الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

الأدب الشعبي، فى الجنوب

Share

( الحلقة الخامسة عشرة )

" باب الدلوع "

قبل قيام الادريسى بل في أول العقد الثاني من هذا القرن كانت المنطقة فى فوضى من الفتن بين القبائل - راجع الفصل الثاني من كتابنا الخلاف السليماني او الجنوب في التاريخ ص ٦٢ ج ٢ بعنوان : ( الحالة العامة في الخلاف السليماني ) - فغزا جماعة من أهل الحسيني على رأس شخصين منهم يدعى الاول ( مشارى ) والآخر ( ابن امقرش ) حتى دخلوا فى ( جناده ) من قبائل بنى الغازى واستأقوا بعض المواشى وانكفأوا راجعين فتعقبتهم جنادة ، وعبس ، حتى أدركتهم فى موضع يسمى (أمحنوا ) وقتلت منهم بعض القتلى منهم ( مشارى ) وابن امقرش فقال عراد ( ١ ) شاعر الحسيني يرثيهم ويتوعد جنادة وعبسا :

يا مشاري عهد لك واقسمت عشرا

لو يساعى من سكن حز ( ٢) وبحرا

عاجمي ولى فصيح

ما نطيع فيك الفسالة

مانت من بعض العجاله

يسرقه ذباح جوع

عبس شدوا وين حلوا

كنهم في البحر زلوا

مالهم داير يدور

لو غدوا تو البحور

والا زلوا في القبور

والا تو المشرقي ( ٤)

ما لهم من حربنا تاقى وربى

لو تلاحقنا على اطفال الرضاعة

ونهض أهل الحسيني لاخذ الثأر فقتلوا من عبس رجلين يدعى الاول ( امجبر ) والثاني ( أمديك ) فقال ( عراد ابو سرحان ) من باب شعر العزاوى :

(امجبر ) فرق بكور زيانى

طاح مقتول وفي الحد قانى

بعد قتل ( امديك ) طلب كل حال

يوم فى شهدانى

بيرقه عياني

وامسى حسين عماش فى الاكفان

هذا " الدلع " من الاشعار الشعبية التى قيلت فى معركة " الحفائر " المعروفة سنة ١٣٢٩ بين الادريس والاتراك ، وسبق ان سجلنا بعضه برواية يحيى أمعقيل حكمي باسم احد شعراء المسارحة ، وقد نبهنا صديق عزيز بان " الدلع " هو للشاعر " عبدالله امسلامى"  وان " محمد جعفر بيت " وهو ممن ادرك العهد الادريسى يحفظه فبعثت

للمذكور وحضر عندى مشكورا ، وأملى ما يحفظ منه وبرهن من الشعر نفسه على انه للشاعر عبدالله امسلامي و هانحن أولاء نورد ما أملاه . ويظهر لنا ان " الدلع " غير كامل - كما يدل عليه السياق وعدم الارتباط - وانما نسجل ما وصل الينا .

خنت براقا ( ٥ ) على اصطنبول خاطفة

تسمع تناطيق النبابيت عن عواصفه

القلص ( ٦) مطاره وداعي الغرب واصفه

عبره لمن يشوف

المدافع في عجاجه والمكينة ( ٧)

والموازر والمروت الى رزيننه

وغبار (٨)  الانكليز

من شريق الشمس قد له وعد غابي

من شرار النار ينزع له سحابي

يصطفق كالبحر من نطو الجنابي ( ٩)

يشرب الكافر علق

ماسكه من نجد حتى شرق لاحه

حرب لازم ما يفك الدوف ساعه

وتغير الناس ما تاقع فراعه ( ١٠)

فى السنة يوم وقيل

معينة ( ١١ ) الهادي على الاركان لازمه

شامي وغربي علموا جمع المقادمه

والبدء في رجب

فى الاربعة والاجمدة حملة تقسما

وفي رجب وشهر شعبان المقدما

وفي رمضان ما تجد مخلوق صايما

الا حرابه بالنهار والليل مظلما

   والجيش في علوم

تلحق القعده وفي الحجة غباره

ومحرم وصفر تلهب نياره

ودمشق الشام يدهم في غباره

   غلقت الحسبة سنة

عاد بو يومين تظهر له اشاره

من دمان الواصلي ( ١٢) حتى المنارة

    القدم يغشى القدم

بعضنا قد له سنه مفرق عياله ( ١٣)

لا يرى ما له ولا يسكن حلا

حزبنا النبوت مخدومه كيانه

حرثنا العدة ومزغوت المعابر

كيف تامرنا على رجال مسلم ( ١٤)

والله ما حدسا يعادي بحر مظلم

  آخره يغشى عليك

وتقع في غبته مثل السفينه

يملك ارض الروم ما تبقى مدينه

وتعود من تلاميذه رهينه

عقب ما عينك تشوف

امبريدي ( ١٥) قل لمتوكل شهاره

الفرنساوي ومن هو في البحاره

وقران المسكوف

الذي لازم مع أهل الكفر دينه

والبلغار آخر المده نهينه

وسكيب الموت يشرب من حميمه

محرقة قبل السعير

كلف السلطان لتجهيز ( الحفاير )

وجعل نبوت بوخمسه معابر

والمكاين والمدافع والموازر

والبوابر عينات

وانهم في الكرد والارنوط زافى

اقبلوا كالريح تزفي بالسوافى

فوقهم حمر الطرابيش والكوافى

     ترك ما تعرف كلام

تمت الدولة وزفت بالمراكب

وسعايه فى البحور من كل جانب

" نكفوا " بالروم وللي في المراكز

     في المراسى نزفوا

وجمل شور العسكر بالحرابه

بعدما فض النور قاموا حزابه

وخرج مشرم على رأسه عصابه

     ذاك حينه والقدر

فالتقتهم قوم مثل النار تلهب

عسكر الهادى تثنى كل مقصب

الميه من جيشنا بالفين تحسب

     نعم حمران العيون

اطلقوا المدفاع قله بعد قله

والتقينا الترك شله بعد شله

حتى ظل الغمر فوق الراس ظله

      والصعايق في السماء

علموني اليوم كيف هذى الرعية

تغلب الاتراك والدولة قوية

قالوا ردتنا زكيف الجامكية

    قوم ما تعرف امان

واذا قلنا أمان ما امنونا

قد سلبنا وانسحقنا واقتلونا

    وامتلت منا السباخ

ما تلوينا بجازان المدينة

وطلعنا غصب فوق سطح امسفينه

      الاقد رينا المهلاك

يا محمد سيدي احلم عليه ( ١٦)

حيث وان العقل يا سيدى شوبه

والتهم من لسن عبد الله الوصية

     وانتظر حال البلاد

رجع القاضي ابن حيدر في الحكومه

وانتظر للناس بالعين الرحيمه

لا يقولوا عادت العاده القديمه

     عاد بنا شمت الملوك

لا يقولوا عسكر الهادى مخالفه

مخادعة فى الدين ما عدبو مناصفه

قوم شل سيفك وامتكن للروس حذفه

     واخلف لمن سرق

قد طلبت الفاتحة في الأذن بالدخول

اشا معك والا مع جبريل والبتول

      والمرتضى على

حط عبدالله امسلامي في جوارك

بين اخوانك واصحابك وعولك

حيث ما تمشى مشي ساقي بثارك

       في الجنان العالية

رب واجعلنا عبادا صالحينا

عند جبرائيل ورح الله الامينا

الخضر والياس في الجنة معانا

وبنات الحور ياتون لابسينا

        بالملايا والحلل

كان بودى سيدي ابقى ازورك

لللى شعري ومدحى فى امورك

         فيك يا بدر البدور

قول من شاعر ونحوى فى جوابه

مثل راعي الموت محكم في صوابه

لا تجاكر في الكلام اللى عقابه

          حتى يظهر ما غبي

وقال أبو سرحان شاعر اهل الحسيني

يندد بقبيلة عيسى وبطليهم : أمديك وعماش :

( مهلبى ) فوكان ترى الديره بلا خبر

لاعد رعتها العيس ولا ترعي بها البقر

         دايم تمطرا

لاغزتها الحامية تحمي حدودها

تخرج هرابه خايفه ماعد تعودها

من بعد قتل ( امديك ) و (العماش) سديدها

             خربت ديارهم

كم مخير طاح تحت العيس داسته

من طبع ابو قرحوش ما يدري بقرحته

اهل الحسيني صبحوا( العبسى ) ودمنته

والمال والعيال

فقال شاعر عبس يرثى اصحابه ويتوعد اهل الحسيني ويرد على ( عراد ) :

واصلين ( عراد ) وقله قحبة امعبر

كيف يكذب ، ما حصل يوم طيحت ( امجبر )

                وقت امداخله

طيح اثنين في قباله

كيف لا حصان رجاله

الله يعلم ما يكون

يكتبنها دامت المولود يولد

دلع ل ( عيسى العبد العريشي )

قاله فى هجوم الاتراك على الجيش الادريسي في (العطن ) ( قرب مدينة اللحية ) - راجع الفصل الخامس بعنوان العمليات الحربية فى الجنوب ص ٠٥ ج ١ من كتابنا الخلاف السليماني او الجنوب في التاريخ :

خلت براقا وظهرت له عشبه (٢١)

قد زكم رعده وله في العرش ديه

هل مطاره على سرب اللحية

جاد وافتح فى ( امقمه )

من جبال الملح للمعطان لبوحلق

لقدى المزغت يلتقي بالدم والعلق

             ضاقن مسايله

هكذا يا سيدي من عادة الدول تغلب وتغلبي

عسى انتسي ما قد وقع في الدهر لولى

في جانب امسباخ ( ٢٢)

يوم التقيناهم بسلان ( ٢٣ ) المصقلة

اقبل الشاعر ( ٢٤ ) حسن بن امبارك الجعفرى على القصر الادريسى ينشد الدلع الآتي :

لابني حلمت فى ليل هدوه

قوم يا سيدي ، وهب للامر قوه

والكبار اخرج لهم سيف المسوه ( ٢٥)

باعود دينك بالفلوس

قوم يا سيدى تنظر

يوم تزول كل منكر

وترتب كل بندر

وتقطب في العهود

ولا كب الناس تغدى فى هواها

فسمعه الوزير محمد يحيى باصهى فبادره قائلا اسكت ، أنشد غير هذا الدلع . - ( راجع حالة الوزير باصهي في العهد الادريسى من كتابنا الخلاف السليماني او الجنوب فى التاريخ )

وفد اهل ابي عريش على رأس شيخ شملهم محمد جبريل للتهنئة بالعيد وازالة جفاء عارض ، الم بنفس الامام الادريسي عليهم وبرفقة الوافدين شاعرهم : ( عيسى العبد ( ٢٦ ) الذي نظم هذا الدلع ) الذي وفق فيه الى مفتاح تلك الشخصية بما يرضيها من التنويه بما لها من القوى

لغيبية - بحكم ما كا رائجا في ذلك العصر

يا سلام الله على راعي الولاية

عسكره والجن من تحته سعايه

يحرسوا المعلم لاقدهم قرايه

    آخر الليل ووله

في اليمن والشام متقوى خطابه ( ٢٧)

لاضرب بالسيف يسقي من شطابه

حتى راعي البحر يتصلح جلابه

            والبوابير بلدن

سيدي العذر منا

ان تباطينا وصلنا

حيث ما تأمر فعلنا

انت سلطان البلاد

الثانية : يا سيدي جئنا مزاورين

مع ابن جيرير شيخنا احنا معيدين

ولا تطع منه يقول احنا مخالفين

           التقدمة لنا

مع التشاع الدوف والمدفاع والنفير

فطابت نفس الامام عنهم وصرفهم مكرمين

الشعر في الاحتفالات الشعبية

فى العهد الأدريسى اقام ( يحيى بن ب العريشى) - هودا - أي حفلة ختان ودعي لها الناس من صبيا وجازان والمسارحة

وسامطة وميدى واظهر الداعى من الضيافة ما الهج الالسن بالثناء عليه وجعل تلك الحفلة من الشهرة في المنطقة بمكان فقال الشاعر المرافق لمطاليب أهل صبيا ، التكثيرة الآتية :

كثر الله خيركم يا لبحر الخضر

بحر متقوى وفيه الموج يزغر (٢٨ )

باحة القدوم ( ٢٩ ) في الضربة تكبر

قد غرقنا في العسل والبرحمر ( ٣٠ )

وعليه السمن من جازان سبر

وتملت به امعقوم

هذا كهود ( ٣٦ ) الدقهمى يكرم الضيوف

ذبح من ( البل ) ستعش واربعمية خروف

             في سالف الزمان

يحيى بن ايوب عندكم قد غرق العبوس

             ياالله في النجاة

وفي اليوم التالي ( للجبر ) أقبل مطاليب اهل ( ميدى) وظلوا يطلقون الاعيرة النارية من على مسافة ٥ كيلوات الى ان دخلوا أبا عريش وخرج اهل البلدة لاستقبالهم بالمثل ومعهم شاعرهم عيسى العبد الذى حياهم بهذا الدلع :

مزحبا ترحيبة منى بلا حساب

ياقصر يبني ديره ( ٣٣) بالرل والذهاب

رتبة اهل ميدي تثني غالي الزهاب (٣٤)

             مطلابهم ، قوى ( ٣٥)

الدوف ( ٣٦ ) يخدم من صلاة الصبح للشروق

          كالراعد القصيف (٣٧)

هز راعي ( ٣٨) الفوت ولى في المخالفى

           والحز والجبل ( ٣٩).

والغمر ( ٤٠ ) ظل كالعجاج الى مبيته

وللشاعر محمد محجب في وقعة حرض عام ١٣٥٢ه

لا بتي وحياة ربي رافع السما

ان العساكر زافية للحيق ليمن

عساكر بن سعود مع الشيخ المقدما

والجيش فى كمال

فى حرض عدني اخول ( ٤٢ ) يوم ثانى

من شروق الشمس لما العصر دانى

يوم تحوم الطير فى هذى المباني

والمقاتيل كالعطين ( ٤٣)

ان اقبلوا الله يحيهم ثلاث ميه

وان ادبروا فحنا عليهم نار حامية

الجيش يسحب من حبل ( ٤٤ ) حتى امجهينيه

             وندكها سوء

" الشعوير " مثل ما السلطان امر

      قدمه عبد العزيز

 مثلما الباشه على الدولة العليه

حتى فلسطين العزيزة لها فى الشعر العامي المكانة الكريمة قالها الشاعر محمد المحجب بمناسبة تقدم جيوش الانقاذ :

لابتى ( ٤٥) ابليس جانى من جبال حجور

الارض ترزع والفلك والدايرة تدور

يذكر وقيعة ( ٤٦ ) ذى السنة لهي لها تثور

ذلحين(٤٧)  من قريب

بلغوا اسرائيل يرفع عن مراتبه

يسلم الجيرة ( ٤٨ ) ويدخل في حمايته

             كالصاغر الذليل

حيث وان الجيش تحته الف مطرح

زافيين مستبشرين بالموت تفرح

ما يهمون القتال

ناوى على غزه يرتب في قصورها ويدخل العريش يقضي على كل المراتب في نواييه

اشترك في نشرتنا البريدية