لقد اختار أداموف موته مثلما اختار حياته . . هكذا نعت احدى مجلات باريس الكاتب المسرحى الكبير أرتير أداموف . هذا الرجل المثقف ينحدر من أصل روسى أرمنى ، غادرت عائلته الاتحاد السوفياتى على إثر الثورة التى لها ضحاياها ككل الثورات - وضحايا الثورات مثلما قال طه حسين هم أبطالها فى كثير من الاحيان - لقد عاشر أداموف المدرسة السريالية وكتب فى تلك الفترة كتابه الاول " الاعتراف " وكتب عام 1950 مسرحيه " الفرار " . ان عالمه الفكرى يتصل بعوالم سترنل بارغ وكافكا وبرشت . . قدم له روجى بلانشون مسرحيته " باولو باولى " على خشبة " المسرح الملتزم " ولقد أصيب أداموف بمرض مزمن منعه حتى من التنفس . . ورغم أصدقائه العديدين ، ورغم ثقته فى المستقبل ، فضل أداموف الموت على أن يضعف ولا يستطيع المشاركة فى " تغيير العالم " حسب تعبيره . . كأن انتحاره أحتجاج على التناقض الساحق بين ارادة الانسان وعبث الطبيعة . . . كما يعانى ذلك عدد من شخصياته المسرحية .
