زار إدارة هذه الصحيفة - عقب صدور عددها الماضى - نفر كرام من المواطنين دفعهم عواطفهم الطيبة ، ونفوسهم الزكية الى الثناء على خطة " المنهل " فى تركيز جهوده وفي توجيه مالديه من انوار كاشفة الى ما طمرته احداث الزمن وعوامل النسيان ، من معالم هذه البلاد ، وتاريخها القصى والقريب
وقد شكرت لهؤلاء السادة المتفضلين شعورهم الكريم ؛ وثناءهم المستطاب الذي اضفوه على صحيفتهم المتواضعة . . شكرتهم وانا أعلم بان ما ابدوه ليس فى حقيقته الا من باب التشجيع الكريم ، فليس ما اشاروا اليه ولاما اشادوا به " واقعا " من. واقع المنهل ، وانما هو هدفه وغايته التى الشىء من اجل تحقيقها وهاهو مازال ولن يزال إن شاء الله يسير نحوها قدما غير هياب ولامتواكل .
وكنت رسمت له هذا المبدأ منذ رأى النور ، بل قبل ان يرى النور ، تمثلا بالحكمة العميقة الموجزة التى تقول . . ) اعرف نفسك ( . . والتي تشيد بأن من عرف خبايا نفسه . فى مواطن الزلل والخلل ، وفي مواطن القوة والخير ، كان اقدر على استصلاحها وتوجيهها الى مناحى الحق والخير والاصلاح . . اذ بوسعة - بعد تلك المعرفة الواسعة ان يضع " صمام الكبح على مواطن الاستخدام فيصد تيارها العارم فى الحين الذي يفتح فيه الباب على مصراعيه لعوامل الخير الكاملة فيه فينطلق بها وتنطلق به الى ذري المجد المروم . . وكذلك الشان تماما بالنسبة للوطن والمواطنين فالمواطنون الحصفاء هم الذين درسوا تاريخ بلادهم وخبروا دقائق حياة اسلافهم وما نالوه من مجد ومانالهم من تقهقر ، نتيجة للعوامل التى لابسوها والتي لابستهم هؤلاء المواطنون الذين درسوا بلادهم بهذا اللوز من الدراسة والذين خبروها بهذه الخبرة ثم الذين بامكانهم بعدخض هذا المزيج ان يستخلصوا منه عناصر الخير وعناصر الشر ، كل على حدة ، فاما هذه فيعملون بكل قواهم لابادتها واجتثاثها ، فى حين يسعون السعى الحثيث لتقوية عناصر الخير والنهوض فى نفوسهم وذويهم وامتهم . . وفى ذلك جماع النهوض المنشود والتقدم الموفور
