الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

الانتماء في الزمن الفلسطيني الخشن

Share

أمر وما ضيعتني ، ولكن تلكأت بعد الغروب

أمر وفوق عروقي درب الصليب

وللعيد طعم الدماء

وللعيد طعم الدموع

تتبعت نجمك بعد المجوس

فلما وصلنا مياه الشريعة أو لم نصل

وتقرع أجراسك يا بيت لحم

وتصحو علينا عيون الحرس

وتوقفني شرطة الدولة السابعة

يصادر مني جواز المرور

وغزة وشم قديم

وأمتد في الغربة الشاسعة

وعَمان تنكأ جرحي

فتنبت مني دروب الجبال التي تحفظ السر

أبحث عن ساعدي خلف زنزانة العبدلي ( 1 )

فيهمس وجه عريق الملامح

رُب في الجفر ( 2 ) أو عسقلان ( 3 )

وسيان .. سيان

أنادى المنادي على ساعدي

أو على بندقية

أمر وما ضيعتني

سألت الشفاه التي قبّلت ظهر كف الأمير

طويل البقاء

عن الحب والحرب والموت .. قالت تعبنا

وكان المخيم يجمع زهرًا وشعرًا

وتحتفل الأمهات الحبالى بعيد الشهيد

أمر وما ضيعتني

وغنيت ياليل في عينك المعجزة

وحين ترجلت قالوا سروْا

فعانقت حريتي

وضمدت جرحًا قديًما

ولخصت عمري في لحظة الانتماء

تظلين باقة نرجس

تظلين كاكية اللون

فاللون يختصر البُعد بيني وبينك

يلغي الرحيل

أمر وما ضيعتني

وتقترب الأرض من حدقات العيون

ويأتي على متن حزن جديد

ويتقد البرتقال

ففي الزمن الخشن اللولبي

تكون الحقيقة كل الحقيقة للواقفين

وينفعل الكون بالناس

يمحو الأماسي التي لا تدور

فتشتعل المدن الساهرة

وفى قبضة الفقراء الخبر

ويا وطنًا يرفع النصر شاره

وأدفن أوسمة النعي

أبكي وأضحك

أحكي حكاياتنا (عن زمان )

ولما .. وهل تذكرون ؟

وأروي نكات الشهيد

وأستبعد الفاجعة

فليس سوانا يروم الخطر

ولا يضع الموت في آخر السطر نقطة .

أمر وما ضيعتني

وما أشعلت ساعة الحزن يأسًا

ولا زال وجه القمر

يزيد اكتمالاً .. يزيد اخضرارًا

فيعشب رمل القبور

وينسدل البيسان

وتلسع رائحة الصحو صدر الحرس

وتسري بعيدًا بعيدًا وراء الحصار

وتمشي الشواهد فوق السلاسل

فوق الخنادق ، فوق الخناجر

فوق الجراح

وتزرع عُمرًا على كل دار

وتخلع أقنعة الوهم

والصدأ السرمدي

وتنزع صمت المرارة عن ساعدي

وتنشق عن لغة البحر " يقظة"

وتمتد جسرًا على (نجمة الدم ) ( 1 )

بين المغازي ( 2 ) وعَمان

للنيل حتى الفرات

لعينيك تنفجر الواحة الجامدة

ويصبح كل الرماد حريقًا على جمرة اليوم

عرسًا على غصن جميزة (3 ) والده

وتصبح كل الأماسي كما حضن أم

تلملم عصفورة ريشها

وتنقش أسماءهم في جذوع الشجر

ويقترب البحر

يهمي رذاذ الضياء على الثورة الواحدة

اشترك في نشرتنا البريدية