لطالما نوهنا بالمنزلة الرفيعة التى يتمتع بها رحال الأدب والثقافة فى ظل النظام الجمهورى وحمدنا العناية والتشجيع اللذين شملهم بهما الرئيس الحبيب بورقيبة وحكومته ، وخاصة الحرية الحق التى اصبحوا يتمتعون بها من يوم ان تحررت البلاد .
منذ أسابيع تصفح المجاهد الأكبر عدد الفكر الخاص بالاسلام وعبر عن إعجابه لصاحب هذه المجلة ملاحظا ان ما جاء فى بعض مقالاته ما كان يتصور إنسان أن ينشر فى تونس قبيل استقلالها ، مذكرا بضحايا الرجعية وكبت الكلمة وبالجو الذى كان يعيش فيه الطاهر الحداد وبالمصير الذى عرفه هذا المفكر الحر .
لم يكتف رئيس الدولة بخلق الاسباب الحقيقية لحرية التفكير والتعبير بل عبر عن ارتياحه عندما تأكد لديه أن من الأدباء والمفكرين من مارس هذه الحرية وقوى على المغامرات الروحية والفكرية وصدق فى نشدانه الحق والخبر والجمال .
ومنذ أيام استدعى الرئيس الحبيب بورقيبة طالبة بالتعليم العالم لم تتجاوز عشرين ربيعا (( حاولت )) أقصوصة وأرسلت بها الى حصة (( هواة الأدب )) بالاذاعة التونسية واعاد الاستماع اليها والى تقييم احمد اللغمانى ، المشرف على الخصة الاذاعية ، لها ، وعبر (( لهاوية الأدب )) عن اعجابه وتقديره وهى تجربة مزدوجة لا شك انها سوف تترك أعمق الاثر وأبقاه فى نفس هذه الأديبة الناشئة وكل زميلاتها ، وسوف تنشط الأدب النسائى أيما تنشيط .
فاذا ما ربطنا عناية رئيس الدولة المباشرة بالعمل الحثيث والمخطط الذى لم تزل حكومته تضطلع به منذ الاستقلال فى ميدان التربية والتعليم والثقافة واذا ما تذكرنا المجهود المحمود الذى بذلته دار النشر على حداثة بعثها والسعى المتزايد الذى تقوم به دار التوزيع لتبليغ المنشورات التونسية فى الداخل والخارج بمساعدة كتابة الدولة للشؤون الثقافية , تفاءلنا خيرا بمستقبل الأدب والثقافة فى هذه الديار وآمنا بجدوى العمل الذى لم نزل نقوم به للنهضة الثقافية الشاملة وتغلبنا على عوامل اليأس والقنوط التى لم تزل بعض آثار الماضى وعهود التخلف تحاول ان تحجب بها نور الصباح الجديد .
الفكر
