غارت الحمرة فى أعماق الوخزات ...
وتلاشت الحرارة ... فى صفيع الليالى .
فعلا نداء الارض ...
وترامى بين الوهاد والربوات ...
هو أنشودة الفراق الاخرس ...
واغنية اللقاء الكريه ...
وتهاويل عناق الارواح ...
فى الافق الازرق ...
المرصع بالحنين والاشواق ...
... تقطعت الشرايين ...
ونضب معين الحياة ..
يا لها من زهرة ..
كانت رائقة بهيجة ..
تحف بها عرائس الربيع ..
وملائكة الجمال ..
فى فتوة حالمة ..
تحت شعاع البدر الوضاء ..
والنسسيم يرنحها بخفقاته الوسنانة ..
فيغذى النفوس بالعبير ...
المتموج فى الفضاء الوسيع ...
لكنها اليوم ...
قد اصبحت شاحبة اللون ...
ذاوية الاغصان ...
رابضة فى احضان العوسج والقتاد ..
نتأوه وفى أنينها رنة الموت ...
والشمس النهمة .. تنهشها بقوة ...
- اين ثوبها الارجوانى ؟؟
هل مزقته مخالب العواصف ..
وحملته على صدرها العريض ..
فتناثر أباديد فى مقلة العدم ؟؟
مشهد محزن .. يثير الآلام الدفينة ..
ارتصفت البلابل حول الزهرة ..
تقبلها بمناقيرها العاجية ...
قبلة الوداع الاخير ..
باكية ... راثية ...
بلحن الحشرجة ...
يغرق الانسان ...
فى محيط متضارب العباب ...
من فرط الاسى المحرق ...
هو اللحن الاخير ... المتقلص ..
انها لقهقهات السخرية البلهاء ..
من الطبيعة ...
فما للاصابع السحرية تلعب بنا ..
ونحن لا نريد ؟
تدفع الدولاب بشدة ..
ونحن لا نشعر ..؟
ثم تقصف الاعمار ...
كمنجل الحصاد فى البيدر ..؟

