* وفد عن اتحاد الكتاب التونسيين يزور سوريا :
توطيدا لعلاقات الاخوة والتعاون تم امضاء اتفاقية بهذا المعنى بين اتحاد الكتاب التونسيين واتحاد الكتاب العرب في سوريا أثناء انعقاد مؤتمر الأدباء الثامن بدمشق
ثم ان برنامجا مفصلا للعمل لفترة سنتين تم وضعه وتوقيعه أثناء زيارة قام بها الى تونس كل من السيدين رئيس اتحاد الكتاب السوريين ومساعده .
وفى نطاق هذا التبادل والتعاون أوفد اتحاد الكتاب التونسيين عنه فى الشهر الماضى السيدين أبو زيان السعدى وعبد الواحد براهم لتلبية الدعوة الصادر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق .
لقي عضوا وفد اتحاد الكتاب التونسيين ترحيبا كريما من الاشقاء السوريين الذين أعدوا لهما برنامجا واسعا وثريا مكنهما من التعرف على أهم المؤسسات الثقافية ومعايشة الحركة الفكرية والأدبية فى الشقيقة سوريا ، كما هيأوا لهما لدوات ثقافية ثلاثا فى كل من دمشق وحمص وحلب مكنتهما من الاتصال بعدد من المثقفين قصد التعريف بنشاط الحركة الثقافية فى تونس وبأهم رجالاتها .
امتازت زيارة الوفد أيضا باللقاء الذى كان له مع اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين . كما حفلت بلقاءات عديدة أخرى سواء مع بعض الشخصيات الرسمية كالاستاذ جورج صدقنى رئيس اتحاد الكتاب سابقا ووزير الاعلام حاليا ، والدكتور شاكر الفحام وزير التربية ، أو مع رجالات الادب والفكر كالاستاذ خليل هنداوى ، والدكتور عمر الدقاق ، والاستاذ جورج سالم ، والدكتور احسان عباس ، والدكتور حسام الدين الخطيب ، والاستاذ شوقى بغدادى ، والاستاذ محيى الدين صبحي ، والعميد ابراهيم الشاعر ، والاستاذ عبد الكريم الناعم وغير هؤلاء ممن تحفل بهم الحياة العلمية والفكرية فى البلد السورى الشقيق .
وفيما يلى مقتطفات من كلمة الترحيب التى ألقاها الشاعر الكبير خليل الهنداوى فى الندوة التى عقدها فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب مع وفد اتحاد الكتاب التونسيين :
" أهلا بأديبى تونس الخضراء ، أبو زيان السعدى وعبد الواحد براهم . . فى هذه الايام الخضراء . حين كانت الاقطار العربية موزعة الى أجزاء كل جزء لله همومه ومشاكله ، فى تلك الايام الصيبة عرفناكم . . سمعناكم بأصوات أدبائكم ، بأناشيد شعرائكم
لقد عرفناكم عن طريق هذا الادب الذى جمعنا فى الماضى ويجمعنا فى الحاضر والآتى ، هذا الادب الذى قال فيه بحق أبو تمام :
ان يكن مطرف الإخاء فاننا نغدو ونسرى فى اخاء تالد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب ، يؤلف بيننا أدب اقمناه مقام الوالد
واليوم تشاء المقادير أن تبعثكما الينا رسولين كريمين للادب التونسى والادب خير رابطا بين الشعوب ، وخير رسولا
ألا بورك في الادب ، هذا الادب الذي لم ينس يوما رسالته القدسية ، فى جمع الاجزاء للاجزاء ، والاعضاء للاعضاء ، والاصدقاء للاصدقاء ، يوحد الاصوات ، ويذكر الاحياء برسالة الاموات . فاذا قلب تونس العربية ، يخفق فى قلب سورية العربية .
فاهلا بكما وسهلا فى مدينة الشهباء ، فى بيتكما الصغير الذي ارى حدوده تترامى على حدود مرابعكم الخضراء :
حبذا العيش من قومى جميع لم تفرق ما بيننا الاجزاء
أيها المشتهى فناء بلاد بيد الله عمرها والبقاء
ان الذين اجتمعوا الآن يسرهم أن يسمعوا منكم شيئا عن مسيرة الادب عندكم باتجاهاته وميوله ، ولا سيما فى الفترة الاخيرة ، لان ما نعرفه عن الادب التونسى ضئيل جدا ، والمعرفة لايمتنها شىء كالتعارف ولا يرسخها شىء كالتآلف .
ديوان ابن قزمان الاندلسى بالاسبانية:
عن مجلة المصور اقتطفنا ما يلى من مقال كتبه رجاء النقاش بعنوان " هكذا
يهتمون بالتراث العربى "، وفيه دعوة حارة الى بذل المزيد من الجهد للمحافظة على هذا التراث :
" هذه قضيه تستحق منا أن نناقشها باهتمام وجدية . فالتراث العربى القديم يلقى من الباحثين الغربيين عناية لا يلقاها فى وطننا العربي نفسه والمسؤولية فى هذا الموقف الغريب تقع ولا شك على عاتق مؤسساتنا الثقافية مثل الجامعات ودور النشر الرسمية والجامعة العربية . لقد كان من الضرورى أن تتجمع جهود وامكانيات واسعة وجادة فى سبيل نشر التراث العربى وجمعه من المكتبات العالمية حيث توجد آلاف المخطوطات المبعثرة فى مكتبات تركيا وأروبا وأمريكا وروسيا . وكان من الضرورى أن تكون هناك جهود حقيقية لاحياء ذكرى كبار رجال الفكر العربى . واحياء ذكراهم لا يعنى الاحتفال الشكلى بيوم المولد أو يوم الوفاة ، وانما يكون هذا الاحياء بالسعى على أن تظهر أعمال هؤلاء المفكرين وأن تدرس كتبهم دراسة جادة وحقيقية .
وأود أن أتحدث عن نموذج من اهتمام الغربيين بالتراث العربي ، حيث يكشف هذا النموذج عن مدى التخلف فى موقفنا من هذا التراث ، ففي زيارة لاحد أساتذتى بالجامعة ، أطلعنى هذا الاستاذ الجليل على كتاب من ثلاثة مجلدات كبيرة صدر فى اسبانيا وهذا الكتاب هو النص العربي لديوان الشاعر الاندلسى الشعبى القديم " ابن قزمان " وقد قام بنشره المستشرق الاسبانى " أميليو فارسيا قومس ولم يكتف المستشرق الكبير بنشر النص العربى " بالحروف اللاتينية " وانما نشر فى مقابل كل صفحة من النص العربى ترجمة دقيقة لها بالاسبانية ، ولم يترجم النص العربي الى النثر وانما ترجمه الى الشعر الاسبانى حتى يحافظ على ما فيه من جمال وموسيقى شعرية . وهكذا استطاع المستشرق الاسبانى الكبير أن يقدم هذا العمل الضخم من أعمال التراث العربى الى العالم كله ، وذلك فى ثلاثة مجلدات تزيد على ألف وخمسمائة صفحة ، فى الوقت الذي لا توجد فيه طبعة من هذا الديوان بالحروف العربية فى أى مكتبة من مكتباتنا الكبرى ، حيث أن المخطوط الوحيد من هذا الديوان يوجد فى المتحف الاسيوى فى ليننجراد ، ولست أدرى لماذا لم نحصل نحن على هذا المخطوه وننشره كاملا بحيث يكون نصه العربى فى أيدى الباحثين من أبناء بلادنا ؟
أعود بعد ذلك الى المستشرق الكبير " فومس " الذي قام بنشر ديوان ابن قزمان وترجمته الى الاسبانية فى ثلاثة مجلدات كبيرة . ان " فومس" هو عميد المستشرقين الاسبان ، وهو الآن فى السبعين من عمره . وهو تلميذ لمستشرق اسبانى شهير هو " آسين بلاثيوس " الذي كتب بحثا شهيرا عن " الاسلام
والكوميديا الالهية لدانتى " ، حيث أثبت أن دانتى قد تأثر بالتراث الاسلامى وخاصة بقصة " الاسراء والمعراج " و " رسالة الغفران للمعرى . ففومس اذن هو ابن من أبناء المدرسة الاستشراقية الاسبانية التى تؤمن بدور العرب فى الحضارة الاوروبية وبتأثير الحضارة العربية الواسع عن الحضارة الغربية
وفومس هو الآن عضو بارز فى الاكاديمية التاريخية والاكادية اللغوية فى اسانيا وكان سفيرا لاسبانيا فى العراق ولبنان وتركيا . وكان أستاذا للادب العربى فى جامعة مدريد وهو مشرف على مجلة الاستشراق الاندلسى . وهذا المستشرق الكبير يحتل مكانة بارزة فى الصحافة الاسبانية ، لانه كان وما يزال يكتب فى الصحف كتابات متنوعة فى الادب والفكر والسياسة الى جانب ما. يقدمه من ابحاث فى مجال الدراسات العربية ، وكان " فومس " على صلة بالدكتور طه حسين وقد حضر عليه محاضرات فى الادب العربى ، وترجم له كتاب " الايام " الى الاسبانية كما ترجم " فومس " الى الاسبانية أيضا رواية عودة الروح " لتوفيق الحكيم ، وترجم كتاب " طوق الحمامة " الشهير لابن حزم الاندلسى الى اللغة الاسبانية ، وكتاب " طوق الحمامة " هو أول كتاب عن " فن الهوى " ظهر فى العصور الوسطى ربما فى العالم كله ، وقد كتبه ذلك المفكر العربى الاندلسى الكبير " ابن حزم " بلغة جذابة رائعة وفكر عميق ، وقام فيه بتحليل عاطفة الحب تحليلا ذكيا جميلا يمتزج فيه الفن والفكر والشعور الانساني النبيل .
هذا هو فومس الذي نشر أشعار ابن قزمان وترجمها الى الاسبانية . فمن هو ابن قزمان نفسه ؟ . يقول عنه أستاذنا الدكتور عبد العزيز الاهوانى - أحد علمائنا البارزين المختصين فى الادب الاندلسى وذلك فى كتابه عن الزجل الاندلسى :
كان اكتشاف ديوان ابن قزمان بالنسبة للغربيين حدثا جديدا فى تاريخ الشعر الاندلسى ، بل والاوروبى كله فعكف عليه العلماء سواء فى ذلك أصحاب الدراسات العربية أو الدراسات الرومانية فى القرون الوسطى ، يقتبسون منه الشواهد ، ويقارنون بين نظام القوافى عنده وعند التروبادور ، أو الشعراء الجوالين الاوروبيين ، ويحاولون تفسير بعض ألفاظ أعجمية استخدمها الزجال ، الى غير ذلك من أبحاث عد منها الاستاذ " لفي بروفنسال" فى مقالة له كتبها سنة 1944 تسعة وعشرين بحثا أو اشارة أو اقتبسا ، ويمكن أن يضاف الى هذا العدد مقالات جديدة صدرت بعد التاريخ المذكور " ويقول المؤرخون القدماء عن ابن قزمان " انه المنفرد بالابداع فى طريقة الازجال وقد توفى سنة 554 هـ " .
٠ فى ذكرى الاديب محمد البشروش :
أقامت أواخر الشهر الماضى اللجنة الثقافية بدار شعبان الفهرى ملتقى ثانيا لا للاحتفال بذكرى الاديب المرحوم محمد البشروش صاحب مجلة المباحث وأحد شبان تونس الذين ملأوا الحياة الادبية فى الثلاثينات .
من فقرات البرنامج محاضرة للدكتور محمد سويسى عن " مجلة المباحث والعلوم " وندوة موضوعها : " النقد الادبى ومحمد البشروش " شارك فيها الاساتذة : أبو القاسم محمد كرو ، توفيق بكار ، الطاهر الجديدى ، عبد الحميد سلامة ، المنجى الشملى ، المنصف الشنوفى
المنشورات الجديدة :
- صدر حديثا للاستاذ رشيد الذوادى كتاب "على البلهوان " السياسى والمفكر التونسى المعروف ، وفيه يروى المؤلف قصة هذا الرجل المناضل الذى عاش فترة الكفاح التونسى وأسهم فيه بالفكر والقلم والنضال الصامد المستميت أى إسهام .
- كما صدرت عن الشركة التونسية للتوزيع مجموعة شعرية للاستاذ جعفر ماجد عنوانها : " غدا تطلع الشمس " ، وهذا ثانى مؤلفاته الشعرية بعد مجموعة " نجوم على الطريق " .
معرض للكتاب العربى بتونس :
انتظم فى الايام العشر الاخيرة من الشهر الماضى معرض للكتاب العربى بقاعة الشركة التونسية للتوزيع ساهمت فيه أغلب دور النشر بالبلاد العربية . واشتمل المعرض على 0090 لكتب متنوعة الاغراض من منتوجات 80 دارا للنشر والتوزيع .
دشن المعرض السيد وزير الاقتصاد الوطنى بمحضر ثلة من السفراء ورجال الثقافة والادارة وبعد أن طاف بمختلف أقسام المعرض عبر عن اعجابه بما احتوى عليه وعن ايمانه بأنه يرى فيه وسيلة فعالة لترويج الكتاب العربى فى تونس ولخلق علاقات تجارية بين دور النشر والتوزيع العربية قد تتطور الى القيام بانتاج مشترك من شأنه أن يخفف من تكاليف النشر ويعرف كل بلد عربى بمصنفات البلد الآخر .
وبعد أن ذكر الوزير بأن هناك مثالا طيبا للانتاج المشترك بين تونس والجزائر عبر عن الامل فى أن يتحقق انتاج مشترك مماثل فى مجال النشر بين نونس وغيرها من البلاد العربية الاخرى
