الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

تستأنف مجلة " الفكر " نشاطها بعد عطلتها السنوية المعهودة ، وتدخل بهذا العدد في سنتها الثامنة ، تحدو اسرتها العزيمة الصادقة على تذليل الصعوبات المتنوعة ويدفعها الاخلاص المتحدد الى خدمة الأدب والفكر بهذه الديار

ولئن لم نبلغ جميع الأهداف التى رسمناها لأنفسنا في أول عدد من ظهور هذه الجحلة - وهل ذلك سوى قيم عليا سوف نسعى دوما اليها كما يسعى الانسان الى الطهارة القصوى والفيلسوف الى الحقيقة المطلقة والمجتمع العادل إلى المساواة المثالية - فقد قطعنا ، والحمد لله - من المراحل الشائكة في طريق غاباتنا ما يضاعف طاقتنا على العمل ويبرر تفاؤلنا بما رسمناه لأنفسنا من خطط .

واذا قارنا الظروف والملابسات التى تكتنف العمل الأدبي فى هذه السنة بما كانت عليه الحالة سنة 1955 حينما بعث هذا المشروع الى الوجود ، وجب ان نعترف في صراحة بأن باب العمل والاجتهاد والانتاج اصبح مفتوحا أمام العاملين المخلصين الذين يتخذون من الاعتماد على النفس والثقة فى النفس والصرامة ازاء النفس رائدا لهم وديدنا .

فالبيئة الاجتماعية والنفسانية التى يعيش فيها " المواطن المثقف " اليوم اكثر استقرارا وأوضح اتجاها وأوفر تشجيعا مما كانت عليه يوم كان الشعب منصرفا إلى تخليص سيادته وتركيز مقوماته بعد كفاح مرير ساهم فيه رجال الفكر وحملة القلم بما يشرفهم ويدعوهم في نفس الوقت الى المداومة والمثابرة والبلاد منصرفة إلى ثورة شاملة على الاوضاع الفاسدة التى خلفها الاستعمار تروم تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة وتشريك الجماهير فى بلوغ الاشتراكية كوسيلة إلى مجتمع فاضل متكامل ، والتعليم يعم نوره كافة انحاء البلاد فتزداد النخبة الأدبية والعلمية كما وكيفا ، ويؤكد المسؤولون عزمهم على بعث التران وتنشيط ألوان الأدب والفن بل يعبرون عن ايمانهم بأن النهضة التونسية تستوجب ازدهار الثقافة والعلم والفنون ، فتبعث الى الوجود كتابة خاصة بشؤون الثقافة ومؤسسة تعنى بالطبع والنشر

اليس في كل ذلك ما يكذب التشاؤم القائم ويصدق التفاعل الخلاق ويجعل الذين عاشوا فترة العصر وصمدوا وصادقوا ما عاهدوا " الفكر " عليه يضاعفون حماسهم في فترة اليسر النسبي فيقاومون المحال ويحققون الاحلام ويقيمون الدليل على انهم رجال جد وصدق عندما اعلنوا فى ثانى افتتاحية لهذه المجلة انهم يؤثرون العظمة على السعادة .

الفكر

اشترك في نشرتنا البريدية