الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "الفكر"

اقبال الطبقة الوسطى فى اميركا على الفن

Share

تنفتح ابواب الفن على مصراعيها امام الطبقة الوسطى . وهو امر تؤيده التقارير الواردة من مختلف جهات البلاد وان اعوزته الاحصائيات المادية ، كما يشهد بصحته ما تشاهده المتاحف الفنية فى البلاد وكلها تشعر بازدياد اقبال الاميركيين على الفنون ورغبتهم بالحصول على بعض القطع الفنية الاثيرة.

وهذه الظاهرة الجديدة جاءت نتيجة منطقية لهذا التطور الذى طرأ على مناحى التفكير فى البلاد . كان معظم الاميركيين ينظرون الى الفن نظرة الاستمتاع بالأثر الفنى مصونا فى مجاميع المتاحف دون امتلاكه او الحصول عليه . صحيح ان بعض هواة الفن من الاثرياء عرفوا ان يكونوا لهم مجموعات لها شأنها ووزنها . غير ان الفرد العادى ذو الوسائل المحدودة كان يعتبر الحصول على هذه القطع الفنية من الامور العسيرة التى هى فى غير مكنته .

بالامكان ان يحصل المرء بيسر على نسخ من هذه الاثار الفنية بالالوان الجميلة فيتاح للفرد الاميركى ان يشبع والحالة هذه رغبته وتحسسه بالحاجة لقطعة فنية يزين بها منزله تكون رخيصة ومشوقة .

ومع ذلك فقد راح العديد من الاميركيين يتوقون الى امتلاكهم رسما فنيا نابضا بالحياة . وقد جاءت هذه الرغبة الصادقة نتيجة لهذا الوعى الفنى الذى نما بينهم فى اعقاب الحرب العالمية الثانية والذى يجب رده من جهة الى المزيد من اوقات الفراغ لديهم ومن جهة اخرى الى دخل العمال وكسبهم واجورهم الطيبة كما ان هذا الشعور مدين بظهوره وتفشيه فى مختلف طبقات المجتمع الاميركى للمجلات التى تعنى بالامور المنزلية وللرسامين الذين يتولون تحلية المنازل من الداخل ووشيها وتزيينها.

لم تكن المتاحف فى اميركا من نحو عشر سنوات سوى ام مر سنوات سوى اماكن يخيم عليها الصمت والسكون يزورها الزائرون وكان على رؤوسهم الطير وقد امسكو نفاسهم رهبة . افلم يصفها احد الامناء فيها بانها " اقرب الى الاضرخة " منها الى المتاحف . اما اليوم فقد تغيرت منها الحال وتبدلت بحيث اصبح المتحف محجة فنية وقطبا للنشاط الفني بين الجماهير ، غير مقصور زيارتها على المثقفين ورجال الفكر . وقد اصبح الفن اليوم من الموضوعات التى تهتم لها الاسرة كالتعليم والتربية على السواء بحيث يشارك الوالدون ابناءهم حضو الصفوف والمحاضرات ومشاهدة المعارض والحلقات الفنية والمشاهد السينمائيا التى تخطط لها دور المتاحف فلا عجب بعد ان يستحيل هذا الاهتمام الى توق ورغبة شديدة للحصول على الاثار الفنية .

والخطوة الاولى يخطوها هواة الفن وعشاقه هى شراء قطعة فنية يكون ثمنها مقبولا وفى متناول اليد كان لايتجاوز مثلا 10 دولارات يشيع امتلاكها الرضى فى نفس الشارى والاعتزاز بانه يملك اثرا فنيا اصيلا يحمل توقيع الفنان الذى صنعه.

اشترك في نشرتنا البريدية