الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "المنهل"

إن كل ما يصدر عن أي كائن مؤله معبود يصدر بعلم الله، وارادته وقدرته، وكثير من الكائنات أدهشت عجائبها الأقدميين وراعتهم، حتى ألهوها وعبدوها

Share

والعجيب أن كل الكائنات تصدر عنها أعمال مدهشة محيرة ، وكثير منها لم يعدم أهل نحلة يؤلهونه ويعبدونه

ومن هذا الجهل بمسبب الاسباب الحقيقي خالق الوجود الحق نجم تعدد الآلية وتنوعها . .

-٤-

كان ارباب النحل القدامي ضيقي أفق التفكير ، تدهشهم غرائب الاعمال التي تصدر عن الكائنات ، وتحيرهم ، وتأخذهم تصوراتها مآخذ شتى . . ولكن شيئا واحدا يظل مجهولا لديهم هو خالقها العظيم وخالق غرائب أعمالها ، وبسبب جهلهم له جل وعز ، نسبوا الخلق الى سواه ، من كل ما أدهشهم وحيرهم منها . ثم ألوه وعبدوه ، وتوارثت الاجيال ذلك عنهم

فكان اذا افتتن جماعة منهم بعجائب أعمال كائن من الكائنات الارضية ، أو السماوية حية أو غير حية ، اعتقدوا أنه هو الخالق

وما تتابع الاكتشافات الا دلائل العلم اليقينى المشاهد على حقائق وجود الخالق الأزلي العظيم . . ولا دخل لها قطعا بأوهام الصدف التى ينسبها اليها أشطار المثقفين العنزيين المقلدين . . ومن هنا لا بد أن نقف منها موقف العالم المحقق لا موقف الجاهل العابد المستسلم

نسبتها اليه ، وتحمسوا له كل الحماسة وأخذوا يبالغون في مقت آلهة الآخرين ، وربما كانت عجائبها التى تصدر عنها ادق وأعظم وأروع وأجل وأهول

ولو كان القدماء أهل علم بالخالق العظيم وجليل صفاته وكمالاته لما نسبوا الى سواه جل وعز خلق تلك العجائب التى من أجلها ألهوا ما ألهوا ، وجهلو أنه وحده الخالق لها ، ولكل شئ سواها . .

وكثير هى الكائنات التى أدهشت عجائبها الأقدمين وفتنتهم وراعتهم حتى ألهوها وعبدوها . .

ومهما يكن فعدوى تعدد الآلهة وأدواؤها انما أصيب بها البشر القدماء من صدور العجائب والخوارق التى لم يظهر لهم موجدها ، سواها ، كالذين يحسبون محطة ارسال المعلومات الفضائية الخالية من انسان مرسل ، أنها هى التى تصدر الارسال من نفسها ، جاهلين من وراءها من المخترعين الذين ينسب اليهم الارسال في الواقع . .

-٥-

الاختلاط بين أمرين أساسيين بين ذات الخالق العظيم مكون الكائنات وذوات الكائنات وبين صفاته جل وعز وصفات الكائنات ، وعدم التميز بين خصائصها

أجل اختلط الامر على مؤسس النحل بين ذات الله مكون الكائنات ، وذوات الكائنات ، فلم يميزوا بينهما ، أى جعلوا

ولما كانت الكائنات مؤلفة من المادة والطاقة ، فقد جعلوا مكونها الخالق العظيم هو الطاقة وجعلوا المادة تدل عليه ، طبعا المادة التى تروق لطاقته أن تحل فيها .

وقل أيضا اختلط الامر على مؤسسى النحل الوضعية :

بين صفات مكون الكائنات جل وعز وصفات الكائنات ، فلم يميزوا بينهما حتى جعلوا صفات الكائنات حي عين صفات الله الخالق العظيم ، وبالعكس

انظر فهذه السنة والنوم والخطأ والغفلة والنسيان والاساءة والجهل والحسرة والندم والضحك والبكاء والعجز والاعياء والظلم والمحاباة والصعود والهبوط والصمم والشح ، والحلول في كائن والتحول عنه ، والموت والحياة بعد الموت والايلاد والولادة والانكسار ، فقد جعلوها كلها صفات لله الخالق العظيم تعالى الله عن ذلك ) ولله المثل الأعلى ( ولما كانت النحل القديمة ذوات الطاقات المؤلفة متعددة ، والذوات المادية التى اعتقدوا أنها حلت فيها متعددة أيضا ، وكان هذا شأنهم في الصفات ، ومن جراء ذلك تعددت الآلهة المعبودة لديهم وكثرت كثرة فاحشة .

وقد قصر أرباب كل نحلة تأليههم وعبادتهم على ما اختاروا من كائن أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر . . وعلى ذلك قصروا تقاليدهم ، ورفضوا آلهة الآخرين وتقاليدم والآخرون بدورهم قابلوهم بالمثل

الالوهية اختلط عليهم بين الاكوان ومكونها خالقها العظيم جل وعز .

والذين لم يختلط عليهم الامر ، فان كانوا مؤمنين بالله الخالق العظيم الازلى الواحد الذي ليس كمثله شىء ، والمهيمن على كل شئ ، والفعال لكل شئ والمخطط خطط كل شئ ، فهم أهل الاديان السماوية وان لم يكونوا مؤمنين به جل وعز فهم الملاحدة . .

ومهما يكن فالمشركون يعبدون الله ويصلون له ، ويقدسونه في الذوات ، التى يعتقدون أنه يحل فيها من أصنام وأوثان وأبقار وفييلة ، وبعض أعضاء النساء ، وفي بعض جوانب السماء ، وفي بعض السحب ، والنار والنور والشمس والقمر والنجوم ، وفى الملائكة والجن والشياطين وسوى ذلك وبالاجمال عبدوه فى كل شىء ، ما عدا الأشياء التى لم يكتشفها العلم ولم يعلموا بها ، وان كانت أعظم وأكبر وأدق وأروع مما علموا وألهوا وعبدوا آلاف المرات

مثل الجاذبية والاثير والكهرباء والذرة والأكسجين والهيدروجين ، ومجموعات عوالم المجرة ، وكثير من الاقمار والكواكب المكتشفة والعناصر المكتشفة ، وعالم الالكترون ، ولو علموا بها ما تراجعوا عن تأليهها وعبادتها والضراعة لها ، والعكوف حولها أو حول شخوصها وانصابها . . وانك تجد السدنة القدامى يذكرون من مدهشات العجائب الاسطورية لما عبدوا من الكائنات أضعاف ما يذكره العلماء المحدثون من مدهشات عجائبها ، العلمية ، التى

يكتشفونها فيها ، وهل من سبب ينتظر أن يعرف لتعدد الآلهة أصدق من هذا السبب ؛

-٦-

الاندهاش المحير من دقائق تكوين الكائن المعبود ، ومن عجائب ما يصدر عنه .

ومنشأ الاندعاش المحير المؤدى الى التأليه والتقديس والعبادة أمران أساسيان

الاول :

الجهل التام بأن بين ذوات الكائنات المؤلهة من مادية وطاقية : ما هو أعظم وأكبر وأقدر وأدهش منها في دقائق تكوينه وعجائب ما يصدر عنه ، من أعمال هائلة محيرة رائعة .

الثاني :

الجهل التام بدلائل العلم اليقينية الكاشفة حقائق وجود الخالق العظيم مخطط خطط الكائنات ، وهو وجدها ، وموجد أعمالها ، والمهيمن عليها ، والذي بيده بقاؤها وزوالها ، نعم نعم جهل منشئو النحل القدامى أن الكائنات لا يصح أن تكون مماثلة لمكونها جل وعز ، فى التأليه والأزلية والقدرة والسلطان والعلم الشامل الجامع - وهي مجتمعة - فكيف يصح أن تكون المماثلة محققة فى بعض أفرادها . . ولو كانت الجاذبية التي تمسك الأجرام السماوية في أبعاد الفضاء بنظام محكم دقيق جدا .

أو ما هو اعظم من الجاذبية مما خفي من الكائنات هى وطاقاتها فى أنأمى أبعاد الفضاء .

والواقع أن الاندهاش التكوينى المحير المائل في الكائن ، كان بالامس في عصر وهن العلم باعتا الى ألوهيته وعبادته .

ونجده اليوم في عصر قوة العلم باعتا إلى اكتشاف معارف تكوينه . ودلائل سلطان خالقه ، وابطال التعلل بالصدف التى هى سند الملحدين الواهى

وهكذا نجد كشف الحجب عن مخططات تكوين الكائنات ، وعن أسرار معارفها وعجائبها أزال الاندهاش المحير الذي ادى الى تأليهها . كما اقتلع تأليهها من جذوره . وحوله إلى روايات اسطورية تذكر خوارقها التنمية ملكة التخيل في نفوس الاطفال وتشويقهم الى القراءة الصحيحة ، وتركيزها في ألسنتهم أشبه شئ بروايات الجن والمردة .

لذلك نجد تتابع اكتشاف مخططات الكائنات يوما فيوما في المراصد الفلكية الحديثة ، وفي المحطات العلمية الفضائية .

وفي مختبرات العلماء ، هي دلائل العلم اليقينى المشاهد على حقائق وجود الخالق الأزلي العظيم جل جلاله لا على أوهام المصادقات التى ينسب اليها أشطار المثقفين العنزيين المقلدين تلك المخططات التكوينية التى تم ويتم بمقتضاها تكوين كل عالم من العوالم الحية وغير الحية من أصغرها الى اكبرها ما أبصرنا منها وما علمنا ، وما لم نبصر ، وما لم نعلم .

وانك تلمس العنزية والسخرية والتقليد الاعمى ، وطفولة الفكر العابت والقاء القول الجزاف على عواهته في نسبة كل ذلك الى اوهام المصادفات وفاعليتها ، وبالحري بعد

اكتشاف هذا الجانب الكبير من معارف المخططات التكوينية التى يعلنها العلماء يوما فيوما . وفق التقدم العلمي المطرد

-٧-

جهل مصدر الخوارق والعجائب التي تشاهد في عوالم الوجود على اختلافها هو الذي سبب تاليهها وعبادتها

ولو علم المؤلفون العابدون ان كل عوالم الكائنات - ما ألهوا منها وما لم يؤلهوا . هى من صنع الله الخالق الأزلي المقتدر الذي اتقن كل شئ - صنعا . . والذي أعلم خلقه كل شئ ثم هدى . . لوقفوا منها موقف العالم الباحث المحقق لا موقف الجاهل العابد المستسلم

اذن فالتأليه لأي كائن من الكائنات المادية أو الطاقية وعبادته والضراعة له . منشؤه الجهل . .

والجهل لا يرفع الا بعلم يقيني . وايمان به صادق وايثار له . وتربية فكرية . وخلقية عالية ، لان انطباعات جهلهم لما ألهوا وعبدوا تظل مركزة في أعماق مجموعاتهم النفسية ومهيمنة عليها ، ومتحكمة في مسيرة سلائلهم ، على تداول الحقب ، وتظل صورها وبواعث انفعالاتها مشتعلة في أعصابهم ، تساندها تقاليد آبائهم المتوارثة فى منطق الفكر ، ويحسبون توجيهاتها صارمة فى أعمالهم واضحة ، ومهما ينسب سدنة ألهتهم اليها من الخوارق والعجائب فهى من المسلمات التلقائية لديهم ، ويرفضون كل معارضة لها ، ولو كان باسم واقع العلم اليقينى رفضا باتا .

- ٨ -

التربية على الايمان بالآلة المتخذة - ولو من الاحجار - وتلقينه وتهويله في أنفس الاطفال بكل اجلال ، ونقش ألوانه في الحواس ، وزخرفته بمفاتن الرؤى الراقصة الشادية ، والسحر الاخاذ ، والايحاء المهيمن على الارادة الذى يشعل حماسها اشعالا ويجعلها مأمونة الانحراف

التقديس التعبدى المنبث عن الاجلال والاعظام ، المحاط بسياج من الصلوات والضراعات والشفاعات والقربات ، لمختلف آلهتهم ، وجعلها محرابا لنيل المطالب وغفران المآثم ودفع الآلام كل ذلك قد جر الى اختلاف الآلهة وتنوعها وتعددها . .

توسعة مجالي الاحلام والاماني المفرحة والمحزنة ، المتصلة بالاقبال على عبادة الآلهة أو بالاعراض عنها

وتضخيم تقاليدها المتوارثة في أخيلتهم بجملة من الاقاصيص ، فلدى الاقبال على العبادة والتبتل تزهو أطيافها ضاحكة فتانة ، وتنضر حولها حدائق الاماني ، وتغرد أطيارها ويتدفق سلسلها ، بمختلف المشتهيات الحسان ، ولدى الاعراض عن عبادتها ، والضراعة لها ، تهجم الاشباح المخيفة ، وتزمجر ، وتعصف عواصفها وتدمر ويترادف الظلام ويتراكم ، ويتعالى كلجج من المداد الاسود الفاحم ، ومأتى كل ذلك ما ذكرنا من انطباع المجموعة النفسية

بتقاليد الآلهة وتحكمها في منطق الفكر والعاطفة ، لأن ما يحرزه المقبل من المكاسب باسمها من السيادة والمكانة والجاه لدى الجماعات المؤمنة بها يحرمه المعرض الكافر بها كل الحرمان ، به محابته وحجزه من كل تلكم المكاسب .

ومن هنا تدرك أن توسعة مجالي الاحلام والاماني المتصلة بتأليه بعض الكائنات وعبادتها ، بصدق أو بكذب مخفي ، هو من أسباب تعدد الآلهة .

الاعراض عن الاخذ بالأحسن والأصلح ، ولو جاءت به حقائق واقع العلم اليقينى وهذا الاعراض بلا ريب من بواعث تعدد الآلية ، لأنه يجعل قصص أساطيرها وترهاتها مستساغة مرضية ، بل يجعلها في عين معتنقيها عين يقين العلم

ولولا اعراض أكثرية البشر الساحقة عن الأخذ بالأحسن والأصلح ، لما هجر أرباب العمل حقائق العلم اليقينية ، وتعلقوا بسواها ، ولما ظلت أساطير تعدد الآلهة ، تقدم على عقيدة الايمان بالله الخالق العظيم الواحد الحق المهيمن على كل شئ

العقيدة التى هى حقيقة علمية يقينية مائلة فى كل ذرة فما دونها وفي كل مجموعة شمسية فما فوقها ، في هذا الوجود .

وميا يكن فالابقاء على نحل تعدد الآلهة مرتبطة بالاعراض عن الأخذ بالأحسن والأصلح ، وبالاعراض من التعرف الى حقائق العلم اليقيني

المبالغة الفاحشة فى التعظيم والاجلال والخروج به عن نطاق الواقع اليقينى ومأتى المبالغة الفاحشة فى كل ذلك ، من وقد الحب الأعمى أو من قلة العلم ، أو من وعن العقل ، أو من دس الملحدين المفسدين قصد الأضلال والافساد أو السيادة والاستغلال

وقد تأتي المبالغة من عدوى الاختلاط بجماعات لهم آلهة متعددة من كائنات متعددة

ومن أسباب تعدد الآلهة المتخذة من الكائنات التى ترى - اعتقادهم ان الاله الذي لا يرى هو اله أسطورى ، لا وجود له .

ولم يكن العلم يومذاك ، قد اكتشف كائنات الطاقة التى يستحيل أن ترى كالجاذبية والأثير ونحوهما .

ومن أجل ذلك تجد معظم آلتهم التى يعبدونها ، قلما تتجاوز الكائنات المادية التى شاهدوها حية أو غير حية .

ولما تقدم العلم قليلا ، وأدرك قدامى العلماء أن وراء المادة طاقة جعل أرباب النحل الاله الذي يعبدونه هو الطاقة التى تحل في الكائن المادى الذى يختارونه ، ومن هنا انبثقت فكرة حلول الآلهة في الكائنات .

ولما كانت كائنات الطاقة المعنوية متعددة مثل كائنات المادة تعددت الآلهة بهذه الصورة الواسعة المدونة في مؤلفات الملل والنحل . .

أجل كان موقف قدامى البشر من رسل الله الكرام - صلوات الله وسلامه عليهم موقف النقض الصريح ، والمشاركة الشرسة فالرسل يبسطون للبشر خصائص الكمالات

الواجبة للخالق العظيم ذاتا وصفات ، وأفعالا ، وينزهونه في كل ذلك عن المشابهة والمماثلة لذوات خلقه وصفاتهم المحدودة من البداية إلى النهاية . والبشر يأبون ذلك ويريدونه - جل وعز - مثل مخلوقانه ذاتا وصفات وأفعالا . .

وتعددت الآلهة بسبب تحريف نصوص وحي الله اليقيني وتحريفها يحصل بخمسة أسباب :

١ - بالزيادة والنقصان في صميمها . ٢ - وباختلاطها بالنصوص الظنية والموضوعة .

٣ - وبعدم التمييز بين كلام الله ، وكلام رسله وكلام أتباعهم

٤ - وبعدم التمييز بين النصوص المتشابهة على خصائص صفات الله الأزلية الابدية ذات الكمال المطلق التى هى " مثل عليا "

٥ - وباختلاط الأمر بين التأويلات المدسوسة على وحي الله اليقينى المشتملة على الشطحات الغيبية ، والمبالغات المعطلة ، وأساطير الاشراك والوثثنية الواغلة في تأويل وحي الله اليقينى الثابت بالتواتر

- ١٥ - اعتبار قدسية الاحلام والرؤى والاعتماد عليها ، فيما يدين به الرائى وأتباعه وما ينجم عنها من عقائد ذات تأثير كثير في التأليه .

وبالحري إذا كان الرائى ، وأتباعه يجهلون مصادر الرؤى والاحلام في عالم النفس وتفاقمها من المخيلة حتى تستحوذ على معالم اليقظة أحيانا ، وبالحري في الخلوات ولدى الاستغراق الكلى ، ويجهلون بواعث

الامراض العقلية في المجموعة النفسية وتأثيرها على مراكز القوى الفكرية وبالحري على الدماغ .

التهويل فى تخفى المعتقدات والكتمان المتطاول ، وتصريد اعلانها بعد جهد الانتظار بالتشويق والاغراء والوعود الجذابة المصورة والرؤى الهاتفة باليقظة والمنام مبشرة ومنذرة وفق تقلب أحوال النفس ، وتأثرها بدفقات التقاليد .

١٧ - كتمان الالحاد من الدهاة الماكرين الذين يتظاهرون بعبادة بعض الكائنات والعكوف حولها والتولع بها والخشوع من باب ذر الرماد على أعين الاتباع العمشى للتسلط عليهم باسمها وكسب المكاسب ، ونيل المآرب والرئاسة عليهم

وهم لا يكشفون أستار الحقيقة الا لأخص تلامذتهم الذين يتدرجون بهم في السلوك ، ويدركون أنهم قادرون على وراثة الحادهم وكتمانه كتمانهم عن جماهير الاتباع واشطار المثقفين .

خاتمة :

هذه هي ينابيع تعدد الآلهة التى يدين بها أكثر البشر المتخلف .

وهذه هي مصادرها وبواعثها وأسبابها . ومن أجل ذلك :

كانت الدعوة الى الايمان الصحيح بالله الخالق الأزلي العظيم الحق المتصف بكل كمال ، والمنزه عن كل نقص ، مبنية على الأدلة العلمية اليقينية ، والبراهين القطعية الثابتة .

وكذلك الدعوة الى الايمان بكل وحي

سماوى منزل على رسول من رسل الله الكرام - عليهم الصلاة والسلام - صافيا وخاليا من الزيادة والنقصان

ومعانيه واضحة كل الوضوح ، ومكشوفة للناس جميعا دون اغراب أو ابهام او جنبة أو اضطراب .

أما نحل تعدد الآلهة المتخذة من أفراد الكائنات فانها مبنية على عقد الأحجية ومغشاة بحالك الظلمات ، والفلسفات اللاهوتية الملتوية المركزة على الرؤى والاحلام والاساطير والنصوص الظنية ، والخوارق المتفجرة من ينابيع الخلوات والرياضيات ، والانعزال التنسكى والتنائى عن مصادر التجدد العلمي الصاعد

ومن أراد التعرف الى نحل الآلهة المتعددة وظنونها وأساطيرها ووثنياتها واشراكها فليعد اليها في مؤلفات الملل والنحل

ومن أراد التعرف الى عين الوحى اليقينى فليصعد اليه وهو في سمائه صافيا مشرقا  لم يختلط بشائبة من شوائب التاويلات وتباين نزعاتها ، ولم تتسرب اليه النصوص الظنية والموضوعية ذات المدلولات المتضاربة والتوجيهات السحيقة المنحطة .

أجل فليصعد اليه على سلم العلم اليقينى وهو يحمل البصيرة الواعية الناقدة وصدق العزيمة لكشف الحقائق العلمية الحقيقية بالتضحية حتى الموت ، وصدق الايمان بالله الأزلى الحق جل جلاله .

(وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون ( يونس ١٠-٦٧

قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله ، وما أنا من المشركين ( ١٢-١٠٨

اشترك في نشرتنا البريدية