جاء فى جريدة المساء الصادرة بطرابلس يوم الجمعة يناير 1960 ما يلى :
من عدة سنوات وعالم الاثار الايطالى الدكتور فابريتسى مورى يرتاد الصحراء الليبية بحثا عن اثار قديمة قيل انها منقوشة فى بعض الكهوف الموجودة في الصحراء . . وفي واحة غات فى الجنوب الغربى للحدود الليبية كان الاستاذ فى شهر ابريل الماضى يبحث عن بعض هذه الكهوف وبينما كان يحاول معرفة النقوش والرسوم ازاح بعض الرمال التى كانت داخل الكهف واذا به عثر على جسم ظن في بادىء الامر بانها بعض الاثار تابعة ولكنه تبينها بعد ذلك فاذا هي موميا لطفل صغير . . وقد طلب الدكتور مورى من مصلحة الآثار نقل هذه الموميا الى ايطاليا لاجل دراستها ومعرفة تاريخها . . وقد تأكد بعد ما اجريت عليها التجارب بانها تعود الى اكثر من 5400 سنة علما بان تاريخ الكف الذى وجدت فيه حسب ما تدل النقوش ، وبعض الأثار التى وجدت فيه يعود الى 5700 سنة وربما كان لاكثر من ذلك . .
وقد اكد الدكتور مورى فى خطابه الذى ارسله للسيد الحصائرى مدير الاثار بان المومياء نالت اهتماما كبيرا من علماء الأثار وعلماء التاريخ القديم وقد عقد الدكتور مورى مؤتمرا صحافيا لهذا الغرض . . . ويقول بعض علماء الاثار بان هذه الموميا سوف تغير النظرية التاريخية التى تسود العالم فى الوقت الحاضر وهي ان الحضارة المصرية هي اقدم حضارة فى العالم او على الاقل في حوض البحر الابيض المتوسط وسوف يلفت هذا الاكتشاف العظيم انظار علماء الاثار وربما قامت حفريات في السنوات القادمة التى قد تكشف عن حضارة ليبية قديمة سبقت حضارات العالم ، ولاشك ان الصحراء الليبية حافلة بتاريخ مجيد عظيم
