الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "المنهل"

اتجاه حسن واتجاه احسن

Share

فيما قبل الحرب العالمية الثانية انبعثت من بعض الأدباء همسات موفقة تقول بان الطريق السوي لرفع مستوى التفكير فى البلاد ، انما هو باتجاه حملة الاقلام الى ميدان " التاليف " الواسع ، بدلا من حشد الجهود في هذا الباب الضيق المحدود : " أدب المقالة والقصيدة " .

وانزوت الفكرة بعد طغيان موجة الحرب فيما انزوي من مظاهر الادب فلما هدأت الدنيا وانبعثت أصوات الأدب في الافاق من جديد عادت النغمة الداعية الى التأليف من جديد .

والتأليف فن له شروط ولوازم ، وله وسائل وروافد ، وهو بدون هذه المهيئات عبارة عن " سواد فى بياض " . . وتتمثل في الثقافة الكافية ، والبيان المشرق الجميل ، وامتلاك ناصية الموضوع ؛ وسمو الهدف . . وهذه امور ، وان كانت محدودة عندنا ، الا ان من واجبنا - ونحن نتحفز للحاق بقافلة العالم الحديث فى الادب والحياة - ان نتقدم فندلى بدلائنا ، ونساهم بجهودنا فمن سار على الدرب وصل .

وأدبنا بحمد الله ؛ قد تخطى " عتبة البدائية الأولى . وقد تخطى معه فن التأليف ذلك الدور أيضا . فقد كان اغلب ما صدر منه قبل الحرب " مؤلفات جمعية " . اما بعدها فقد اصبح التاليف " ذا شخصية " بعض الشئ وخاصة فى أدب السيرة وأدب الشعر . وهذه ظاهرة قمينة بالتسجيل ، لما تنبئ به من نمو تفكير وتحسن اتجاه .

على ان ماضي البلاد القصى والقريب . واوضاعها القديمة اللامعة والقاتمة

وملابساتها على مر الاجيال ، وآثارها المطمورة ومعالمها . لمجهولة ، وموجبات تاخرها فى الماضى وموجبات انبعاثها فى الحاضر والمستقبل - كل هذه آفاق مشرقة تنتظر الرائدين وتتطلع الى الباحثين والناشرين

فيحسن بأدبائنا ان يعنوا بها ، وان يثبتوا للعالم تساميهم للمشاركة فى هذا الاتجاه الاحسن ، تقدما بالحياة على اضواء الأدب ، ونهضة بالادب على اضواء الحياة . فهل هم فاعلون ؟ انا لمنتظرون !

اشترك في نشرتنا البريدية