أرفعى الراس كبرياء وعجبا واسحبي بردك المرفرف سحبا
انت احرى ان تركبى جبهة الكـ وكب متنا يظل شمسا وشهبا
إن من عمره الشباب جدير ان يعب الشموخ والكبر عبا
ما عل غادة ملام اذا ما أومأت للهوى الجموح فلبى
وسعى بالصباح يمسح خدا وجرى بالدجى يكحل هدبا
وارتمي عند رجلها ينثر الور د بساطا ، ويفرش الفل دربا
ما عل غادة ملام اذا لاحت فهامت بها الخلائق حبا
لا ! ولا لوم ان تعلق مفتون بآيات سحرها فاحبا
انت - يا تونس الجميلة - من تمتـ لك العاشقين صبا فصبا
وانا ذلك المحب توارى فى خضم ، وفي ازدحام تخبي
لي مزاج غيران - ياتونس الخضراء- يستنكر الشريك ويأبى
هكذا فطرتي : على الغيرة الهوجاء قد شب خافقي وتربى
غير انى رايت في لحظك الـ صبوة هاجت ، ولأعج الشوق شبا
ولمحت السلك الخفي جناحا قدسيا يضم قلبا وقلبا
وتتبعت نظرة ، واسترقت السمع من زفرة ، وطالعت لبا
فتبينت - يا جميلة - انى منك ادنى ، وانت مني انبى
وتيقنت ان قلبك لاه بحبيب يحظي لدينك ويحبى
معك الحق ! انه دائم العشـ ق ، مقيم عليه أولى وعقبى
وقلوب العشاق فصلية الاطـ وار ، مثل الصبا سكونا وهبا
معك الحق ! لا حبيب سواه يمنح الحب سلسبيلا وعذبا
غيرتى قد طرحتها خلف ظهرى فاغفري لي ! وانسي ملاما وعتبا
خاطرى الحائر اطمأن ، فان احب بت هذا " الحبيب " احببت شعبا
أوتدرين ؟ ياجميلة والعشـ رون مثل الربيع تخصب جدبا
وتفور الحياة فيها قلا تعـ رف صبرا ، ولا ترزن وثبا
سكرة حلوة تمر على الاعمار كالطيف ينهب الحلم نهبا
والشباب الجرئ يقتحم المجهـ ول ، لا ينثنى ولا هو يعبا
اوتدرين ان عشرينك الخضـ راء كانت في ظلمة الدهر غيبا ؟
في طوايا الاحقاب ظلت كسر أسدلت دونه المقادير حجبا
كنت بين الحياة والموت - يا حسـ سناء - كاللعبة اختطافا وجذبا
في سبات مخدر قد تلاشى فيه نبض الحياة ، والموت دبا
كنت تلك الحسناء ترقد في الاد غال ، نهبا لكل وحش وسلبا
مر دهر والجفن منك غميض وشؤون الحياة هوجاء غضبى
خشن المرقد المهين وما احسـ ست رضا ، ولا تشكيت جنبا
أنس النائمون فى " الكهف " بالصحـ ـب ، وكانت لك الخيالات صحبا
ويدور الزمان دورة خير ودفين الامال ينجم رطبا
ويطل الربيع في الموعد المضـ ـروب ، يستصحب البشائر ركبا
وتهز الادغال هزة صحو فترف المروج عودا وعشبا
ويذوب الجليد من لمسة الشمـ ـس ، ويسقي الفضا من النور ذوبا
ثم ياتيك فارس مفرد السير ، وحيدا يخب نحوك خبا
عرفته الفجاج جواب آفاق طواها اليك صوبا فصوبا
تترامي الطريق من تحت رجليه وتزور عنه شرقا وغربا
وخيالات وحشة تترامى كرؤى الجن تملا الليل رعبا
وخط الفارس الدؤوب ، ونبض الـ ـقلب لايفتران مدا وضربا
ويطل الوجه المشوق على وجـ ـه مشوق فيجمع الشمل غبا
لمسة من بنانه فاذا اليقظة نور لرى عينيك صبا
فيضه من عيون فارسك المشـ تاق ، قد راق منبعا ومصبا
اوتدرين - يا جميلة ؟ والعشرون تغرى وتملأ النفس عجبا
اوتدرين مهرها ؟ او تحصين كم استنزفت وريدا وقلبا ؟
يرخص العمر كلما عزت النفس وكانت لها الشجاعة دآبا
رب عمر يزداد بالبذل عمرا وعطاء يرد غنما وكسب
وفتاك الكريم اكرم من اعطى واغنى من استرد فاربى
بغضيض الشباب ضحى وما اشـ ـفق ، وابتاع بالشبيبة شيبا
غاية الحب - ياجميلة - ان تصهر ارواحنا ، وتسكب سكبا
وقصاراه : مهجة لك تهدى لاخراج عن المكاسب يجبى
فأذني لي ، وليأذن الشعب ألثم جبهة كرمت بلادا وشعبا
