الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "الفكر"

الاخلاص للفكر

Share

ان المجتمع التونسي اليوم (*) يجتاز مرحلة دقيقة فى حياته هو فى اشد الحاجة الى ان يعرف نفسه ويعى منزلته ويوضح أهدافه ويضبط سبلها فسنة الحياة تقتضيه ان يخرج من السلبية الى الايجابية وان يصهر ما فى نفسه من امكانيات وان يتميز ككائن حي سوى وان ينفرد كشخصية مستقلة .

ولعل حياتنا الفكرية هى ادعى الى ان ينظر فيها ويعتنى بها .

ذلك ان المتأمل في روحانيات مجتمعنا وفي شؤونه المذهبية والعقائدية يلاحظ فراغا مريعا فنحن تواقون الى مثل عليا نريدها هادية لنا مرشدة ايانا عندما تلتبس بنا المواقف وتغمض السبل ، ونحن شاعرون بقوة التيارات الفكرية الاجنبية التى تحاول جرفنا إلى ما لا ارتياح معه ولا وثوق به . فنحن احوج ما تكون اذن الى مذهب اصيل منتزع من واقعنا ومستلهم من ماضينا وحاضرنا يلقى اضواء ساطعة على مختلف جوانب حياتنا ويكسب اعمالنا معنى ساميا .

واعتقادنا ان الاخلاص للفكر في اشمل قيمه واسمى معانيه خير ضمان لبلوغ الهدف .

بالفكر نوفق الى وضع المشاكل الوضع الصحيح والى علاجها العلاج الناجع وبالفكر نتمكن من السير على هدى نحو مذهب تونسى صميم اصيل يزيل حيرتنا ويسمو بنا .

فاذا امكن لهذه المجلة ان تكون ملتقى المثقفين فى هذه البلاد حتى يعالجوا مشاكلهم على ضوء الفكر فانها تكون قد قامت بنصيب متواضع من عمل انشائى اكيد .

اشترك في نشرتنا البريدية