الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "المنهل"

احتلال البريمي، تحت هذا العنوان نشرت جريدة البيان العربية بنيويورك هذا المقال :

Share

قامت الحكومة البريطانية فى هذا الاسبوع بعمل جدير بسياسة القرن التاسع عشر الاستعمارية لا بسياسة القرن العشرين المتسمة بالتحرر من الاستعمار وبيقظة الشعوب الاسيوية والافريقية ، وذلك بأن ارسلت قواتها فاحتلت واحة البريمي المتنازع عليها بين المملكة العربية السعودية وانكلترا

وقد زعمت الحكومة البريطانية أنها  فعلت ما فعلت حفظا لحقوق حليفها  حاكم مسقط وشيخ أبو ظبي . وليس  بنا أقل حاجة الى القول انه زعيم باطل  وان الحكومة البريطانية تسترت  باسمى هذين الرجلين لتحقق مطامعها  الستعمارية ولتستولى على منطقة  يقول خبراء النفط أن فيها منابع منه  هي من أغنى المنابع في العالم .

ان هذا العدوان على منطقة عربية سعودية عدوان سافر ينقض مبادئ هيئة الامم التى تعهدت انكلترا طواعية باحترامها وهو كذلك نقض للمعاهدات المعقودة بينها وبين المملكة العربية السعودية . وهو احدى المؤامرات المفضوحة التى دبرتها انكلترا ضد البلاد العربية منذ سنين وشرعت في تنفيذها على مراحل . فكانت المرحلة الاولى احتلال اقاليم اليمن الجنوبية ( المحميات ) احتلالا مباشرا واستثمار ما فيها من ثروة نفطية . ثم احتلال

امامة او امارة عمان ، ومنذ اشهر وهي تحاول بشتى الحيل هذا الاحتلال فلا يواتيها الزمان . ثم احتلال البريمي واطلاق يد شركة النفط الايرانية البريطانية لتستثمر حقول النفط فيها

نحن من الذين قلنامرارا أن بريطانيا لم تنصف العرب يوما ما ، لذلك لم نصدق يوما تلك السخافات التى يروجها دعاتها في البلدان العربية وهي ان انكلترا صديقة للعرب . وفي انشاء دولة اسرائيل فى صميم العالم العربى ثم فى احتلال واحة البريمي بعض الادلة الجديدة على صحة مذهبنا نضيف إلى ذلك ما تقول به مصادر

يوثق بانبائها وهو ان انكلترا اعطت ايران عهدا بأن تؤيدها في مطالبتها بضم البحرين اليها اذا هي قبلت بالانضمام الى الحلف العراقي التركى وقد انضمت ايران اليه وغدا قد تتخلى لها انكلترا عن هذه الارض العربية الواقعة تحت حمايتها كما سبق لها فتخلت للصهيونية العالمية عن فلسطين العربية وهي تحت انتدابها .

على أن الشئ الذي يدعو الى العجب هو اقدام الحكومة البريطانية على احتلال البريمي وتحديها الرأى العام العربى فى هذا الظرف الذي ساءت فيه علاقة الدول الغربية بالعرب سوءا ما بعده سوء .. . ولا

نعرف اذا كان هذا هو الدهاء السياسي البريطاني المشهور ولكننا نعرف ان زمن احتلال الدول الاستعمارية الارض الاسيوية والافريقية قد انقضى ولن يعود مهما حاولت هذه الدول احياءه أو بعثه من سكرات الموت حيا يرزق . وسترى انكلترا ، وسواها ، ان احتلال

البريمي قد يبدو الان امرا واقعا تم بسهولة ولكن بقاءهافيها واستثمارها خيراتها لن يتم لها امرهما .

ان يقظة الشعوب الاسيوية والافريقية لن تترك موطئ قدم فى آسيا وافريقيا للدول الاستعمارية - أية كانت . ومن يعش ير .. .

اشترك في نشرتنا البريدية