الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

هل ولى عهد المجلات الادبية والثقافية وانقضى ؟ هذا سؤال أصبح يفرض نفسه أكثر من ذى قبل .

ذلك ان الامعان فى واقع هذه المجلات فى الغرب والشرق على السواء يكشف عن حقائق مثيرة بالنسبة للباحث ومرة بالنسبة لهواة الادب وكل من يقدر حق قدره فضل المجلات فى الكشف عن المواهب والتعريف بالمدارس الادبية وخلق التيارات الفكرية . . .

فبينما اختفت فى الشرق العربى مجلات طبعت بطابعها أجيالا أدبية عند مطلع هذا القرن وخاصة منذ نهاية الحرب العالمية الاولى مثل الرسالة والثقافة والكاتب المصرى والكتاب والمباحث والعالم الادبى . . احتجبت فى الغرب وخاصة بفرنسا مجلات كان لها شأن مثل مجلة Mercure de France ( جوان 1955 ) وCahiers du Sud ( جانفى 1967 ) ولا تزال تقاسى بقية المجلات صعوبات جمة وتتقاوى على نفسها محاولة البقاء مثل مجلة < La Revue des deux mondes > التى كانت تطبع 55.000 نسخة وكان عدد  مشتركيها 55.000 فى سنة 1939 فأصبح عدد نسخها لا يتتجاوز اليوم 20.000 اما مجلة Esprit الفرنسية فهى تطبع كذلك 12.000 نسخة ولا يتجاوز عدد مشتركيها 7.000 في فرنسا وخارجها .

يستنتج بعض الملاحظين من استقراء هذه المعطيات أن واقع النصف الثانى من القرن العشرين بما وفره من أدوات تثقيفية جديدة وخاصة الوسائل السمعية البصرية والتلفزة والسنما بالاخص حكم على المجلات بالموت المحتوم وانه اذا قدر لبعض النشريات شىء من البقاء فلن يكون ذلك الا بالتخفيف من المحتوى والاكثار من الصور والاعتماد على أسباب التشويق وحتى الاغراء . ونحن لا نرضى طبعا بهذا المآل ، بل لا نزال نؤمن بان المثقف فى حاجة الى مجلة يعبر فيها عن آرائه ويجرى بواسطتها حوارا مع زملائه بل لا نزال نؤمن بأن للمجلة دورا كبيرا فى خلق المدارس الادبية والمذاهب الفكرية وأنها مقدمة ضرورية للكتاب الدسم والتأليف العميق

وبالنسبة لتونس فالواقع أن القراء لم يكونوا في الماضى أكثر عددا من الحاضر ، بل نلاحظ تزايدا فى عددهم فى بلادنا وخاصة فى العالم العربى وهو ما يطمئننا ويشحذ عزائمنا ويؤكد لنا انه لا يزال فى تونس وفي البلدان العربية الشقيقة جمهور كبير من الادباء لا ينخدعون بالانتاج الضحل ولا يتأثرون بالاخراج البراق والصور المغرية بل ضالتهم الادب الاصيل والانتاج الفكرى الجيد . لذلك سنواصل الجهاد وسنقيم الدليل ان شاء الله على ان الادب بخير فى هذه الديار . الفكر

اشترك في نشرتنا البريدية