من أين جئت ؟ متى عصرت بكأسها ؟ هل كنت كرما ناضجا أم حصرما ؟
لم أعرف القيم الذي قد صبنى في نهرها ، فوجدتني متقادما
أأكون يوما قد وجدت بمقعد فى جانب المقهى ، شرودا ساهما . .
بين الذين تبعثرت أحلامهم بين الدخان ، فعن طيفك قادما
أم كنت ريحا راكدا ، وتحركا فى غير موسمه ، فصادف موسما :
وإذن أكون ولدت قبلك من سنين ، ولانتظارك جئت هذا العالما
أم كنت غصنا يانعا لما أتى عصفورك ال الغريد فوقك وارتمى ؟
أم أنت ساقية ؟ . نعم . لم توجدى إلا لأحفظ منك لحنا ساجما
وإذا يكون كذا . فانى صخرة عرضت لدبك فانقشى فيها كما . .
سدو لقلبك منذ يوم ولادتى ما دمت نقشا سوف أبقى سالما
هون عليك ، فانها فجر يدب إليك فاتح أذرع متبرعما
لكن متى عهدى بهذا الفجر يأتى ، باكرا ، يأتي صدوقا عارما
عهدى بقلب الناس مرا قاسيا وبليلهم عهدى شجيا فاحما
من أين جئت ؟ فهل قطرت مع الندى حتى يفعت مع الشعاع وقد نما ؟
أم قادني الموج العتى لشاطئ فوجدت نفسى فى يديك محطما . .
نغما حزينا ؟ . . أين كان ملحنى يوم التقينا ، هل ترى لن يعلما ؟
لم أدر فى أى المزامير الشجية ( م ) كان يعزف قطعتى مترنما
لم أدر من أى المنابع ساقني هذا العباب . فلست أحفظ معلما . .
عن لحظتى الاولى ، أكنت إذن أبى ؟ أم إخوتى . أم بعض لحمى . أم دما ؟
أم كنت أمي ؟ موطنى ؟ ما موطنى ؟ أحبيبتى ؟ . هل كنت شعرا ملهما !
فلقت نسيت ، نسيت أنك تربتى منك اصطنعت يدا ، وقلبا . أعظما
منك اشتممت إذن هوائى بعدما رممت ذاكرتى ، وعدت لأعلما :
لو كنت يوم لقيتني موتا لما آلوت جهدا فى لقائك باسما
أترى يكون الموت من أجل الحياة . ولا أكون به قريرا . ناعما ؟
