الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

لم نزل منذ بروز هذه المجلة للوجود نولي مشاكل التعليم والثقافة الوطنية بتونس فائق اهتمامنا ونسعى

الى إنارة السبيل ووضع المسائل فى وضعها الصحيح لاعتقادنا ان " الفكر التونسي " الذى نهدف الى توفير اسباب ازدهاره والثقافة المغربية السامية الاصيلة التى نعمل على تركيز مقوماتها وتثبيت دعائمها لا يبلغان تمامهما ولا يشعان ولا يقهران الدهر إلا إذا مهدنا لهما الطريق ، فعلمنا الاجيال الصاعدة تعليما قوميا قويما وربيناهم تربية سليمة رشيدة ووجهناهم بحيث ينسجمون مع واقعهم ويعون مشاكل عصرهم وينصرفون الى الفعل والخلق .

فقد قلنا فى افتتاحية العدد الخامس ( السنة الاولى ) : " اما وقد نجونا من العاصفة فواجب علينا ان نعالج القضية الثقافية معالجة إيجابية وان ننحو نحوا إنشائيا فنرسم الخطط ونسطر البرامج و نعتبر ان أوكد ما يجب ان يفكر فيه المسؤولون ويبادروا بالعمل من اجل تحقيقه تكوين لجان من ذوى الاختصاص و" اهل الصناعة " للنظر فى قضيتى توحيد التعليم وتعريبه وفيما ينشأ عنهما من مشاكل وصعوبات . . "

وقلنا فى افتتاحية العدد السابع ( السنة الثانية ) : . . ذلك ان ابتهاجنا بالاستقلال لن يكون كاملا حتى نستقل ثقافيا ونبنى بأيدينا صرح هذا النظام التعليمي التونسي الخالص الذي يضمن لنا طرافة الشخصية ويهيئ أسباب بعث الثقافة القومية الخالصة . فلابد إذن من إعادة النظر في اصول البرامج حتى ينسجم التعليم مع الواقع التونسي وتتيسر عملية " التأصل " ، تأصل الاجيال الصاعدة فى بيئتهم وربطهم الى وطنهم بحيث يعطفون عليه ويعتزون به ويستمدون منه . "

لذا نبتهج اليوم ونتفاءل خيرا عندما نرى لجنة وزارية تتشكل للنظر في تحوير التعليم ويرأس اولى جلساتها فخامة رئيس الجمهورية نفسه . وكل شئ يدل على ان جلسات هذه اللجنة ستتمخض عن توجيهات هامة ومنهاج واضح لما يجب ان يكون عليه التعليم بالبلاد التونسية من حيث هيكلة وبرامجه ونظامه وما يتحتم ان يهدف اليه من مثل عليا . وكل شئ يدل على ان كتابة الدولة للمعارف ستعمل على تنفيذ هذه التوجيهات وتذليل الصعوبات ليقع العمل على ضوئها في مستهل السنة الدراسية المقبلة .

وإذن فنحن نعيش الآن فترة حاسمة من تاريخ بلادنا الثقافى ، نحن في حاجة فيها الى المزيد من اليقظة والكثير من التحرى والتجرد لنرسى قواعد تعليمنا على اسس ثابتة فنأمن عواقب التسرع ومغبة الخطأ

وليست الدراسات التي سيجدها القارىء فى هذا العدد وفي الاعداد القادمة عن مسائل التعليم سوى مساهمة متواضعة في هذا العمل التاريخي العظيم .

اشترك في نشرتنا البريدية