الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

نحن فى هذه المجلة ما فتئنا كل سنة منذ اندلاع الثورة الجزائرية نشيد ببطولة الشعب الجزائري وفى كل مرة نأمل أن تتم الحرب وتزول المحنة .

لكن أرض الجزائر المكافحة ما تزال مسرحا للويلات والآلام : الارواح فيها تزهق والحرمات تنتهك والأفكار تكبت . لا قول فيها إلا للرصاص ولاصوت بها إلا للمدفع والرشاش .

على أن الشعب الجزائري الأبي وإن طال به الكفاح فهو صامد أمام الظلم ثابت فى وجه الطغيان قد زاده طول المراس عزما وإيمانا وأحلت غالي التضحية فى نفسه الأمل والرجاء . هو يجاهد في عزم الأبطال ويصابر فى همة المؤمنين ويستميت فى نخوة وعزة .

وهو فى جهاده ومصابرته واستماتته لم يعدم أخوة يقيلون عثرته ويضمدون جراحه ويأخذون بيده . فقد لقى فى شعوب المغرب الكبير السند الذي لاينى والعون الذي لا يفتر . وما موقف تونس الأخير مع المواقف الأخرى المتعددة إلا تعزيزا لجانبه وتقريبا لساعة خلاصه .

وهو لم يعدم أيضا نصرة الأحرار فى العالم الذين وقفوا إلى جانبه وقفة المؤمن بحقه فى الحرية وبعدالة قضيته وبضرورة إعانته .

وهو لم يعدم فى فرنسا نفسها أصدقاء آزروه فى محنته وصرخوا فى وجه حكومتهم . وما صيحة رجال الفكر والفن إلا بوق إنذار وصرخة فزع . ستطيح لا محالة بهيكل الاستعمار النخر وستزيل وصمة لصقت بجبين القرن العشرين .

فعلى رجال الفكر فى كل بلاد أن يتحدوا لنصرة الحق والعدالة والحرية لا بالنسبة للجزائر فقط بل بالنسبة لكل بلد يدوس فيه الإنسان أخاه الإنسان ويعتدي فيه البشر على البشر . عند ذاك يكون أمل الإنسانية عظيما في انتصار الحق على الباطل والعدالة على الظلم والحرية على العبودية .

اشترك في نشرتنا البريدية