الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "الفكر"

التربة القديمه

Share

من أين جئت ؟ متى عصرت بكأسها ؟ هل كنت كرما ناضجا أم حصرما ؟

لم أعرف القيم الذي قد صبنى في نهرها ، فوجدتني متقادما

أأكون يوما قد وجدت بمقعد فى جانب المقهى ، شرودا ساهما . .

بين الذين تبعثرت أحلامهم بين الدخان ، فعن طيفك قادما

أم كنت ريحا راكدا ، وتحركا فى غير موسمه ، فصادف موسما :

وإذن أكون ولدت قبلك من سنين ، ولانتظارك جئت هذا العالما

أم كنت غصنا يانعا لما أتى عصفورك ال الغريد فوقك وارتمى ؟

أم أنت ساقية ؟ . نعم . لم توجدى إلا لأحفظ منك لحنا ساجما

وإذا يكون كذا . فانى صخرة عرضت لدبك فانقشى فيها كما . .

سدو لقلبك منذ يوم ولادتى ما دمت نقشا سوف أبقى سالما

هون عليك ، فانها فجر يدب إليك فاتح أذرع متبرعما

لكن متى عهدى بهذا الفجر يأتى ، باكرا ، يأتي صدوقا عارما

عهدى بقلب الناس مرا قاسيا وبليلهم عهدى شجيا فاحما

من أين جئت ؟ فهل قطرت مع الندى حتى يفعت مع الشعاع وقد نما ؟

أم قادني الموج العتى لشاطئ فوجدت نفسى فى يديك محطما . .

نغما حزينا ؟ . . أين كان ملحنى يوم التقينا ، هل ترى لن يعلما ؟

لم أدر فى أى المزامير الشجية ( م ) كان يعزف قطعتى مترنما

لم أدر من أى المنابع ساقني هذا العباب . فلست أحفظ معلما . .

عن لحظتى الاولى ، أكنت إذن أبى ؟ أم إخوتى . أم بعض لحمى . أم دما ؟

أم كنت أمي ؟ موطنى ؟ ما موطنى ؟ أحبيبتى ؟ . هل كنت شعرا ملهما !

فلقت نسيت ، نسيت أنك تربتى منك اصطنعت يدا ، وقلبا . أعظما

منك اشتممت إذن هوائى بعدما رممت ذاكرتى ، وعدت لأعلما :

لو كنت يوم لقيتني موتا لما آلوت جهدا فى لقائك باسما

أترى يكون الموت من أجل الحياة . ولا أكون به قريرا . ناعما ؟

اشترك في نشرتنا البريدية