كنت حتى عن ذكرها أترفع فإذا بي أمامها اليوم أخضع
عجيبا كيف أدركت عرش قلبي واستطاعت عليه أن تتربع
انا في الحب سيد وأمير أو مثلي أمامها يتزعزع ؟
كم دعتني من قبلها فتيات وإلى الآن لم أزل أتمنع . . .
كيف أحببتها بكل شعورى وشعورى أسمى من الغرام وأرفع
كيف شاطرتها الهيام وكا نت أمامى لاشئ بل هي أضيع
كيف تغريك يا فؤادي فأغدو هائما عند بابها أتضرع ؟
قدر مزق الستائر حولي ولقد كان بيننا ألف برقع . . .
فأرانى جمال عصفورة خض راء فنوق الغدير تهفو وتسجع
صرت أهوى جمالها البكر فى الما ضي وأهوى عشاقها صرت أطمع
في بقايا شبابها فى التكاميـ ش التي عبر وجهها وهو يلمع
في عيون لما تزل كشبابي تتلظى في ثورة وتنطع
صرت أهوى باكورة الشيب فيها وهو يتخفي خضابها وهي تمرع
صرت أهوى حتى سذاجتها وهـ ى أمام العراف ماذا ستسمع
من يكون الحبيب ؟ ماحظها منـ ه ؟ وقد فاتها الزمان الممتع
صرت أهوى صلاتها وهي فى المسـ جد مع أمها إلى الله تخشع . . .
صرت أهوى صيامها وهي ظمأى وعلى ثغر ها خريف يدمع . . .
جف ورد الربيع فيه وأضحت شفتاها رغم الجفاف تشعشع
هكذا اليوم هكذا صرت أهوا هنا وصارت معبودتى كيف أرجع
بعد ما كنت في الوجود أراها كجحيم به الشياطين ترتع
أصبحت كالنعيم ملء حياتي بل وأشهى من النعيم وأمتع
إنها اليوم في خيالي شعاع قدسي له أصلى وأركع
ولأحلامها زرعت ورودا بدمائي زكية تنتضوع
وبروحى غرست كرمة حب تحتها كوثر الفراديس ينبع
بيد أني لم أرتشف غير كأس لم تزل في الضمير كالتار تلذع
بت في كرمتي أسيرا لديها وهى من خمر ها تعب وتكرع
لست أدرى في حبها ما الذي أغـ رى بنفسي أوشكت أن أتصدع
عبثا أرسم الخواطر فيها ضاع ما صور الخيال وأبدع
إيه نفسي أتخضعين لديها ؟ ما أشد الهوى عليك وأفزع
أتجدين في هواهنا أجيبي أنا أخشى عليك مينئها وأجزع !
