بسم الله ... فى البداية أريد أن أحيى هذه التظاهرة الادبية .. ويشرف شعب الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية أن تقام على أرضها .. ولا أريد أن القى خطابا .... ولكننى أذكر بالملاحظات الاتية .. وان كنت أعرف مسبقا أنكم تعونها .. ولكننى رأيت التذكير بها .. فقد يوجد فى النهر ما لا يوجد فى البحر .
I) ان الادب والفكر لابد أن يتميز بالحركة والحيوية .. مسايرا لحركة الشعوب وتطلعاتها .. أى أن مرحلة الادب للادب انتهت وبدأت مرحلة الادب للفكر والحياة .
2) ان حركة الانسان وطموحاته فى احداث التحولات الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية أدت بالضرورة الى نقل الادب من أدب الصفة أو أدب الادباء أو المجموعة المثقفة الى أدب الجماهير العريضة .. أى نقل الادب من البرج العاجى الذى يخدم أو يمتع مجموعة .. الى أدب بسيط يخدم .. وهذا هو الارجح أن يمتع الغالبية الساحقة ان لم يكن الجميع ..
3) ان مرحلة التحولات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التى تعيشها أمتنا ويعيشها العالم الثالث النامى كانت لها انعكاساتها على الادب
والادباء إذ فرضت على الادب أن يجمع بين الادب والفكر والسياسة وأصبح الادب أدبا نضاليا .
3) ان مرحلة الانبعاث الحضارى التى تتطلع لها أمتنا وصولا الى الشكل الهندسى لهذا البناء تتطلب عملية تأصيل لربط الماضى بالحاضر وفتح آفاق المستقبل .. فمن لا ماضى له لا حاضر له .. ومن لا حاضر له لا مستقبل له . والطريق الى الاصالة بتأكيد الثورة الثقافية .. اذ أنه لكى تنتصر أمتنا فى معاركها ضد التخلف وفى معركتها من اجل وحدتها أو تحريرها لفلسطين لابد من حسم معركتها ضد الاستعمار الفكرى وصولا الى الانسان الواثق بنفسه وبأمته المؤمنة بربها .. هذا هو انسان أمتنا الجديد الذى يجب أن يساهم الادباء والكتاب فى بنائه وخلقه .
5) بالرغم من أن مجالات الثورة الثقافية كثيرة الا أن هناك موضوعين جديرين بالاهتمام هما :
أ) اللغة العربية واعادة كتابة التاريخ من جديد :
اللغة العربية .. وضرورة الاهتمام بها وجعلها لغة العلم والادب .. إذ أن الاتهام الذى يوجه للغة العربية هى أنها لا تصلح أن تكون لغة علم وكل المعاهد العليا والجامعات ما زالت تدرس باللغات الاروبية سواء الفرنسية أو الانجليزية وخاصة الانحليزية .. ولكى تنهض اللغة العربية لا بد من الاهتمام بالقرآن الكريم لان القرآن لا يشكل شريعة أمتنا فحسب .. ولكنه يشكل مصدر الاصالة للغة العربية وأساس استمراريتها .
ولكى ينهض الادب لابد من نهضة اللغة وعندما ينهض الادب يعمل على فرض اللغة العربية عالميا ولابد لى أن أشير على عجالة الى دور شعب الجماهيرية فى فرض اللغة العربية سياسيا فى العالم واذا كانت حضارة الغرب المادية اليوم هى التى تسود فلا بد أن أشير الى أنها ارتكزت على حضارة العرب بصورة خاصة وحضارة الشرق بصورة عامة وما دامت حضارة العرب فى السابق هى أساس حضارة اليوم وحضارة العرب كتبت ونسخت باللغة العربية فلا بد لحضارة اليوم أن تعترف بأهمية اللغة العربية كاعترافها بالحضارة العربية .
ب) كتابة التاريخ من جديد : ان اعادة كتابة التاريخ بشكل عام من جديد
وتاريخ الادب بشكل خاص يشكل أهمية خاصة فجيلنا اليوم يقرأ تاريخا مشوها واقليميا وبروز ظاهرات الادب الكثير الادب اللاتينى الادب الرجعى الادب الليبرالى الغربى لان اى تاريخ إما كتب بواسطة مستشرقين أو نقل عن مستشرقين لا أريد أن أطيل عليكم ولكنى رأيت فى عجالة أن أذكركم بهذه الملاحظات ولكننى أعرف ان هذه التظاهرة وهذا الملتقى الادبى الكبير وهو يعقد فى هذا الظرف الذى تمر به أمتنا وما تتعرض له من مؤامرات رجعية استسلامية أعرف أنكم لابد أن تتطرقوا بالدرس والنقاش الى قضايا أمتنا الملحة وخاصة قضية فلسطين وموقف شعب الجماهيرية .
وهنا لا توجد حكومة ولا بد أن أذكر أن فى كل بلاد العالم ، يوجد على الاقل موقفان حكومى ، وشعبى .. لكنه فى الجماهيرية هناك موقف واحد .. اذ بعد قيام سلطة الشعب لا توجد حكومة .
فموقف الجماهيرية معروف من قضية فلسطين ومن التحرير ومن قضية الثورة والتغيير ومن قضية الانبعاث الحضارى الذى تنشده أمتنا وقد أكد شعب الجماهيرية هذا الموقف الملتزم من قضايا الوحدة والتحرير وبناء القوة فى خطابات العقيد الاخيرة سواء بمناسبة معركة القرضابية الشهيرة .. أو بمناسبة العيد الثامن لثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة .
اننا نعلم جميعا ان طريق التسوية والقضاء على المقاومة الفلسطينية والتفريط فيها يكمن فى خلال ذبح الثورة الفلسطينية وكلكم تشاهدون ان القوى المستسلمة والرجعية والاستعمارية والصهيونية تصر على ذبح الثورة الفلسطينية وما الحرب الاجرامية التى تتعرض لها المقاومة فى الجنوب اللبنانى بواسطة قوى الردة والرجعية والاستعمار والصهيونية الا دليل على أن القوى المستسلمة والرجعية والاستعمار والصهيونية قرروا بالفعل القضاء على الثورة الفلسطينية كى تتم عملية بيع القضية ولكن هذا هو دور القوى المستسلمة والعميلة والرجعية والاستعمار فما هو دور القوى الحية .. قوى الثورة ؟؟ قوى الرفض وبالتأكيد الرفض يشكل قاعدة عريضة ... وان كان صوت الرفض مبحوحا بحكم الواقع العربى الا أن الرفض يشكل قاعدة عريضة ولابد أن يوجد من بين الادباء من يرفض ولكن يجب أن يتحول رفض الادباء الى رفض ايجابى ينعكس فى كتاباتهم واشعارهم .
وفقكم الله .. والسلام عليكم ..
