناوينها لعلها تكون مادة للنشر وحافزا على زيادة النظر. ومن بين هذه المحاضرات نذكر:
- محاضرة للاستاذ احمد خالد بعنوان ((من خير الدين باشا الى الحبيب بورقيبة)).
- ((دراسة فى قضايا الشعر المعاصر)) قام بها الاستاذان البشير العريبى ومحسن بن حميدة.
- ((تاريخ الحركة الوطنية)) للاستاذ محمد السنوسى. - ((أبو القاسم الشابى)) للاستاذ المنجى الشملى. - ((الحضارة البونيقية العتيقة)) للدكتور محمد فنتر. - ((خواطر فى الالتزام)) للاستاذ محمد مزالى. - ((اليوم العالمى للصحة)) للاستاذ عبد الوهاب بو حديبة. - ((فلسفة الحزب الاشتراكى الدستورى)) للاستاذ محمد السنوسى. - ((التجدد فى الادب)) للاستاذ المنجى الشملى. - ((أدباء الربع الاول من القرن العشرين)) للاستاذ احمد خالد. - ((أدب المقامة بين التقليد والتجديد)) للاستاذ محمد فرج الشاذلى.
- ((أدب الحب عند العرب)) للدكتور صلاح الدين المنجد، الحب عند الجاحظ وعبد الله ابن المعتز وأبى داود الظاهرى، الحب عند ابن حزم فى كتابه طوق الحمامة، وابن الجوزى فى كتاب ذم الهوى وابن قيم الجوزية فى روضة المحبين واخبار النساء.
- ((المخطوطات العربية)) للدكتور صلاح الدين المنجد. - ((حياة المسرح ومسرح الحياة)) للاستاذ محجوب بن ميلاد. - ((فن الصحافة)) للاستاذ البشير بن سلامة. - ((تاريخ افريقية)) للاستاذ الشاذلى النيفر.
- ((مضلع النجوم)) للاستاذ الطاهر فيفة وهى محاضرة تحدث فيها عن الكاتب الجزائرى كاتب (يس).
- ((ابن خلدون العالم الاجتماعى)) للاستاذ محمد الطالبى. - ((الملحمة فى الشعر الشعبى)) للاستاذ محمد المرزوقى.
* الشعر بصفاقس:
لقد كان للشعر نصيبه فى الاحتفاء بزيارة فخامة الرئيس المفدى لمدينة صفاقس، وكانت مناسبة الاحتفال بذكرى مؤتمر صفاقس أثارت فى نفوس الشعراء الذكريات فشارك منهم فى تخليد هذه الذكرى عدد من غير أبناء عاصمة الجنوب وفى مقدمتهم الشاعران المعروفان الاستاذ مفدى زكرياء والاستاذ محمد بن إبراهيم بن حميدة فى نطاق الشعر الفصيح بالاضافة الى الشعراء الجهويين الاساتذة محمد الشعبونى وعبد العزيز طريفة ورضا عبيد.
وقد التأمت عدة حلقات أثناء إقامة فخامة الرئيس بصفاقس رحب فيها الشعر الفصيح بمقدم فخامته على لسان الاساتذة أحمد بلغيث ومحمد الشعبونى وعبد العزيز طريفة، وقد تأثر فخامة الرئيس لهذا الاحتفاء، وعبر عن ارتياحه لمستوى أغلب القصائد التى ألقيت بين يديه.
وقد شارك فى هذه اللقاءات عدد من الشعراء الشعبيين فى النطاقين القومى والمحلى بقصائد قيمة من بينهم السادة: الجيلانى الوحيشى، وحسن محنوش، ومحمد الغضبان، ومحمد الناجى بن سلطانة.
* محاضرة عن (ابن هانى):
ألقى الاستاذ أبو القاسم كرو محاضرة عن (ابن هانى) بمدينة صفاقس مساء الاثنين 5 ديسمبر 1966 بقاعة المحاضرات البلدية حضرها عدد من الشباب ورجال الفكر بالجهة.
* تكريم صاحب (تاريخ صفاقس):
كرمت اللجنة الثقافية الاستاذ أبا بكر عبد الكافى صاحب (تاريخ صفاقس) فى جمهرة من رجال الادب والفكر وذلك مساء السبت 10 ديسمبر 1966.
وشارك فى هذا التكريم كل من السادة: عبد العزيز عشيش، محسن الحبيب، محمد الشعبونى (شعر)، عبد العزيز طريفة (شعر)، أبو بكر عبد الكافى (مؤلف الكتاب). وقدمت اللجنة هدية رمزية الى المؤلف راجية من جميع المنتجين النسج على منوال صاحب تاريخ صفاقس.
* المسابقة الأدبية السنوية للجنة التنسيق بالقيروان:
نظمت لجنة التنسيق الحزبى بالقيروان مسابقة أدبية وردت تفاصيلها فى منشور ننشره حثا للأدباء فى المشاركة.
((وفقا لارادة فخامة الرئيس ((الحبيب بورقيبة)) فى تشجيع الانتاج الأدبى، وايمانا من القيروان - ماضيا وحاضرا - بالفكر فى كل مجالاته الخلاقة. تنظم لجنة التنسيق الحزبى مسابقتها الادبية القومية لسنة ((1966-1967)) وتشمل:
أولا - بحثا يتناول أحد المواضيع التالية: (1) سحنون - حياته - آثاره. (2) ابن شرف - حياته - آثاره. (3) شعراء القيروان فى العصر الفاطمي وموقفهم من الصراع المذهبى.
قيمة الجائزة: 600 دينارا
الشروط: 1) أن تتوفر فى البحث شروط البحث العلمى الموضوعى. 2) لم ينشر ولم يذع ولم يقدم لمسابقة سابقة. ثانيا - مجموعة من الشعر التقليدى أو الحديث أو مزيج منهما:
قيمة الجائزة : 300 دينارا.
الشروط: 1) تضم المجموعة 30 قصيدا دون تحديد لمواضيعها. 2) لا تكون المجموعة قد نشرت مجموعة فى ديوان.
ثالثا مسرحية تجوز كتابتها بالفصحى أو بالعامية التونسية المهذبة: قيمة الجائزة: 300 دينارا الشروط: لم تنشر المسرحية من قبل ولم تذع ولم تمثل ولم تقدم لمسابقة سابقة (دون تحديد للموضوع). رابعا - قصة طويلة يكون سردها بالفصحى ويجوز أن يكون الحوار بالعامية: قيمة الجائزة: 300 دينارا الشروط: لم تنشر ولم تذع ولم تقدم لمسابقة سابقة. الشروط العامة:
1) تبتدئ المسابقة من غرة ماى 1966 الى 31 اكتوبر 1967. 2) توجه نسخ الانتاج فى ثلاثة نظائر مكتوبة على وجه واحد وعلى الآلة الراقنة بعنوان: لجنة التنسيق الحزبى - القيروان - 3) يرسل كل مشارك انتاجه تحت اسم مستعار ومع الانتاج ظرف به الاسم المستعار والاسم الحقيقى ولا يفتح الظروف الا بعد النظر فى الانتاج. 4) لا ترد اللجنة ما يصلها من انتاج ناجح وغيره. 5) تعد اللجنة بالمساعدة على طبع ما يمكنها طبعه من انتاج المسابقة مع الملاحظة أن الناجحين وغيرهم أحرار فى استثمار انتاجهم حسبما يبدو لهم.
6) لجنة التحكيم: 1) لا يقع الاعلان عن أسماء أعضاء اللجنة الا عند الاعلان عن النتائج. 2) تعلن النتائج النهائية عن طريق الاذاعة والصحافة. 7) تقدم الجوائز فى حقل أدبى ينتظم بالقيروان)).
قصص الأطفال:
أصدرت الشركة التونسية للتوزيع مجموعة من قصص الأطفال فى طبع انيق خلاب. وهى سنة طيبة تسد فراغا بالنسبة لأدب الأطفال وتمكن صغارنا من أن يقرؤوا القصص الشيقة الممتعة باللغة العربية الفصيحة السهلة الجيدة. ولا يخفى أن أدب الأطفال صعب المراس يتطلب خبرة ودراية وتجربة طويلة تجعلنا نشكر للسادة البشير عطية وعبد الحميد القسنطينى وراضية بلخوجة سعيهم وإقدامهم على طرق هذا الباب.
وتشتمل هذه المجموعة على العناوين الآتية:
- ((الأميرة عطاف)) و ((النمر والسلحفاة)) لراضية بلخوجة. - ((ضياء القمر)) و ((طرزان وشيطا)) و ((قاهر الذئاب)) للبشير عطية.
- ((الملك والعصفور)) لعبد الحميد القسنطينى
* الشاعر على الرقيعى فى ذمة الله:
انتقل الى رحمة الله، اثر حادث سيارة مرور بطريق سيدى المصرى الشاعر الليبى الشاب الأديب الاستاذ على محمد الرقيعى صاحب ديوانى: ((الحنين الظامئ)) و ((اشواق صغيرة)).
* مقدمة للأدب العربى:
صدر مؤخرا المجلد الاول من ((مجموعة اليونسكو الجديدة المقدمة للاداب الشرقية))، وقد نشر هذا المجلد بعنوان ((مقدمة للأدب العربى)) لجاستون فييت، عضو المعهد وأستاذ شرف بكلية فرنسا.
وهذا المؤلف الذى يتميز بتبسيطاته والموجه الى الجمهور العام ينقسم الى أحد عشر فصلا تستعرض العهود الكبيرة التى عرفها الأدب العربى منذ القدم حتى العهد الحاضر، وهى: العهد القديم الوثنى، وتكوين الامبراطورية العربية، والعصر الذهبى فى عهد الخلفاء العباسيين، وتمزق اميراطورية الخلفاء، والحقبة من العهد المناوىء للشيعة حتى أيام استيلاء المنغول على بغداد، والعهد الغربى من القرن الحادى عشر الى القرن الثالث عشر، والعصر الحديث (من القرن الثالث عشر الى القرن الثامن عشر)، والنهضة العربية (من القرن التاسع عشر الى مطلع القرن العشرين) وعهد ما بين الحربين، والاتجاهات المعاصرة والعربية الفصحى واللهجات الشعبية.
الشاعر الشاذلى عطاء الله والقيروان:
عندما قرأ الأستاذ محمود خروف القاطن بصفاقس قصيدتى جعفر ماجد ومحمد مزهود اللتين تحثان فيها الشاعر الشاذلى عطاء الله عن البقاء فى القيروان وتعبران له عن عواطفهما نحوه، تأثر وبعث الى الشاعر برسالة يطمئنه فيها فرد اليه الشاذلى عطاء الله متأثرا لعواطف الأصدقاء والخلان. وقد أحببنا نشر هذا الرد مع الملاحظة أن القارىء الكريم يجد بين طيات هذا العدد قصيدتين للشاعر عطاء الله موجهتين الى جعفر ماجد ومحمد مزهود.
((الى حضرة الأخ الكريم بقية الأوفياء. وخلاصة النخبة صديقى محمود تحية طيبة
اما بعد فقد اتصلت برسالتك القيمة وكلمتك الطيبة التى اظهرتنى مرة اخرى على صداقتك النبيلة وعواطفك الصادقة واخوتك التى لم يزدها تقادم العهد الا صفاء ورسوخا. وانى لجد فخور بهذه الصلات التى لم ترث وهذه العهود الاكيدة التى لم يات عليها البلى ولم تزدد مع الايام الا جدة وقوة ونماء.
أخى: لقد كانت حالة نفسية، وثورة عاطفية ولحظة من لحظات الضيق والحرج والتبرم هذه التى تعرض لها اخوك والتى لم تلبث طويلا حتى عاود النفس اشراقها ورجع لها اطمئنانها وتمثل لها واقعها وحظها الذى تغبط عليه، والمتمثل فى هذه العواطف النبيلة التى اطلت عليها وغمرتها من كل ناحية واعرب عنها كل صديق فنسل الاوفياء من كل حدب وصوت يستطلعون الجلية ويتجلون البادرة وعبر من اعرف وحتى من لا اعرف عن الالم لهذا الهم والجزع فى هذا التحول المبيت ولقد حمدت لهذه الفرصة التى سنحت حتى هيأت وسيلة الانتعاش وبعثت فى نفسى آمالا ادركها الذبول ونال منى الجفاف وغمرتنى موجة من الرجاء تدفقت من حولى ثم تغلغلت فى سويدائى فغيرت نظرتى للحياة وجعلتنى اكثر وثوقا واعمق اطمئنانا.
وهزات من هذا النوع يا صديقى ليست بمفيدة وحسب بل هى ضرورية للنفوس التى طال عليها امد الركود وبعد عهدها بالتنقل والتطلع والحركة وما يرتجى من حياة امرئ كماء على سبخة راكد وانى مدين لهذه النخبة الكريمة التى هزت نفسى هذه الهزة العنيفة المنعشة وكرمتنى هذا الاكرام الذى كان لى لسان صدق انابه جد فخور ورسالة الاخ توجت هذا التكريم ولم تبق فى نفسى بقية من تردد ولا اثرا لراى شتيت.
ولقد اجبت الشاعر بن مزهود وماجد بقصيدين ربما سمحت الظروف لنا بلقاء فاتلوهما عليك.
وبعد فانى اغتنمها فرصة لارفع اليك اطيب التمنيات واخلص التهانى بعيد الفطر المبارك ضارعا الى الحق تعالى ان يسلك فى عداد الذين تقبل الله عنهم احسن ما عملوا وجزاهم بصدقهم بما جزى به المخلصين وان يعيده عليك وعلى اولئك الذين تصلك بهم آصر مودة ووشيجة من قرابة ورابطة من عهد وود باليمن والسعادة وتحقيق الآمال.
وتقبل تحية أخيك
* اكتشاف رسالة جديدة لابن المقفع:
جاء فى مقال نشر بجريدة الدعوة السعودية فى صفحة أدب وثقافة الصادرة بتاريخ 26 ديسمبر 1966 ما يلى:
((استاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة طهران (لم تذكر الجريدة اسمه) يكشف لنا النقاب عن اثر أدبى لابن المقفع ضاع اصله العربى وبقيت ترجمته الفارسية، قال الدكتور البحاثة:
((.. قلما اطلع قارئ عربى على رسالة لابن المقفع بعنوان - الادب الوجيز للولد الصغير - فقد شاءت الايام ان يفقد الاصل العربى لهذه الرسالة، ولم يبق منه الا النص الفارسى المترجم الذى يعد من روائع النثر الفارسى فى القرن السابع الهجرى ..
وانى حينما كنت اتتبع كثب اراء الادباء العرب حول آثار ابن المقفع سواء تلك الاثار التى لا يتطرق الشك الى نسبتها لابن المقفع او تلك التى لا تزال مثار النقاش والتحقيق بين الباحثين، لم اجد احدا منهم يشير لا من قريب ولا من بعيد الى هذه الرسالة التى نحن بصدد تعريفها، وكذلك الحال بالنسبة للمستشرقين الا المستشرق الالمانى - بروكلمان - حيث اشار الى هذه الرسالة عند الحديث عن آثار ابن المقفع فى كتابه - تاريخ الادب العربى - دون ان يحقق صحة نسبة اصلها العربى اليه. ولعل السبب يعود الى ان النص العربى للرسالة، كما ذكرت آنفا، قد ضاع، فلم يقف عليه احد من الباحثين العرب، رغم تتابع دراستهم وتعدد بحوثهم التى نشرت حول آثار ابن المقفع طوال النصف الاول من هذا القرن. ومن ثم رأيت ان اقدم عرضا موجزا لهذا الاثر الذي يعد احد ثمار التفاعل بين اللغتين العربية والفارسية، اذ لطالما يتهافت الى دراسة آثار ابن المقفع رواد الادب العربى عامة وعشاق ادب المقفع خاصة.
نقل هذه الرسالة الى الفارسية احد اعلام الفرس، الفيلسوف الكبير الشيخ نصير الدين الطوسى فى مستهل القرن السابع الهجرى وذلك باشارة احد زعماء الفرقة الاسماعيلية ابى منصور ناصر الدين عبد الرحيم حاكم فهستان فى تلك الحقبة من التاريخ ويعتبر اسلوب الطوسى فى الترجمة امتدادا ومحاكاة لاسلوب أبى المعالى نصر الله فى كتابه - كليلة ودمنة البهرا مشاهى - اذ ان كلا منهما تجاوز النص العربى المترجم عنه، وضمنه آيات وأحاديث وامثالا واشعارا فارسية وعربية وذلك حسب ما كان يقتضيه اسلوب النثر الفنى الفارسى فى ذلك العصر، وظلت هذه الترجمة مخطوطة حتى نشرها لاول مرة فى طهران عام 1352 هجرية المرحوم عبد الرحيم الخلخالى وطلب الى المرحوم الاستاذ عباس اقبال، استاذ التاريخ والادب الفارسى بجامعة طهران ان يقدم لها، بمقدمة علمية يحقق فيها مدى صحة نسبة الرسالة الى ابن المقفع، وقد اعاد طبعها منذ اربع سنوات تقريبا الاستاذ غلام حسين آهنى مدرس اللغة
الفارسية بكلية الاداب فى جامعة اصفهان، معتمدا فى النشر على النسخة المطبوعة ومخطوطة عثر عليها فى مدينة اصفهان.
أما العربية فلم تكن تعرف حتى عهد قريب درتها الضائعة رغم مضى اكثر من ثلاثين عاما على تاريخ نشر النص الفارسى المترجم للرسالة فى طهران. فقد قمت اثناء اطروحتى عن ابن المقفع بتعريب هذه الرسالة التربوية الرائعة الى العربية لكى ارد تراثها المفقود مراعيا فى الترجمة المحافظة على الاصل والاقتراب من اسلوب ابن المقفع مستعينا فى ذلك بدراستى لآثاره، وتشبعى باسلوبه خاصة في كتابيه - الادب الكبير والادب الصغير - وكنت استهدف من ترجمة هذه الرسالة ان اضع بين ايدى الباحثين العرب نموذجا جديدا من أدب ابن المقفع بتفكيره لا باسلوبه فقط بغية ان يكشف لنا بعض الجوانب الفكرية فى المجال التربوى للناشئين.
ونشرت مكتبة - عالم الكتب - فى القاهرة عام 1962 الترجمة العربية للرسالة، ولقيت الاعجاب والتقدير فى الاوساط الادبية والعربية ووقعت منهم موقع القبول والرضا فارجو ان اكون قد ساهمت بذلك فى الدور الذى يقوم به العاملون فى حقل الدراسات المقارنة بين اللغتين العربية والفارسية.
وقد تردد بعض الباحثين وعلى رأسهم المرحوم الاستاذ عباس اقبال فى صحة نسبة رسالة بهذا العنوان الى ابن المقفع. ولكنني لست اشك فى صحة نسبتها اذ ان نوع التفكير فى هذه الرسالة واسلوبها يشبه تفكير ابن المقفع واسلوبه رغم تصرف المترجم فى اصلها العربى وذلك فضلا عن وجود فقرات كثيرة فى الرسالة قد وردت بعينها فى كتابى - الادب الكبير والادب الصغير - من تأليف ابن المقفع مما لا يترك مجالا للتردد فى ان رسالة - الادب الوجيز للولد الصغير، من تأليف ابن المقفع نفسه. واما الادلة التى اقامها المرحوم الاستاذ عباس اقبال فلا تخلو من الضعف وقد وضعتها على مشرحة النقد والتحليل فى مقدمتى للرسالة، وليس هنا مجال البحث عنها.
موضوع الرسالة، كما يبدو من عنوانها، تربية الجيل الناشىء ويستمد ابن المقفع مقومات التربية الخلقية فى الرسالة من ثقافته المزدوجة، كما تتجلى هذه الظاهرة بكل وضوح كذلك فى كتابيه الادب الكبير والادب الصغير.
والحق يقال ان ابن المقفع هو اول من تصدى لعمل التفاعل بين اللغتين العربية والفارسية حيث نقل لاول مرة عيون تراثنا الفهلوى الى العربية وبذلك حال دون ضياعها، ومن ثم نستطيع ان نقف على مدى الدور الذى قام به فى هذا الميدان. فانى لست مغاليا ان قلت انه لولا قيام ابن المقفع بتعريب خداينامك فى سير ملوك الفرس، لما بلغت الملحمة شأوها العظيم فى اللغة الفارسية الدورية بعد الاسلام فى ايران لتكتمل خيوطها فى القرن الرابع الهجرى على يد
الشاعر القومى الخالد ابى القاسم الفردوسى فكلاهما عندى يشيد بالامجاد ويتغنى بمفاخر الاباء وان اختلفا فى البيان والتعبير.
عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل الى ذلك الجمال يشير
وتضم الرسالة اشتاتا متنوعة من الادب الرفيع والنصح الغالى. وتحتوى على واحد وخمسين فصلا يوصى فيها المؤلف ابنه المثالى بالتزام مفاهيمها العالية واتباع مناهجها التربوية المحددة المعالم.
ومن الطريف ان ابن المقفع فى هذه الرسالة يحرص ان يلقن الناشئة اداب المائدة وتقاليد الطعام مما يطلق عليه - اتيكت المائدة - حيث يقول: اى بنى: ادا حضرت مائدة فلا تلق بنظرك على الموضع الذى يؤتى منه بالطعام ولا تلتفت الى تلك الناحية، وامسك بعنان التماسك فى ذلك المقام وتمالك نفسك ولا تكن اول من يمد يده الى الطعام والخوان فيحكم كل الناس بشره نفسك وغلبة حرصك وتعرف وتوصف بصورة الشهوة فاجتنب فى مثل هذه المواطن امثال تلك العادات والوجهات التى ذكرتها لك واعتصم بالصبر والتثبت فان كل من لا يقنع بالقليل لا ينتفع بالكثير.
كما نرى ابن المقفع ينصح بالتواضع والتحلى بمكارم الاخلاق فيقول: إذا كان لك فضل منزلة وعلو درجة فلا تتكبر بهما على الناس ولا تتطاول فتصير حقيرا ولا قدر لك فى اعينهم وتصبح مستحقا للملامة ومستوحيا للمذمة، ويكون مثلك كمثل من يغرى الناس به ويعينهم على نشر معايبه ..
ويقول ايضا فى احد فصول الرسالة، وهو ينصح بتهذيب النفس واقتفاء سيرة الحكماء .. انظر دائما الى الاخيار والعقلاء، واستمع الى كلامهم والاقتفاء بسيرتهم والاقتداء بسنتهم واعلم ان هذا المعنى خير معين لك فى بلوغ الخيرات وتحصيل الغايات وادراك المنافع والفوائد وكل من يستمر على مناهج الخيرات ويلتزم الاحسان والمبرات ولا يحرم من مزيد التوفيق وموهبة المعونة.
وينصح ابن المقفع فى موضع آخر بالتزام الخير ومجانبه الشر فيقول: اى بنى: لا تظن ان سلوك الشر عنه الاشرار ايسر الى مطلوبهم من الاخيار لان كل من يتوفر على الخير والاهتمام بالبر على الخير ويتخذه عادة لا يجد فى اى شئ سواه التذاذا او انتفاعا ولا يرغب فى اى عمل غير الخير ولا يميل الا اليه.
هذه الفقرات التى اوردناها ان دلت على شئ فانما تدل على مدى قيمة هذه الرسالة فى مجال التفكير التربوى المبكر فى الاسلام ولا شك انها تعد وثيقة كبرى من وثائق تاريخنا الفكرى الاسلامى.
- عن جريدة الدعوة السعودية -
* محمد أحمد المحجوب يتحدث عن ((الصراع)) بين الشعر القديم والشعر الحديث:
أنا لا اعتقد ان هنالك شعرا حديثا وشعرا قديما. اما ان يكون هنالك شعر او ان لا يكون. وما يسمونه بالشعر الحديث، ان كان جيدا فهو ينصب فى تفاعل الشعر العربى دون التزام بالقافية. وليس هذا حديثا. فالعرب كانوا يكتبون الشعر دون التزام قافية واحدة، فى الجاهلية وفى العصر الاموى. اما اذا كان الشعر الحديث لا ينصب فى قوالب، اى فى التفعيلات المعروفة فى الشعر العربى، فلن يكون شعرا. قد يكون نثرا به اخيلة شعرية، لان اساس الشعر الموسيقى. وكل لغة من اللغات لها موسيقاها الخاصة واللغة العربية موسيقاها انضبطت فى تلك التفعيلات الموجودة فى بحور الشعر العربى. والشعر الكلاسيكى قد يكون حديثا فى فكره وتعبيره.
وفى السودان، لا اظن ان ثمة حركة شعر حديث اذا استثنينا الفيتورى وشاعر أو شاعرين آخرين. ولكن اذا اخذت الفيتورى كمثال، فاغلب شعره يجرى مجرى الشعر العربى الكلاسيكى، وان هو كتب بطريقة تحمل على الظن بانه خرج عن النمط الكلاسيكى.
انى لا ادرى ماذا يعنى بكلمة ((حديث)) من الناحية الزمنية. واستطيع ان اجزم بانني اول من كتب شعرا حديثا فى اللغة العربية. واول قصيدة ل،ى من هذا النوع، نشرت عام 1934 وعنوانها ((آدم الصغير)).
الكثيرون من الذين يحاولون كتابة الشعر الحديث فى اللغة العربية، لا يعرفون اصول المدارس التى امتهنت هذا اللون من الشعر فى اللغات الاخرى. وقد نشأت فى فرنسا مدرسة رامبوا، فى القرن التاسع عشر، ونشات فى بريطانيا مدرسة ت.س.اليوت. ولكن من اطلع على شعر رامبو ويطلع على شعر ت.س.اليوت، لا يجد ان واحدا منهما ابتذل الكلمة، بل هما يختاران الفاظهما بدقة الجوهرى. ولم يخرج واحد منهما عن اللحن الموسيقى فى شعره، قط. لم يتقيد ت.س.اليوت ببحور الشعر الانكليزى كاملة. كان ياخذ مجزؤات منها ويلائم بينها فيخرج بلحن فيه موسيقى وفيه شعر وفيه تعبير. كل ما هنالك انه لا يلتزم القافية. والتزام القافية فى الشعر الانكليزى نادر. ان روايات شكسبير كلها شعر، ولكنه اختار لها ما يسمى ((بالشعر المرسل)). فكيف يكون مثل هذا حديثا، وقد جاء به شكسبير قبل اربعمائة عام او يزيد ؟!
على ان بعض الناشئين من شعرائنا، اتجهوا نحو ما يسمونه بالشعر الحديث لعدم توفر ادوات الشعر لديهم من لغة وموسيقى. ومن هنا فالشعر العربى الحديث حيلة العاجزين.
س: أليس من النادر ان يجمع انسان بين السياسة والشعر، كيف وفقت شخصيا الى ذلك؟
ج: لا اعتقد انه نادر ان يجمع الانسان بين السياسة والشعر، او بين السياسة والادب. فاذا رجعنا الى تاريخ الامة العربية رأينا انه لم يتول الورارة الا الادباء والشعراء امثال الصاحب ابن عباد وابن العميد. ووجدنا الامراء الشعراء، امثال ابن المعتز والشريف الرضى، وهما قمة فى الشعر العربى.
وحتى اذا اتجهنا الى الغرب نجد امثال تشرشل وكليمنصو ومانزيس. والان نجد فى افريقيا سنغور. وحتى فى فرنسا، فان الجنرال ديغول أديب تدرس مقاطع من خطبه، خصوصا فى الادب الفرنسى. وقديما قال افلاطون ان العالم بحاجه الى الفيلسوف المشرع اكثر من حاجته الى السياسى المهرج. واعتقادى ان عالمنا فى حاجة الى حاكم انسان وشاعر انسان.
ملحق الانوار (اللبنانية) - عدد 2244 -
. حول حقوق المؤلفين:
فى جوان 1967 ستنعقد فى ستكهلم ندوة ديبلوماسية تنظر فى مراجعة ((اتفاقية برن Berne)) التى تنص على ضرورة المحافظة على حقوق المؤلف فى وطنه وخارج وطنه وقد وقع على هذه الاتفاقية ما يقرب عن 54 دولة. والحدر بالذكر ان الكثير من المثقفين فى أوربا بدؤوا ينظمون حملة ضد هذه الندوة التى ستراجع حقوق المؤلفين باعتبارها مشطة ومعرقلة لانتشار الثقافة بين الناس. بينما هناك منظمة أخرى وهى الكنفدرالية الدولية لجمعيات المؤلفين الملحنين التى اجتمعت أخيرا فى باريس تؤكد التمسك بشرعية هذه الحقوق وتنظر بعين القلق الى القرارات التى ستخرج بها ندوة ستكهلم.
* أنست ((مجلة الفكر)) بزيارة الشاعر السعودى الرقيق طاهر الزمخشرى الذى يقيم بتونس فى هذه الأيام بين اخوانه وقد علمنا أنه يعتزم طبع ديوانه فى إحدى المطابع التونسية. كما زارنا أيضا الشاعر الليبى عبد اللطيف لطفى صديق تونس.
