حضرة الفاضل رئيس تحرير المنهل الغراء بعد التحية. كثيرا ما نسمع عند ما يراد آية من كتاب الله تعالى للاستدلال بها احدى العبارتين التاليتين - ١ - : ( قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) - ٢ - ( قال الله تعالى بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) والاستعاذة فى هذين الموضعين ليست بصواب انما الصواب اذا قال القارئ قبل ايراد الآية " قال الله تعالى " ان يقتصر على ايراد الآية :
احدهما : ان القارئ إذا قال : " قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " او قال : " قال الله تعالى بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " أوهم تعبيره ان استعاذته ايراد الآية : ولا يذكر الاستفادة وذلك لامرين :
الثاني : ان الواجب في الاستعاذة ونحوها اتباع ما جاءت به النصوص . والذي جاءت به هو ترك الاستعاذة عند قول القارئ: " قال الله تعالى " فقد اخرج أحمد والبخارى ومسلم والنسائى عن أنس رضي الله عنه قال : " قال ابو طلحة يا رسول الله ان الله يقول : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وان احب اموالى الى ، بيرحاء " الخ الحديث .
واخرج ابن ابي حاتم وابن مردوية عن ابن عمرو رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فى الجمعة " هي كفارة إلى الجمعة التى تليها ، وزيادة ثلاثة ايام وذلك لان الله تعالى يقول : ( من جاء بالحسنة فله عشر امثالها )
والاحاديث الواردة في هذا اكثر من ان تحصى . وللامام السيوطي ضمن كتابه " الحاوى " رسالة فى هذا البحث سماها : " القذاذة فى تحقيق محل الاستعاذة " فليراجعها من يريد التطويل . والله اسأل ان يمن علينا جميعا بالاتباع وهو حسبنا ونعم الوكيل . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الرياض
