الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

هذا العدد اردناه خاصا بالمفكر الاجتماعى والمؤرخ الكبير ، الذي انجبته تونس في القرن الرابع عشر فأنار بعلمه ظلمة القرون الوسطى ودك بروحه النقدية ومنهاجه الجديد في البحث والتحليل والاستنتاج صرح العلوم التقليدية المتهافت ، عبد الرحمان بن خلدون .

ويحتوى هذا العدد الخاص على جملة من المقالات والابحاث مرتبة باعتبار العام فالخاص تلقي الاضواء على جوانب من شخصية ابن خلدون وتراثه الثرى وانتاجه الطريف .

ولئن قمنا بهذا الواجب ازاء احد اعلام الفكر ورواد علم التاريخ والاجتماع فانما ذلك مساهمة في احياء تراثنا التونسي ولفت انظار الشباب الى كنوزه اولا ثم اشادة بالفكر الحر المتحرر اليقظ الجرئ المتمثل فى ابن خلدون ثانيا .

ذلك ان ابن خلدون كان مؤمنا بالعقل فى اشرف معانيه وأشمل قيمه معتبرا اياه ((دعامة كل الاشياء وافضل مارزق الله الانسان ومن به عليه )) وكان يسلط انواره على الواقع فيحلله تحليلا موضوعيا ويكشف عن الاسباب ومسبباتها ، من دون ان يستغيث لفهم الظواهر وكشفها بالغيبيات او الخيال وأصداء الاساطير .

فابن خلدون جدير بعناية (( الفكر )) حينئذ وجدير بان يعرفه شبابنا ومثقفونا معرفة تامة وان يتشبعوا بروحه العلمية لا لانه علم من اعلام هذا الوطن الافذاذ فحسب بل لانه كذلك نموذج يمكن ان يتخذه العاملون والمفكرون والباحثون اليوم والبلاد مدبرة عن التقاليد البالية والاعتقادات الخاطئه والعادات المثبطة ، مقبلة على الاخذ بأسباب القوة والعظمة والازدهار ، تائقة الى المعقول في القول والفعل متمسكة بحبل العقل ، (( مصممة )) ، متحررة .

هذا العدد هدية (( الفكر)) المتواضعة الى كافة جنود هذا الشعب فى ثورته الجذرية العارمة من أجل غد أسعد وحياة افضل . فعسى ان يعينهم ابن خلدون على (( عقل )) واقعهم وينير سبيلهم .

الفكر

اشترك في نشرتنا البريدية