الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

يبدو ان عدد " الفكر " الاخير ، الخاص بالشعر والشعراء فى تونس ، حظى باهتمام عدد كبير من القراء وأثار تعاليق نخبة من الأدباء ورجال الفكر بهذه البلاد .

وعلى ان كل الملاحظات التى أبديت لم تكن ايجابية ، بل لم تتجاوز بعضها احاديث النوادى واسمار المقاهى ولا هى استشرقت مستوى البحث المجرد والنقد الحصيف البناء ، فان أسرة المجلة تأثرت على كل حال بهذه الظاهرة وارتاحت لتوفقها الى اثارة الحماس والتغلب على حجاب اللامبالاة وعقبة الجمود المثبطة للعزائم الصادقة والمشككة فى جدوى العمل من أجل الصالح العام ، مما نبهنا اليه وشهرنا به فى الكثير من المناسبات السابقة .

ذلك أننا نؤمن بوحوب التفاعل مع عصرنا وواقعنا وبضرورة الحوار مع معاصرينا فى الوطن الاصغر وفى الوطن الاكبر ، ونؤمن بأن حظنا من النجاح على قدر تجاوينا مع الناس و " جدلنا " مع الأشياء ؛ ذلك هو تصورنا للأدب وتلك رسالتنا على حقيقتها .

وليس معنى التجاوب والتفاعل - ضرورة - التوافق والانسجام النظر فى الأصول والفروع ، فكثيرا ما قلنا ورددنا اننا لا ندعى العصمة ولا نحتكر الحق والصواب ، بل صدعنا بأن الحقيقة - ان كانت - انما هى ثمرة العمل الجماعى وحاصل كد الأحبال وسعيهم المتواصل ؛ فكنا حريصين على افساح المحال لكل الكتاب والادباء ديدننا التواضع ازاء الأثر الادبى وشعاره تشجيع المواهب ونصرة الأدب الحق - أو ما نراه أدبا حقا - ، لا نشترط الا أن يكون الانتاج المقدم فى مستوى ادنى من الطرافة والفن والجمال الأدبى .

ومعنى ذلك ان مجلة " الفكر " - خلافا لما يظنه البعض - ليست مجلة فلان او فلان وليست لسان مدرسة أدبية بعينها أو ناطقة باسم نزعة دون اخرى , وانما هى اداة جهاد من أجل رفع مستوى الثقافة فى هذه الديار وخدمة الأدب العربى والنهوض به وجعل " الكلمة " المقدسة " تفعل " فى الواقع وتقده على قد المثل العليا والمبادئ السامية التى نؤمن بها ونحيا من أجلها .

هذه المجلة لا يجمع بين افراد أسرتها الا حب مشترك للوطن وايمان واحد بالأدب التونسى ومفهوم صحيح للالتزام ، وهى ترحب بكل انتاج قيم وتعانق كل اديب أصيل ، وتعتمد على قرائها للتحسن وبلوغ القصد ، منهم تستمد العون والإرشاد ، واياهم تذكر بأن " ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل " .

اشترك في نشرتنا البريدية