الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 4الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارىء

Share

" الفكر " مغربى لحما ودما ، لحمة وسدى

وليس هو مغربا لانه فى المغرب يصدر وباقلام المغاربة يكتب وكفى ، بل لانه عبر وسيظل يعبر - عن آمال شعوب المغرب الطامحة ، وصور كما لم يزل بصور آلام جموعه الكادحة المكافحة ، وحاول ان يبث فى المغرب وعيا جديدا الرسالة المثقف ، وبعدد مفهوما جديدا لشرف المواطن وكرامة الانسان .

حاول " الفكر " ذلك ولن يفتأ يحاول ان يعبد النهج ، وينير السبيل ويحدد الغاية ويوضح الهدف ، وما هذه الاستفتاءات التى يلجأ اليها من حين الى حين الا بعض صوى ينصبها في طريق قرائه .

وما من شك فى ان لهذه النزعة المغربية ما يبررها ، فقد طالما عاشت بلاد " المغرب " هذه القمة " الافريقية " السامقة ، نكرة لا يعرفها الاخرون ، لانها موغلة فى الابهام ، ملتحفة بالغموض ، فقد ضرب بينها وبين العالم الخارجي بسور له باب ، ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب . . حتى كاد المواطنون المغاربة انفسهم يحسون بضالتهم ويتنكرون لذاتيتهم . اما اليوم فقد بدأوا يستعيدون الثقة بأنفسهم ويشعرون بشخصية موطنهم ، هذا المغرب العربى ، ومن حقهم ان يدفعوا وصمة جهله بكل وسيلة ويفرضوا عرفانه على كل جاهل به او جاحد له .

ولم تكن روعة الكفاح المغربي سبيلا الى التحرر وحده بل كانت مع ذلك سبيلا الي التعريف بالمغرب العربي وبرهانا على وحدة شعوره وتلاؤم معطياته .

وقيام الحركة التحريرية ببلاد " المغرب العربى " في وقت معا كانت هي الاخرى دليلا صريحا لا على اشتراك الشعور بين القادة فحسب بل على ارادة شعبية جازمة لحياة مشتركة تجمع اجزاء هذا المغرب بعضا الى بعض وتوحد بين عناصره من جديد بعد ان فرقت بينها عوامل شتى ، لقد جاءت ثورة المغرب العربي تربط الحاضر بالماضى المجيد وتعكس اضواءها النارية على المستقبل السعيد

وبعد فان هذا العدد سفر مغربي خالص حرره ابناء هذا المغرب وتناولوا جوانب الوحدة المنشودة ، واسرة الفكر تكون ممنونة اذا أثار في قرائه من العناية والبحث ما يجدر بهذه القضية التى تفرض نفسها اليوم .

اشترك في نشرتنا البريدية