الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 7الرجوع إلى "الفكر"

ارفعى الرأس ...!، الى تونس الجميلة فى عيدها العشرين

Share

أرفعى  الراس كبرياء وعجبا   واسحبي بردك المرفرف سحبا

انت احرى ان تركبى جبهة الكـ   وكب متنا يظل شمسا وشهبا

إن من عمره الشباب جدير   ان يعب الشموخ والكبر عبا

ما عل غادة ملام اذا ما    أومأت للهوى الجموح فلبى

وسعى بالصباح يمسح خدا  وجرى بالدجى يكحل هدبا

وارتمي عند رجلها ينثر الور  د بساطا ، ويفرش الفل دربا

ما عل غادة ملام اذا لاحت   فهامت بها الخلائق حبا

لا ! ولا لوم ان تعلق مفتون     بآيات سحرها فاحبا

انت - يا تونس الجميلة - من تمتـ   لك العاشقين صبا فصبا

وانا ذلك المحب توارى فى خضم ، وفي ازدحام تخبي

لي مزاج غيران - ياتونس الخضراء-   يستنكر الشريك ويأبى

هكذا فطرتي : على الغيرة الهوجاء   قد شب خافقي وتربى

غير انى رايت في لحظك الـ   صبوة هاجت ، ولأعج الشوق شبا

ولمحت السلك الخفي جناحا    قدسيا يضم قلبا وقلبا

وتتبعت نظرة ، واسترقت    السمع من زفرة ، وطالعت لبا

فتبينت - يا جميلة - انى منك ادنى ، وانت مني انبى

وتيقنت ان قلبك لاه   بحبيب يحظي لدينك ويحبى

معك الحق ! انه دائم العشـ    ق ، مقيم عليه أولى وعقبى

وقلوب العشاق فصلية الاطـ   وار ، مثل الصبا سكونا وهبا

معك الحق ! لا حبيب سواه يمنح الحب سلسبيلا وعذبا

غيرتى قد طرحتها خلف ظهرى   فاغفري لي ! وانسي ملاما وعتبا

خاطرى الحائر اطمأن ، فان احب  بت هذا " الحبيب " احببت شعبا

أوتدرين ؟ ياجميلة والعشـ   رون مثل الربيع تخصب جدبا

وتفور الحياة فيها قلا تعـ رف صبرا ، ولا ترزن وثبا

سكرة حلوة تمر على الاعمار   كالطيف ينهب الحلم نهبا

والشباب الجرئ يقتحم المجهـ  ول  ، لا ينثنى ولا هو يعبا

اوتدرين ان عشرينك الخضـ  راء  كانت في ظلمة الدهر غيبا ؟

في طوايا الاحقاب ظلت كسر  أسدلت دونه المقادير حجبا

كنت بين الحياة والموت - يا حسـ   سناء - كاللعبة اختطافا وجذبا

في سبات مخدر قد تلاشى     فيه نبض الحياة ، والموت دبا

كنت تلك الحسناء ترقد في الاد  غال ، نهبا لكل وحش وسلبا

مر دهر والجفن منك غميض   وشؤون الحياة هوجاء غضبى

خشن المرقد المهين وما احسـ    ست رضا ، ولا تشكيت جنبا

أنس النائمون  فى " الكهف " بالصحـ ـب ، وكانت لك الخيالات صحبا

ويدور الزمان دورة خير    ودفين الامال ينجم رطبا

ويطل الربيع في الموعد المضـ  ـروب ، يستصحب البشائر ركبا

وتهز الادغال هزة صحو      فترف المروج عودا وعشبا

ويذوب الجليد من لمسة الشمـ  ـس ، ويسقي الفضا من النور ذوبا

ثم ياتيك فارس مفرد السير ، وحيدا يخب نحوك خبا

عرفته الفجاج جواب آفاق  طواها اليك صوبا فصوبا

تترامي الطريق من تحت رجليه  وتزور عنه شرقا وغربا

وخيالات وحشة تترامى   كرؤى الجن تملا الليل رعبا

وخط الفارس الدؤوب ، ونبض الـ  ـقلب لايفتران مدا وضربا

ويطل الوجه المشوق على وجـ  ـه مشوق فيجمع الشمل غبا

لمسة من بنانه فاذا اليقظة   نور لرى عينيك صبا

فيضه من عيون فارسك المشـ   تاق ، قد راق منبعا ومصبا

اوتدرين - يا جميلة ؟ والعشرون  تغرى وتملأ النفس عجبا

اوتدرين مهرها ؟ او تحصين   كم استنزفت وريدا وقلبا ؟

يرخص العمر كلما عزت النفس   وكانت لها الشجاعة دآبا

رب عمر يزداد بالبذل عمرا   وعطاء يرد غنما وكسب

وفتاك الكريم اكرم من اعطى   واغنى من استرد فاربى

بغضيض الشباب ضحى وما اشـ  ـفق ، وابتاع بالشبيبة شيبا

غاية الحب - ياجميلة - ان تصهر   ارواحنا ، وتسكب سكبا

وقصاراه : مهجة لك تهدى  لاخراج عن المكاسب يجبى

فأذني لي ، وليأذن الشعب ألثم    جبهة كرمت بلادا وشعبا

اشترك في نشرتنا البريدية