الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "الفكر"

أيها المجرمون

Share

المجرمون فئتان : فئة تمزق الاجسام وفئة تمزق الارواح . ارسلها صرخة تمزق الحلق نقمة على ابشع الجرائم من ابشع المجرمين ذئاب خاطفة تمزق روح امة ، بجسد شعب مطمئن آمن . كل ذنبه أنه مؤمن بحقه في الحرية والسيادة كما اهديها " دمعة " تتحدر سخينة حيرى ، على الضحايا البريئة من ابناء هذا الشعب المستأسد الباسل . . ضحايا تتفق جراحها شفاها تتمتم صلاة النزاع وتنادي مجلجلة تسترحم عدالات الامم وضمير الامم . . ولكن ضمير الامم وعدالاتها نار لها وحديد . .

أنتم ، ايها المجرمون ! . . أيها الذئاب الخاطفة . . القابعة فى ظل البراءة ، تمضغ الحقد والانتقام مضغا وتستسيغه خمرة معتقة ، لذيذة للحكام الغاشمين

ايها المتجولون بين الابرياء السذج ، الضاربين صفحا عن جرائمكم المرة الاليمة لانها تبين حقا وبراءة امام عدالة الارض الكاذبة ! . . يا من يسيرون الى جانب العدالة البشرية العمياء انصارا واعونا - ولا تقتص منكم لان العدالة البشرية ذاتها مجرمة ! . . فلم تذهبون ايها الابرياء الى منابر الحكام ؟ . ليست هناك عدالة على الارض ! . . ابتعدوا عنها لئلا تمس براءتكم فتعلمكم الاجرام ! .

ايها المجرمون المثقلون بحثث ضحاياكم ! هل نعرف فيكم الانسان الذى يعمل ويتحرك ؟ . ام انتم الجريمة المتسترة ذاتها ، تتلوى بين احضان الضحايا كالافعوان الناعم بين الاعشاب . .

. . أخشى عليك ايتها السماء " يوما " من جرائم الارض ! . . . . . أخشى على جمالكم ، ايها الابرياء ، من دنس وقبح المجرمين . . . أخشى على الملائكة يوما ، من الشياطين . .

ايها المجرمون المتربعون على اشلاء ضحاياكم ! لقد لبستم برنير وجودكم من حمرة دمائها الزكية . . ولا تزالون تتلمسونها وتبحثون عنها في كل زاوية بيضاء لانكم لا تستريحون الا الى ظلال الجريمة . وبين اكداس الضحايا ، " . . ولا تتعطرون الا بروائحها الخامدة ، ولا تشملون الا من خمرة الدماء البريئة ! .

. . ايها المجرمون القوا نظرة على الوجود ، تروا فى الوجود آثار جرائمكم ! . . " فالشقق الاحمر شرب من دماء " ضحاياكم واتخذ منها حمرته لونا ! والافق الرجراج البعيد الاغبر . سرق تراقصه من خلجانها وقت النزاع والقمر بنوره الشاحب . . وجوه ضحاياكم وقد جثم عليها الموت ! وتحدر الشمس للمغيب دمعة بريئة حيرى ترسلها عيونها البريئة . . شكرا للجريمة الظالمة التى لا ترحم ! . . ايها المجرمون ، انصتوا ! . .

فعويل الرياح من بكاء ضحاياكم وحفيف النسيم في الاغصان من آهاتها ! وموسيقى الطيور فى الغابات من اناتها الجريحة ! وثورة البراكين وحممها زفرات محرقة تصعدها صدورها المتموجة والفائضة بالالم ! . .

الغيوم المتلبدة فى كبد السماء . من تبخر عرق جبينها وقت الصراع ! والغيث الهتون . . من دموعها السخينة الضارعة والمتحدرة لتروي الارض وتغسلها من جرائمكم لتعطى الخير . . فلو لا دموع الابرياء لما حصدتم البركة . . ايها المجرمون !

الينابيع المتفجرة من سفوح الجبال وفى بطون الاودية . . دماؤها المتفجرة من جراحها الصارخة ! . .

ايها المجرمون ، ارحموا بكاء الضحايا ، وارثوا لحال الابرياء وتوسلاتهم . . لئلا يأتي عليكم يوم تبكون فيه دون تعزية برئ . . وتنازعون دون صلاته

ايها الحكام ، لا تصدقوا اكاديب المجرمين على الابرياء فكم من المجرمين يتخطون مسرح الحياة متهللين الى جانب الابرياء الباكين . .

كم من المجرمين يتقلبون فى احضان حرية اثيمة . . والابرياء يسامون العسف والصغار ويئنون متوجعين . . مكبلين فى دياجير السجون ! . .

اشترك في نشرتنا البريدية