الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

ان المجهود المبذول - سواء في مستوى الحكومة وبعض البلديات أم في نطاق المؤسسات الشعبية والجمعيات الأدبية - لبعث الثقافة القومية باعتبارها من مقومات الامة والغذاء الروحى الضرورى للأجيال الصاعدة ، لا يزال متواصلا مطردا .

ولا أدل على ذلك من الخطاب الذى القاه السيد رئيس الجمهورية التونسية فى غضون الشهر المنصرم حول شؤون المسرح التونسي ، واقعه ومشاكله وطرق النهوض به ، على أساس انه ركن من أركان الثقافة ومظهر من مظاهر رقى الأمم العصرية ورهفة حساسيتها وسلامة ذوقها.

وقد أعلن المسؤول الأول في هذه البلاد عن عزمه على اتخاذ الاجراءات الكفيلة ببعث المسرح ، وأهم وأطرف ما تقرر في هذا الصدد انشاء الجمعيات المسرحية المدرسية التى نرجو ان يكون لها شأن كبير ، لا لأنها توفر للشباب تسلية بريئة جديدة الى جانب الرياضة والموسيقى والكشفية فحسب ، بل لأنها كذلك تمكن من اكتشاف المواهب الكامنة وصقلها وتهييء بالتابع العدد الكافي من طلبة الفن المسرحي الذين ستعتمد البلاد عليهم في ارساء قواعد المسرح القومي على أسس علمية صحيحة ثابتة.

ولا بد كذالك من القيام بحملة واسعة النطاق لتهذيب الجمهور وتبصيره بآداب المسرح ولا يمكن أن يصلح أحد من شأنه اذا تمادت بعض الفرق المسرحية تدغدغ ميول بعض النظارة وتتواطا مع أذواقهم السقيمة بل ان رسالة المسرح تهدف - مع معالجة منزلة الانسان وتحليل همومه وأشجانه ومطامحه - الى تهذيب الشعب وتقويم العيوب وتزكيه الأذواق

لذلك يتأكد تأسيس الفرق الشعبية وتكليفها برفع لواء المسرح فى البوادى والارياف حتى يثقف الجمهور في جميع انحاء الجمهورية ويكتشف " المتعة الأدبية " ويشعر " بالحاجة " الى هذا الغذاء الثقافي الممتاز ويكون ذلك باختيار الروايات الملائمة واتقان الاخراج.

وهذا ما توضع به ، من جديد ، مشكلة المشاكل الا وهي الانتاج المسرحي . وعسى أن تتظافر الجهود وترصد الجوائز وتتسع دائرة التوجيه كى ينصرف ادباؤنا إلى هذا الميدان ؛ واذا ما اهتدوا الى استيحاء بيئتهم وسبر اغوار مجتمعهم و " الشهادة " على عصرهم ووفقوا الى حذق بناء المسرحية بالمطالعة والتثقف المتواصل ، فلا يمكن ألا يخلقوا وألا يبدعوا وألا يشيدوا " المسرح التونسى" ويحظوا بشرف المساهمة فى بناء الثقافة القومية.

الفكر

اشترك في نشرتنا البريدية