الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "الفكر"

التربيع والتدوير

Share

شكوى العبد الفقير الى ربه تعالى       أحمد بن عبد الوهاب رئيس ديوان الانشاء والعلامة للخليفة الواثق بالله العباسى (؟)              أيده الله يرفعها بعين باكية دامية هتانة      وبفؤاد مفجوع مهموم يقطر لوعة وأسى وحسرة وأسف         الى رب العالمين العادل المنصف الحاكم الحكيم الرحمان الرحيم            بعبده المظلوم

        أحمد عبد الوهاب ويرفعها كذلك الى مجلس المظالم وقضاته السادة النجباء الجلة الفضلاء أعانهم الله فى مسعاهم وسدد لهم خطاهم

ورئيسهم سيدنا ومولانا الخليفة          خليفة رسول الله أيده الله تعالى فى الاولى والآخرة ليزيل بسيفه الباتر القاطع       عن رعيته المطيع

احمد بن عبد الوهاب

        الظلمة والغمة ويرفعها أخيرا الى كل مؤمن غيور           على دينه ودنياه من كل ظالم دجال وكل كافر خبيث محتال          والله المستعان     وحسبى الله ونعم الوكيل     نعم المولى ونعم النصير

وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين        والحمد لله رب العالمين                 آمين مسرحية ذات شخصية منفردة ( * )            * * *

أحمد بن عبد الوهاب ( يصلى )

قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذى يوسوس فى صدور الناس ، من الجنة والناس .                           * * *

أحمد بن عبد الوهاب ( يبتهل الى الله )

اللهم إنى إليك الجأ ، فثبت قدمى . اللهم إنى بك اعتصم فيسر لى أمرى . اللهم إنى اليك الجأ ، فثبت قدمى . اللهم إنى بك أعتصم ، فسير لى أمرى . اللهم إنى لديك أحتمى ، فبرد لى صدرى . اللهم إنى بك أهتدى ، فانر بصيرتى . اللهم إنى بلغتك أنطق ، فحل عقدة من لسانى ، واهدنى ، ووفقنى ، وأدركني برحمتك الواسعة يا خير الراحمين .

إلاهى ربى ، عززنى ، فانى ضعيف . أرزقنى فانى فقير ، أجبرنى فانى مكسور . أنصفنى فانى مظلوم . ايدنى فانى مقهور . خذ ثارى فانى موتور .

أنصرنى إلاهى ربى على كيد الكائدين ، وحسد الحاسدين ، وشماتة الشامتين ، وظلم الظالمين ، ونفاق المنافقين ، وجهل الجاهلين ، والحاد الملحدين ، آمين يا رب العالمين .

إلاهى ربى ، أنت الحاكم وأنا راض بحكمك . أنت العادل وأنا صابر على قضائك . أنت المنصف وأنا خاضع لانصافك وقصاصك . فلتكن أرادتك نافذة يا ذا الجلال والاكرام .

أحمد بن عبد الوهاب ( فى طريقه الى مجلس المظالم )

أتردد منذ أسبوع على المجلس ، ولا أحد يستمع الى شكواى ! لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم . منذ أسبوع وأكثر من أسبوع ، وأنا اتردد على مجلس المظالم حتى أهملت شؤونى ! أتردد على مجلس المظالم لان لى ثقه بمجلس المظالم ، لان لى ثقة مطلقة بقضاة مجلس المظالم ، لان لى ثقة عمياء باحكام مجلس المظالم ، حيث يعلو الحق ولا يعلى عليه ، حيث جرد أمير المؤمنين سيف العدل على الظالمين . وأنا أقول بالمثل السائر : ما ضاع حق وراءه طالب . وأنا طالب حق يا مجلس المظالم ! انتظر طوال الاسبوع على أحر من الجمر ، ونفسي تقول لى : " يا ابن عبد الوهاب ، لا تتعجل ، ان العجلة من الشيطان ، سيأتى دورك ، لا محالة ، تمهل ، ان عاجلا أو آجلا ، لا بد ! " لا أسمح لنفسى بأن أصرخ فى وجه القضاة ، ولا بأن أبجل شخصى على الناس ، معاذ الله ! فالاول بالاول ، ثم الثانى بالثانى ، ثم الثالث بالثالث .. اذن ، أترقب دورى بكل هدوء ، اذ لى شهامة ، ونبل اخلاق ، نعم ، وكرامة ! أترقب دورى من الفجر الى العشاء بكل امتثال ، لانى أحب النظام . أترقب دورى كامل الاسبوع بكل اتزان ، فلى شعور عظيم بالمسؤولية . لكن إلام أترقب ؟ أفتح لى أبوابك يا مجلس المظالم !

أحمد بن عبد الوهاب ( أمام باب مجلس المظالم )

ما هذا الزحام ؟ لا أحب الضوضاء ولا الجلبة ! تفرقوا ، يرحمكم الله . ابتعدوا . ألكم أنتم أيضا قضايا مثلى ؟ عجبا ! . اذن ، القضايا متراكمة على مجلس المظالم . . أين القضاة ؟ أنت ، نعم أنت ، ما هى قضيتك ؟ تخاصمت زوجتك مع جارتها فلطمتها ؟ ! وهل هذه قضية ؟ وانت ؟ غشك الخباز ؟ ! هذه قضية تافهة ! وأنت الآخر ؟ . . . ما هى قضيتك ؟ اللصوص سرقوا صرة نقودك ؟ ما هذا الابتذال ؟ عليكم بمجالس القضاء الاخرى لتنظر فى قضاياكم  الساقطة ! افسحوا الطريق لأحمد بن عبد الوهاب رئيس كتبة ديوان سيدنا الخليفة ، ديوان الانشاء والعلامة ، ليرفع قضية العدالة الى مجلس المظالم . الا تسمعون الى ؟ ألا تريدون أن ادخل للمثول بين يدى سيدنا الخليفة ؟ اذن ، فلتسمعوا منى . .

أحمد بن عبد الوهاب ( بين الناس )

هجاني يا ناس النجدة ، النجدة ! يا ناس ، والله ، انه هجانى ! الحفونى ! نعم ، هو ، هو الذي هجانى ، وبسهامه رمانى ! أبكى وأنحب ، فمن يمسح دموعي ؟ ماذا صنعت حتى يهجونى ؟ آه ثم أواه ! لم لا تتحركون ؟ ألم يفزعكم صراخى ؟ ألم يزعحكم عويلى ؟ أغيثونى ! إنى عبد ضعيف ! يا ويلى ، ثم يا ويلتى ، ثم يا ويلاه ! ألم يعجبكم نواحى ؟ ألم يطربكم نحيبى ؟ لا أحد يشفق ؟ لا أحد منكم يرأف ؟ أجيبونى ! بمن ألوذ ؟ والظلم مستبد ؟ الى من اشتكى ؟ والايمان غريب ، والحق مقتول صريع ، والاسلام ضائع بين القضاة ؟ ايعجبكم تراكم القضايا ؟ أراضون عن غلاء المعاش ؟ انصروا العدل ! طالبوا بالحق . ابكى ، أبكى . اللهم مزقه كما مزقنى ! اللهم أفضحه كما فضحنى ، وشتمنى , وثلبنى ، وسبنى ، وعيرنى !

احمد بن عبد الوهاب ( امام الخليفة رئيس مجلس المظالم ومستشاريه القضاة )

سيدى ومولاى خليفة رسول الله . سادتى الجلة القضاة . جمهور المجلس .

سيدى ومولاى خليفة رسول الله . لا استجير الا بك ، ولا أعول الا عليك ، ولا استند الا اليك ، ولا أحتمى الا بك .

انت الامام العادل الهمام . انت علم السنة ودرع المذهب ورمز الاسلام . انت رأس الكلم والكلام . أنت المجاهد المغوار المقدام . أنت النور المبارك الذى يهدى لانام . أنت ناصر المظلومين والمساكين ، ومنقذ الارامل والايتام . انت . . . بم أصفك ؟ وكيف اثنى عليك ؟ لسانى عاجز عن مدحك ، وتقريضك ، وشكر نوالك وعطائك ، والتنويه بسلطانك وعدلك .

فيا سيف العدل ، ويا لسان الحق ، انصفنى من خصمى وعدوى !

أحمد بن عبد الوهاب ( يشرح قضيته )

ابسط قضيتى .

قضيتى بسيطة ، على جانب وافر من البساطة ، فيها كثير من التبسيط . لا اطيل عليكم إذ أنى أحب الاختصار فى كل شىء ، والايجاز فى الخطاب . قضيتى تتلخص فى كلمتين فقط ، لا أقل ولا أكثر ، فى كلمتين اثنتين لا ثلاث ، لا أربع ، كلمتين . ارجو الا أزعجكم بالتفاصيل ، اذ لا فائدة فى التفاصيل التى لا تجدى نفعا ، ذلك انى أحب الدقة وأكره الخلط ، أحب الهندسة وأكره البلاغة ، أحب النظام وأكره الفوضى . تلك هى سبيلى فى الحياة الدنيا . ينبغى - اذن - ان ادخل فى صلب الموضوع . انى متأهب لشرح قضيتى البسيطة . طيب ! لكن كيف أبدأها ؟ على كل ، يجب أن أشرع فى سردها . القضية هى : كيف ؟ ومن أى جانب أبدا ؟ هذه مسألة تحيرنى كثيرا ، ولا تدعني انام فى الليل ولا فى النهار . ما رأيكم ؟ لو أبدأ بسرد الحكاية من أولها الى آخرها ؟ دون التعرض الى التفاصيل المزعجة طبعا ! بالترتيب ؟ كما يفعل المؤرخون والاخباريون سنة سنة ! حتى تكون فى اذهانكم أوضح ، والى قلوبكم أحب ، وبها أعلق ، وفى عيونكم أظهر وأجمل . نعم سيدنا ومولانا الخليفة ، نعم ، انى أسرع ، انى أسرع . . . الحقيقة أقول : القضية ، قضيتى أنا ، بسيطة على غاية من البساطة ، لكنها معقدة فى الحين نفسه .

نعم معقدة ! لا تخش أن أطيل عليك . نعم ، هى معقدة . تلك حقيقة يجب أن أصدع بها . وهى متشعبة ، وصعبة أيضا . ليس ذنبى اذا كنت . . نعم .

نعم , لا تخش . وعدت بالاختصار والايجاز . نعم ، فهمت كل ما تقول . ووعيت كل ما تشير اليه ! أمرك مطاع ، سيدنا ولولانا الخليفة . انت السيد وأنا العبد . لكن ، ما ذنبى ؟ إذا كانت قضيتى معقدة فلأن الزمان معقد ، اذا كانت قضيتى متشعبة فلأن الحياة متشعبة ، إذا كانت قضيتى صعبه فلأن الدنيا صعبة . اذن كيف أبدأ ؟ وكيف انهى ؟

أحمد بن عبد الوهاب ( يلخص قضيته )

اذن ، اذن ، بين قوسين أحب اذن ، اذن فى كلمتين فقط ، لا أكثر ولا أقل ، الخص قضيتى فى خطوطها الكبرى : اذن ، رجل كتب كتابا عنوانه التربيع والتدوير هجاني به . اذن ، أدينه بادانات خمس : أولا : ضحك على شخصى . ثانيا : تهكم على نسبى وحسبى . ثالثا : سخر من منزلتى . رابعا : ازدرى منصبى . خامسا : احتقر علمى . اذن ، جعلني مضغة فى افواه الكبير والصغير ، الفتى والشيخ ، الصديق والعدو . لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم . إذن !

هذه هى وثيقة الادانة . ( يقدم كتاب التربيع والتدوير ) . افتحوا الكتاب ، تصفحوا اوراقه . اقرؤوا . اعلن حكمك العادل سيدى ومولاى الخليفة . انا راض به اذن !

أحمد بن عبد الوهاب ( يجيب عن أسئلة الخليفة )

من هو هذا الرجل الذي تقول عنه انه طعن فى شخصك ، وثلب حسبك ونسبك ، واستهان بمنصبك ومكانتك ، وشتم علمك واستنقص أدبك ؟

الرجل طبعا الذى أدينه ، . . . ما هو الا الجاحظ ! طبعا الجاحظ ! ومن يفعل غيره هذه الفظائع والشنائع ؟ الجاحظ ! اذن ! ذلك القصير جدا ! ذاك القمئ جدا ، ذاك القزم الاقزم جدا ! القبيح ، الذميم ، الكريه ، السمج ، والعياذ بالله ! وعينه - وانتم تعرفون عينه يا جمهور الحاضرين - عينه البشعة كالبيضة المروبة فائضة من رأسه ، وهى تضطرب بوقاحة وقحة ذات اليمين وذات الشمال كعين الحرباء ، كعين القرنيط ، كعين الوزعة ، تتلصص خلال الليل وفى اثناء النهار ، تسترق النظر الى الناس ، فى بيوتهم ، فى خلواتهم ، مع حريمهم ، تتسلل الى عوراتهم ، تتتبع سقطاتهم ، تقتفى زلاتهم ، تهتم حتى بما خطر فى بالهم من نوايا ، تفضح ما فى صدورهم من كتمان ! ان هذا لمنكر يا خليفة رسول الله . كيف تدع هذا الخليع يتجول فى مدينتنا بكل حرية ! ؟ اقبض عليه ! اعتقله ! ألق به فى السجن ! سلط عليه سوط عذاب ! عذبه ! حتى يستريح الناس من هذا الماجن الفاسق .

من حلم منكم بسكان كوكب المريخ ، وبعيونهم المرعبة الشنيعة ؟ تصوروا ان عيونهم عظيمة ، بل هى أعظم وأهول مما تصورتم ومما ستتصورون . مستديرة تامة التدوير ، مقببة ناتئة القبة ، يابسة أيبس من الصخر . لاحظوا - أيها السادة - انها دائما بارزة فى اليقظة وعلى امتداد اليوم . وهى تتحرك مرة نحو اليمين وأخرى نحو الشمال تحركا آليا رتيبا . فهى لا تعرف الاغفاء ، ولا الاغماض ولا حتى الاطباق . لماذا يقول القائل ؟ الجواب : ليس لهذه العين جفن ، ولا اشفار ، لا مؤق ، و لا حدقة . ثم تخيلوا انها - كلها - خضراء كقطعة من الزجاج الاخضر ، قد توسطتها حفرة كالقمع ملولبة العمق . ومن الغريب ، نعم ، ومن الغريب انها ترسل شعاعا أخضر فى الليل ، عافانا الله واياكم من المناظر القبيحة ! تلك هى عين الجاحظ ولولاها لما كان الجاحظ ! ذلك ان الجاحظ كله عين فى أول الامر ، عين مريخية فى آخر الامر . أفهمتم ؟ طيب ! اذن ، ياخليفة رسول الله لك سديد النظر فى ردع هذه العين الوقحة ، الزانية البشعة لانها سبة فى وجه الحياء ، والعفاف ، والجمال ، والكمال ، والتمام . والله هو الجمال وهو الكمال ، وهو يحب الجمال والكمال ، لانه جميل وكامل ، وسبحان من خلق الجمال !

أحمد بن عبد الوهاب ( يفاخر الجاحظ )

بما انه البادىء ، والبادى أظلم ، كما هو مشهور فى القول المأثور ، يجب على - اذن - أن أفاخره حتى آخذ ببعض ثأرى ! معقول أم غير معقول ؟ معقول

طبعا وأكثر من معقول ! انظر الى يا جاحظ ! انظر مليا ولا تكن جبانا ! أين انت يا جاحظ ؟ استمع الى ، ودع عنك أنانيتك ، وادعاءك ، ووضاعتك ! تأمل فى الجمال الذي حبانى به الله تعالى ! وخل عنك حسدك ، وتبجحك ، و كيدك وغرورك ! فلقد كان والدى - رحمه الله وأسكنه فراديس جنانه - كان يدعوني : (( يا أحمد يا جميل ! هل أنت عطشان فاشرب يا جميل ! انهض يا جميل ! انظر يا جميل ! هل أنت جوعان يا أحمد يا ولدى يا جميل ؟ كل البسبوسة يا جميل ؟ ! يا جميل ، خذ حذرك من المطر ، حتى لا يصيبك الزكام يا بنى يا حميل ! يا احمد ! يا جمال ! يا كمال ! يا جميل ! أين أنت ؟ عد الى البيت ولا تلعب مع صبان الحى ! " أتتذكر يا جاحظ ؟ ماذا اتذكر ؟ لا بد انك تتذكر ! أتذكر تلك المرأة التى حملتك الى صانع المصوغ ، وانت حائر من امرك ، وانت تسألها وتلح عليها فى السؤال : (( تريدين منى ماذا يا مليحه ؟ )) وصلت بك الى دكان صانع المصوغ . ثم دفعتك نحوه وهى تقول : (( يا صائغى ، انظر الى هذا الوجه ! انه من سكان كوكب المريخ أحب أن تنقش لى على الخاتم الذى ابتغيه وجها مريخيا كهذا الوجه ! (( أتذكر يا جاحظ كيف كنت فى غفلة من قبحك وبشاعتك ؟ ثم تأتى اليوم لتفاخر أحمد بن عبد الوهاب فى اناقته ورشاقته ، فى قده واعتداله ، فى حسنه وجماله ! هيهات ثم هيهات يا جاحظ يا بليد ! ما على ان ترانى عينك المنتفخة مريضا ، وان أكون فى حكم الناس أجمعين طويلا ! ؟ ما على ان ترانى عينك الكريهة غليظا ، وان أكون عند الله كاملا جميلا ؟ ! ما ذنبى ان ترانى عينك المريضة مستديرا مدورا وان اكون فى نظر العيون السليمة ظريفا مربعا ؟ ما ذنبى ان ترانى عينك المجنونة شبحا خيالا ، وان أكون فى الحقيقة انسانا فى أحسن تقويم ! ألم تسمع بالشاعر الذي مدحنى فقال : أنت المديد وانت البسيط وانت الطويل ، وانت الوافر , وانت الكامل بعد ان فرغ من قصيدته العصماء ، وعجز عن وصف شمائلى وخلقى ؟ !

أحمد بن عبد الوهاب ( يجيب ثانية على اسئلة الخليفة )

صف له أدق الوصف . . .

أصفه لك أدق الوصف ، وفوق الوصف ، وما وراء الوصف حتى يكون ماثلا لنظرك وبين يديك . أنا اعرفه ، وأعلم جوانبه الشئ البارز منها والمختفى . وهل ثمة أصدق من وصف العدو لعدوه ؟ وهل ثمة اكذب من وصف المحب

لحبيبه ؟ بلى ، والله ! (الى الجمهور ) بين قوسين أحب استعمال بلى كأختها اذن لان فيها وقعا أصيلا فى العربية !

أحمد بن عبد الوهاب ( يصف الجاحظ )

هو ، بالجملة ، حزمة من اللحم القديم ، والعظم المسوس ، والاعصاب الفالتة ، والبلغم ، والنجاسة ، والعياذ بالله .

هو ، بالتفصيل ، يقدر طوله بستة اشبار واصبعين ، ويقدر عرضه بشبرين .

هو ، على سبيل التشبيه والتورية . عبارة عن حطبة قصيرة قديمة مفلقة مشلخة لا تصلح حتى لحمش النار فى جهنم . مفاصله معقدة معلبة جميعا كالمرفقين ، والمعصمين ، والركبتين ، والكعبتين ، وحتى الرقبة .

هو ، عند علماء العهود الحجرية ، من سلالة الزواحف الضخمة البرمائية الطائرة التى ظهرت على البسيطة قبل ميلاد المسيح بأكثر من عشرين ألف سنة ، ثم تحولت الى الجنس الاعلى من سلالة القردة عبر خمسة آلاف سنة ، واخيرا انقلبت الى سلالة البشر صدفة اثر تلاقح عجيب بين الاوز والضفادع ، استغرق عشرة آلاف سنة .

هو ، لدى علماء الخرافات والاساطير وأوهام الشعوب ، وثن لا يعبده أحد ، شيخ قبيلة لا يخضع له أحد ، ساحر لا يتبعه أحد . فهو تعاويذ معكوسة ، وقرابين حرام ، وبخور فاسد ، وصلاة نفاق ! .

هو ، فى علم الحياة ، خلية تعطلت عن التجدد ، فركدت ، وتجمدت ، واهترأت ، بحكم تقادم الميلاد . وهل تعلمون - أيها السادة والسيدات - انه عاصر نبى الله شيثا ، وسبق نبى الله نوحا ، وعاش الطوفان ! اذن كله تجاعيد ، اذن كله جلود ، اذن كله تكاميش وتكميشات ! والنتيجة ان الرجل لا يملك شعرة واحدة ، بل شعره مستعار ، قد لصقه على دماغه ووجهه وذقنه بالصمغ . ! بل اسنانه - جميعا - مستعارة . باختصار : فمه مستعار . أنفه مزور ، وكله مزيف !

هو ، فى نظر علماء العلم الخيالى ، ما يسمى (( بالانساوويد )) الذى فلت فى تاريخ مجهول من كوكب المريخ أو من عطارد . . . والدليل على ذلك عينه الخضراء المكركبة ، وجلده الاخضر الاحرش ، ونحولة اعضائه المطاطية ، وتجاعيده الهابطة الى حد قدميه .

انظروا إلى شكله المستدير طولا وعرضا ، وجها وقفا ، سطحا وعمقا ! رأسه مدور وخط كتفيه مقوس . ظهره محدودب وظل ساقيه مقوس . عجيزته مدورة ، وذراعه اليمنى مقوسة واليسرى مقوسة ، جوفه مدورة ، واصابع يده كقدم الاوز مقوسة ! ثم تأتى لتفاخرنى يا جاحظ يا ضفدع ! ؟

احمد بن عبد الوهاب ( يتحدى الجاحظ )

سيدى ومولاى خليفة رسول الله . أعضاء مجلس المظالم . أيها الجمهور . انه تحدانى وانى لأتحداه .

لئن ربعتنى يا جاحظ ، فانى سأدورك . لئن ثلثتنى . فانى سأحمسك وأسدسك ، وأسبعك ، وأثمنك ، واتسعك ، واعشرك ، حتى اجعلك اجزاء لا تتصل ، ووجوها لا تنفصل ، فأرحيك رحيا تذروك الرياح ! يا جاحظ يا يا ضفدع ! والله شاهد !

أحمد بن عبد الوهاب ( يجيب ثالثة على أسئلة الخليفة

ومستشاريه القضاة أعضاء مجلس المظالم )

هل انهيت ؟ لم انه ! وكيف انهى ولم آخذ بثأرى ؟ بل سأواصل ، سأواصل ، سأواصل . صرنا نعرفه كما لو كان حاضرا بيننا . . . لا تعرفونه . لا ! دعونى أحدثكم عن أبيه ! لا تحدثنا عن أبيه . عن عمه ! لا تحدثنا عن عمه ولا عن خاله !

دعونى أحدث الجمهور عما يقوله علماء الوراثة فى الجاحظ ! كان والده يبيع السمك والقرنيط فى بطاح المدينة . . لا تقاطعونى !

لا . . . . لا . . نحن نريد منك ان تقدم لنا شخصك .

وكان عمه يبيع الاسفنج فى سوق الجمعة . . . أناشدكم الا تقاطعوني ! . . لا يهمنا من أمر أبيه ولا عمه شيئا .

إذن أحدثكم عن أمه وعمته وخالته ، بل اذا أردتم ، اذا شئتم ، أحدثكم عن علمه المزعوم . فلى مائة سؤال فى جميع الفنون والآداب والعلوم والكون والسماء والأرض أحب أن أطرحها عليه حتى أفضح ما فى كتبه من سذاجات ، وترهات ، وكلام فارغ ! هل تعلمون - أيها السادة الجلة القضاة - ان المعلومات التى حشرها على عواهنها فى الحيوان والبيان والتبيين والبخلاء وغيرها لا تجدى نفعا ! هى للترك أحسن ! وهى للنسيان أفضل ! وهى للتلف احفظ وأبقى ! هل تعلمون ان التلميذ فى درجة الشهادة الابتدائية اعلم من الجاحظ ؟ هذه بديهيات أقولها لاذكركم بها ، اذن ، سأواصل هجائى يكلفنى ذلك ما يكلفنى !

أحمد بن عبد الوهاب ( يقدم شخصه )

طيب . . . أنا استجيب لرغباتكم وألبى طلباتكم الموقرة العادلة الكريمة حتى تسير الاجراءات القانونية سيرها الطبيعى . أنا انسان متواضع . أنا انا انسان منضبط . اعتذر لديكم عما بدر منى من حماس فى غير محله . الحقيقة ، انى معروف بالتواضع والانضباط لان من لا ينضبط لا يتواضع ، ومن لا يتواضع لا ينضبط ، على كل ، لست مثل الجاحظ الذى . . . طيب ، أحب التواضع والمتواضعين ، أجدد اعتذاراتى اليكم . ومهما يكن من أمر ، فأنا لست حقودا كنودا . معاذ الله ! انما هذا الضفدع هو الذى . . . والواقع ، أنا انسان عاقل ، مهذب ، خجول ، نعم خجول . لكن ، لا أريد أن يعتدى على أحد ! حذار ثم حذار أنا عاقل رصين متى كان خصمى عاقلا رصينا . اما إذا اعتدى على ، فيا ويحه ! لانى عليه بأكثر مما اعتدى به على . هذه صفة بارزة من صفاتى . لا استطيع ان ابدلها . لا استطيع ان اتنازل عنها . من يتنازل عن صفاته فيبدلها ؟ ومن صفاتى أيضا أن قلبى أبيض كالحليب دائما ، والحمد

لله ، لا يكدره  شئ ، رغم ما جرى بينى وبين الجاحظ من . . . انتم تعرفون جميع تفاصيل الخصومة . لكن ، ثمة تفاصيل اخرى لعلكم - أيها السادة الجلة القضاة - لا تعرفونها انى اعرف الجاحظ منذ الصبا ، نعم منذ الصبا . لا تتعجبوا . أو تحسبون أن خصومتنا حديثة ؟ هى ، هى ! هو ، هو ، هو ! ها , ها ! بل قضيتنا مزمنة ، قد ولدت مع ميلادنا ! لكنى أنا - والحمد لله - ولدت ، ونشات ، وترعرعت فى احضان أسرة شريفة شرفها الله ، أسرة شهيرة وقاها الله من الحاسدين ، أسرة متدينة حفظها الله ورعاها . من لا يعرف منكم أسرة عبد الوهاب ؟ جميعكم تعرفون أسرة عبد الوهاب ومجدها الاثيل ، ونبلها التليد ! اما هو ، فوعائلته وضيعة ، ساقطة ، فقيرة ، جاهله ، رقيقة الدين والايمان ، والزواجرية افرادها جميعا من أولئك الذين يسميهم الناس الهملاوات ، والهمج ، والبكبك . ووالده ؟ ألم يكن يبيع السمك والقرنيط فى سوق الجمعة ؟ لكن ، هذه حكاية اخرى . . على كل ، فرائحة الجاحظ كانت دائما نتنة . قد ورثها عن والده النتن والعفن ! الصنان ! الصنان ! سدوا أنوفكم يا ناس ! إفيت ! الصنان ! أين رجال المطافى ؟ الجاحظ مصنان ! اغسلوه ! انه لم يذهب الى الحمام منذ عشرين سنة ! أين الصابون المسك ، والعطر ؟ وفمه أبخر ! لا تتكلم يا جاحظ ! انظروا انه يضع يده على فمه حتى لا يشم أحد فمه الابخر ! السواك ! السواك الحار ! لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .

أحمد بن عبد الوهاب ( يقدم جده )

لا علينا فى الجاحظ . . . ذكرونى ذكرونى بعد قليل ان احدثكم عن صفات الحاحظ فيما بعد ، نعم فيما بعد . . لنا عودة ان شاء الله .

اما جدى عبد الوهاب - رضى الله عنه - مؤسس الاسرة الوهابية العتيدة الشريفة الطاهرة ، فقد كان تاجرا فى السمك ، والعنبر ، وعود الند ، وحجر الجاوى ، والوشق والداد ، والعطر ، وماء الورد ، وماء الزهر ، والنسرين . اللهم صل وسلم وسلم عليه ! كانت رائحته زكية . كله يتضوع عطرا . اللهم صل على النبى ! قد قدم الى هذه المدينة من بلاد اليمن السعيد . فاصله من قضاعة . وقضاعة حليفة قبيلة لخم ، ولخم موالية لقبيلة تنوخ . وتنوخ لها قرابة وطيدة وثيقة ببنى العباس . اذن ، فأسرتنا والحمد لله - تنتسب الى

بنى العباس ، والى دولتهم القوية ، المنيعة ، المجاهدة ، الشريفة ، العادلة يا سيدى ومولاى خليفة رسول الله رئيس مجلس المظالم !

نسيت أن أقول لكم - أيها السادة الجلة القضاة - ان جدى عبد الوهاب القضاعى اللخمى التنوخى - رضى الله عنه - حين دخل لاول مرة هذه المدينة العامرة اقبل اول ما اقبل على المسجد الجامع ليصلى صلاة الفجر حاضرة . فرأى الظلام مشتملا ، والقناديل طافئة . فاندهش ، فتعجب ، فتحير : كيف تكون بيوت الله مظلمة وقت صلاة الفجر ؟ فصرخ فى المصلين : اوقدوا القناديل وأقيموا الصلاة ! فما كان منه الا ان أوقد القناديل والمصابيح والسرج والشموع - وهو يهلل ويكبر - فى كل ركن ، عند كل زاوية ، حول كل سارية من سوارى المسجد الجامع . وفجأة سطع النور ، وشع فى ارجاء بيت الله ، وانتشر لالاؤه . وبعد الصلاة اقسم ان يبذل كل ما تبقى من حياته الطاهرة فى سبيل ايقاد النور ، والمحافظة على قبسه ، والصيانة لشعاعه . بذلك ، عين جدى كبير الوقادين فى المسجد الجامع .

أيها السادة الجلة القضاة ، أنا على يقين من انكم لن تزعزعوا ثقتى بكم لانكم لن تستمعوا لاقاويل الجاحظ . لاحظوا انى استعملت لن الزمخشرية بين قوسن فى كلامى . انه كذب على جدى وافترى .

ماذا تقول يا جاحظ فى جده ؟

تقول كبيرا . وأنا لا أحب ترديد الاقاويل والخوض فى القيل والقال . قال . . قال ان جدى انا ، أتتصورون جدى صعلوكا مغامرا أفاقا ؟ غير معقول ! اذن كيف كان تاجرا ؟ قال أيضا : كان يهيم فى صحراء الربع الخالى ! غير معقول ، ثم نزح - حسب زعمه - الى هذه المدينة طلبا للقوت . هذا عبث ! حتى صادف ان وجد وظيفة وقاد فى بيت أحد أعيان المدينة . هذا افتراء . هذا ثلب . هذا طعن ينبغى الا اغضب . كأس ماء من فضلكم . لى ثقة بكم ينبغى الا اغضب لانى مريض بداء السكر - عافانا الله واياكم . . . والان ، هل تريدون ان اذكركم ايضا باعمال والدى الجليلة ، وخصاله الحميدة ، وأياديه البيضاء حتى تعرفوا شرف أسرتنا ، ونبلها ، واستقامتها ؟

                     * * * أحمد بن عبد الوهاب ( يقدم والده )

بكل ايجاز ، أقدم اليكم شخصية والدى الفذة فى ترجمة حياة مختصرة

للغاية .

ولد سنة ثلاث وعشرين بهذه المدينة التى ولد فيها سيدنا ومولانا الخليفة فى نفس السنة .

حفظ سنة ست واربعين القرآن الكريم فى أرقى كتاب بالمدينة . وهو نفس الكتاب الذي حفظ فيه القرآن الكريم ولى العهد ابن سيدنا ومولانا الخليفة .

درس الحديث والفقه ودلائل الخيرات على أيدى أئمة الحديث والفقه ودلائل الخيرات مع وزير سيدنا ومولانا الخليفة .

عين سنة أربع وستين اماما فى مصلى العيدين ثم فى مسجد الجنائز ، وأخيرا فى مسجد الجبانة الشرقية .

توفى - رحمه الله تعالى وأسكنه فراديس جنانه - سنة سبع وستين .

لا فائدة فى الرد على الجاحظ الذي قال ان والدى كان متخلف الذهن ، ضعيف العقل ، مريض الاعصاب . هذا الكلام مردود عليه لان والدى أنجب رجلا عاقلا ، راجح العقل ، ذكيا فطنا . . . وهو انا .

أحمد بن عبد الوهاب ( يقدم نفسه ثانية )

هذا أحمد بن عبد الوهاب أمامكم ، ينظر اليكم من عالم الشهادة والغيب ! انه عاش فى كل زمان وفى كل مكان . أى أحمد بن عبد الوهاب تريد ان يخاطبك ، يا جاحظ ؟ الذي عاصرك أم الذى سبقك أم الذى عاش بعدك بقرون ؟ لم تعرف الا أحمد بن عبد الوهاب الذى عاش فى القرن الثالث فى العراق . وماذا يهم الجمهور من أحمد بن عبد الوهاب هذا ؟ ومن شؤونه ؟ ومن خصومته ؟ ومن قضيته ؟ ومن مشكلته ؟ لم تعرف الا ذاك فقط ! فقط ! فقط ! اما الآخرون ، فانك لم تعرفهم ولن تعرفهم ! سجنت نفسك وسجنته فى زمان معين ومكان معين ، وادعيت انك وانه من نتاج دنيوى معين فجمدت نفسك وجمدته ، وقتلت نفسك وقتلته . الا تدرى ان التاريخ يعدم ؟ وتلك ، منك أوهام ! لانك تؤمن بعقلك ، وهو ضيق ، بينما الحياة واسعة ! الا تدرى ان العقل يحد ويضيق وانك ترضى بالحد والضيق ؟ وزعمت ان التطابق تام بين عقلك والحياة . الا ان عقلك أضيق ، والحياة أرحب ! وحسبت انك تلتمس - بذلك الحقيقة ، وتمسكها بكلتا يديك ، واذا بك فى جهالة عقلك الضيق تتخبط أعمى .

حتى أنت يا جاحظ متعدد كثير !

لا . . لا ! دع التناسخ ! أرى فى عينيك هذا الاتهام . أنت أذكى ! . . .

خل عنك المثاليات انت تعرف جيدا انى لا أحبها ، كخرافة الانسان الذى يزعم انه يقدر على الافلات من تاريخه . انت - مثلا - كنت تريد ان تتجاوز طبقتك ، وتخرج منها ، وتسمو عليها . أليس كذلك ؟ انت ابن بائع سمك . وعمك خباز . وخالك حطاب . انت رجل من العامة . انت رجل من العامة الجاهلة ، العامة الصامتة . لم ترض بها ؟ فطرت ، انما طرت بجناح كسير . بلى حومت ، واضطربت ، وخفقت ، ما طرت . كم من مرة سقطت فى حياتك ؟ بالاحرى كم من مرة طرت ؟ كم ؟ تكلم ؟ ! عاش من عرف قدره يا جاحظ ! اما أنا - والحمد لله - متمسك بطبقتى طبقة الاعيان المتواضعين . ألم أقل لكم - أيها السادة - انى أحب التواضع والمتواضعين ؟ أتشرف بأن أكون من المتواضعين الصغار . أتشرف بان اكون من الاعيان الصغار . افتخر بأن أكون عينا صغيرا . جدى كان اماما . انا رئيس ديوان الانشاء والعلامة . ابنى كبير المحاسبين . تلك هى طبقة الاعيان الصغار . لكنها هى طبقة الظرفاء ، والكتبة ، وأعوان بيت المال ، والمحاسبين ، والمهندسين ، والمنجمين ، والاطباء ، والتنفيذ السريع . وطبيعى ، ان الطاعة لسيدنا ومولانا الخليفة ، والامانة لسلطانه ونظامه والتنفيذ لامره وحكمه . اتشرف عظيم الشرف بأن أكون أحد الاعيان الصغار الذين يحبون كل ظريف ، ولطيف ، وطريف ، وخفيف ، وعفيف ، ونظيف ، وشريف . لسان حالهم والحق يقال : التجديد ! التجديد ! التجديد ! لسان ضميرهم : المحافظة ! المحافظة ! المحافظة ! سلوكهم : الانضباط ! الانضباط ! الانضباط ! عملهم : الدقة ! الدقة ! الدقة !

لكن وااسفاه على طبقتى : يقظتها مشاريع جسام ، ونومها تحقيق احلام مزعجة ، وخيالها فراغ مدو مهول !

أحمد بن عبد الوهاب ( يشرح أمره وشأنه )

الدخول : الثامنة صباحا . الخروج : عند الظهر . العودة : الثالثة بعد الظهر . الرواح : ربما بعد السادسة لانهاء الساعات الزائدة . ستة أيام عمل . ويوم واحد استراحة فى الاسبوع . أحد عشر شهرا عملا . وشهر واحد عطلة فى السنة .

المرتب ثلاثمائة دينار . وسأبلغ منتهى سلم الترقية بعد خمس سنوات . يبكون مرتبى عند ذاك ثلاثمائة وتسعين دينارا . المنح المضافة الى المرتب : منحة الرئاسة خمسون دينارا وافية . منحة التكليف ثلاثون دينارا ناقصة بعض النقص . منحة التنقل الخاصة خمسة وعشرون دينارا . منحة السكنى مائة وسبعة دنانير . منحة التنقل الخاصة خمسة وعشرون دينارا . منحة الزوجة المحترمة والابناء الموقرين خمسة عشر دينارا تقريبا . منحة غلاء المعيشية ثلاثة وعشرون دينارا . المجموع : خمسمائة وخمسون دينارا .

لكن ،

اطرح منها الضريبة على المرتب : عشرة دنانير . اطرح تصحيحات الضريبة الشخصية : سبعة دنانير .

اطرح معلوم الضمان الاجتماعى عشرين دينارا تقريبا . اطرح الخصم لفائدة العجز والعميان وابناء السبيل دينارا واحدا . الباقى من المرتب . . . آه نسيت ! اطرح معلوم التقاعد : ثلاثة وعشرين دينارا . الباقى من المرتب ، خمسمائة واربعة وعشرين دينارا تقريبا .

لكن ،

اطرح منها أجر الخادمة ثلاثين دينارا ، أجر الطباخة خمسة وعشرين دينارا ، أجر عساس البيت خمسة دنانير ، أجر الممرضة أحد وعشرين دينارا . الباقى من المرتب : أربعمائة وثلاثة وخمسون دينارا .

لكن ،

اطرح منها مائة وخمسة وسبعين بالضبط لا زيادة ولا نقصان نعم مائة وخمسة وسبعين دينارا لنفقات الاكل والشرب البطاطا الطماطم الفلفل الكسبر اللحم البقري العصبان الجغالى الكركم البقلاوة القهوة فلفل الزينة الحمص . اطرح عشرين دينارا لحلاقة الزوجة المحترمة . اطرح خمسة واربعين دينارا لخياطة الزوجة المصون . اطرح عشرين دينارا لبائع احذية الزوجة الانيقة الرشيقة . اطرح خمسة وستين دينارا ثمن العطورات ، والدبغات ، والتحريقيصات ، والدخلات ، والخرجات ، والزيارات للسيدة الزوجة الحاذقة المقتصدة . الباقى من المرتب : مائة وثمانية وعشرون دينارا .

لكن ،

اطرح منها ثلاثة وعشرين دينارا لمصروف الابناء . اطرح اربعة واربعين دينارا لملابس الابناء . اطرح سبعة وثلاثين دينارا ثمن الادوية لمعاجلة امراض السيدة الوالدة . أنا بر بوالدتى ! لكن هذا المصروف ليس فى محله . الله غالب ! الباقى من المرتب : أربعة وعشرون دينارا فقط ولله الحمد !

لكن ،

اطرح منها عشرين دينارا لاجر الجنان . ماذا يبقى ؟ أربعة دنانير ! أنا أحمد بن عبد الوهاب رئيس ديوان الانشاء والعلامة ليس لى فى بيتى الا اربعة دنانير ! هذه فضيحة ! وهذه الفواتير ، من يسددها ؟ فاتورة السيارة التى اشتريتها لابنتى حتى تستريح من شقاء الحافلات والتاكسيات للذهاب الى الجامعة . فاتورة الثريا التى علقتها فى سقف القاعة الكبرى الشهر الماضى . فاتورة الكحول والشراب والخمر . أنا شخصية وادعو الشخصيات الى البيت لتناول كأس . تسديد الدين القديم بعد كراء المنزل الصيفى امام الشاطئ . ثم يجب ان ادفع ثمن تجهيزات المسكن الثانى الذي بنيته خارج العاصمة للراحة والاستجمام تجهيزات تقدر بستمائة وثمانين دينارا بالضبط . مصاريف زهيدة ، لكن يجب دفعها ! أخيرا ، اني أحب الصيد ، أعشق الصيد ، افنى فى الصيد . اذن يجب ان ارقع قارب الصيد ، ان ادهنه ، ان ازينه ، ان اشترى صنارات جديدة ، وقصبات جديدة ، وشباكا جديدة . تلك هوايتى الوحيدة . وهى هواية رياضية . وانا اكبر صياد فى هذا العالم . لزاما ان ارضى هوايتي . لكن ، كيف أجد المال ؟ وكيف أقضى اوقات الفراغ والراحة والعطلة السنوية ؟ إذا لا أجد المال ؟ مسألة حياة أو موت ! ثم يقال لى : مرتبك يا احمد ابن عبد الوهاب اكثر من خمسمائة دينار . لكن ما قيمتها ؟ لا شئ ! والله انى فقير ، مسكين ، لا أعرف عند انتهاء كل شهر كيف انفق على أسرتى الضعيفة . . . لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .

أحمد بن عبد الوهاب ( يصف وظيفته )

مكتبى واسع كبير ، فخم ضخم ، أنيق رشيق . لكن ، لا زينة فيه ولا زخرف . اذ البساطة هى الاناقة ، والاناقة هي الرشاقة . ذلك ان الرشاقة هى التلاؤم بين اللون واللون ، والانسجام بين الحجم والحجم ، والتوفيق بين الصفة والصفة . لذا ، لا يوجد فى المكتب شئ دون وظيفة .

لى مصباحان ، لا  . . لا . .خارج المكتب ! المصباح الاول اخضر . والمصباح الثاني احمر . حاجبان واقفان دائما تحت المصباحين . اذا اشعلت المصباح الاول ذلك يعنى : اني اقبل الزائر . اما إذا اشعلت المصباح الاحمر ، فذلك يعني : نى مشغول بشؤون ديوان الانشاء والعلامة ، او انى فى اجتماع ، او انى لا أحب ان استقبل الزائر .

أحب النظام والدقة والانضباط . لا يكفى ان اعيد هذه الجملة مرات ومرات على الرائحين والغادين ، بل جعلتها شعارا ، وامرت الخطاط بكتابتها ، وتعليقها فى صدر المكتب حتى يشاهدها كل زائر .

نعم النظام ، نعم النظام الذى يقتضى احترام المراتب فى سلم الوظيف . لى اعضاد ثلاثة مخلصون ، مطيعون . أقول للاول : أكتب " الحمد لله " على رأس كل رسالة . ثم اكتب بعد ذلك : باسم الله الرحمان الرحيم ، بخط كوفى أصيل ، وبالحبر الصينى الاسود اللامع ، وعلى الرقاع الخفيفة السميكة ذات السدي الحريرى . فيطيع المسكين ما آمره به . يطيع ، ولا يجادل ، ولا يناقش ! المسكين ! ذلك هو شغله طوال النهار . وديوان الانشاء والعلامة يوجه بأمر من سيدنا ومولانا الخليفة فى كل يوم زهاء عشر رسائل الى مشارق الارض ومغاربها ، الى عظيم الروم ، وامبراطور الحبشة ، وفغفور الصين ، ومهرجا الهند ، وامراء الدول الاسلامية كالاغالبة ، والادالسة ، والاندلسيين وغيرهم . وكذلك الى ولاته بالكوفة والبصرة والرى وسواها من الامصار .

ثم ادعو العضد الثانى وآمره بأن يعد ختم الرسالة . واذكره بأن يكون الخاتم من الشمع الجيد الرفيع وبأن ينتبه الى ان ينقش على وجهه الاول " لا إله الا الله محمد رسول الله " وعلى وجهه الثاني كنية سيدنا ومولانا الخليفة واسمه ولقبه ونسبه المجيد التليد ، وبأن يكون الخاتم ذا لون أسود ، وهو لون راية الدولة العباسية أيدها الله .

بقى جوهر الموضوع ، وهو أم الرسالة ! على - اذن - ان احتجب جهد طاقتى ، والا استقبل أيا من كان ! حتى اختلى بنفسى لاحرر جميع الرسائل التى بين يدى . وهو جهد مضن قاس ، وشغل شاق ، وعمل مرهق جدا .

وانى لأتحمل هذه المسؤولية الجسيمة على كاهلى عن طيب خاطر ، خدمة للدولة العباسية المجيدة وولاء لها وتفانيا فى الذود عنها من كل هبة ودبة اذ فى سلامتها سلامتى ، وفى مناعتها مناعتى . اذن ، ابدا . . اعلمكم بأن نص الرسالة مقسم الى عناصر معلومة . فبعد الحمدلة والبسملة ، ابدأ الديباجة .

والديباجة تنقسم الى قسمين : قسم الدعاء وهو الاستهلال ، وقسم المخاطبة . ثم فحوى الرسالة . وأخيرا الختام وكله الدعاء . وفى اليوم الموالى ، أقدم الرسالة الى سيدنا ومولانا الخليفة لتوقيعها بحروف اسمه الجليل .

وانى لاستعمل الجمل الموجزة ، والمعانى المفهومة ، والالفاظ القريبة لدى الخاص والعام ، وعند الجاهل والعالم ، حتى ليكاد الاديب واللغوى والنحوى يمجها لكثرة استعمالها وانتشارها وذيوعها وذلك حتى أتجنب تحذلق الادباء ، وغش البلغاء ، وغرابة أهل الرجز والشعراء ،

والعضد الثالث مكلف بايصال الرسالة الموقعة المختومة الى صاحب البريد . هل يوجد ما أرهق من هذا الشغل ، ومن هذه المسؤولية العظيمة ؟ يا جاحظ ؟

أحمد بن عبد الوهاب ( يهجو الجاحظ ويفاخره )

ثم تأتى - يا جاحظ - لتفاخرنى ، وتهجونى ، وتشتمنى ، واعباء الدولة على كتفى ؟ الا تعلم ان كتابتى حجة تبقى ، ووثيقة تقيد ، وتاريخ تدرسه الاجيال بعد الاجيال ؟ واعلم ان ادبك واسلوبك ومعارفك وبلاغتك وعقلك وعلمك انما تذهب - جميعا - ادراج الرياح . . . لان الكتابة لا تكون الا بالسلطان ، والسلطان لا يكون الا بالكتابة . امران متداخلان ، متطابقان ، متحدان . والكتابة التى لا تعتمد السلطان هراء ، ونفاق ، وزندقة ، وكفر ، والحاد . والسلطان الذي لا يعتمد الكتابة ضياع ، وهلاك ، وفساد ، وظلم ، وفناء . ذلك ان الكتابة ربوبية ، والسلطان ربوبى . فكيف ينفصلان ولا يتصلان ؟ وكيف يتعاديان ولا يتحدان لخير هذه الامة ؟ يا جاحظ انت زنديق !

أحمد بن عبد الوهاب ( يشرح الخصومة بينه وبين الجاحظ )

معذرة - أيها السادة - انى لم احدثكم عن النزاع الذى قام بينى وبين هذا الجاحظ . كنت احسب انكم تعلمون جميع التفاصيل والجزئيات . على - اذن - ان احدثكم . . . هذا الجاحظ الوصولى الخبيث ذهب الى صديقه الوزير احمد بن عبد الملك الزيات ، وطلب اليه ان يتولى رئاسة ديوان الانشاء والعلامة . وبما ان الوزير لبى طلبه توهم انه يقدر على افتكاك منصبى . لكن لا يعرف الجاحظ انى اخبث منه واقدر على فضح دسائسه ومؤامرته الدنيئة . فوجهت فورا .

زوجتى إلى أخيها حاجب سيدنا ومولانا الخليفة . فحدثته بدسيسة الجاحظ الخبيث . فدخل الحاحب فورا على سيدنا ومولانا الخليفة وحدثه بدوره عن دسيسة الجاحظ الخبيث فما كان من سيدنا ومولانا الخليفة الا ان دعا الوزير على الفور ووبخه أشد التوبيخ وحذره من مغبة العودة الى مثل هذه الدسائس وأخذ الوزير ينظر الى شزرا وأخذت انظر اليه شزرا .

اصدر هذا الدساس كتابه التربيع والتدوير ! . . . مزقه الله اربا اربا ! يا جاحظ انت منافق دساس !

أحمد بن عبد الوهاب ( يصف نفسه وطبقته عبر الزمان والمكان )

قال القدامى رحمهم الله رحمة واسعة : الرجوع الى الاصل فضيلة . فارجع - يرحمك الله - الى اصلك وفصلك ، والزم قدرك ومنزلتك وطبقتك . ولا تحلق تحليق النسور ، فانك غراب . ولا تثب وثب الغزلان ، فانك ضفدع . ولا تزأر زئير الاسود فانك قط . ولا تتبرج تبرج الطاووس فانك قرد ! واعرف نفسك بنفسك ! وعاش من عرف قدره !

أرى نفسى كما يرى النائم فى عشية يوم قائظ انى نقشت على ألواح الطين المصهود كلمات الالاه مردوك . ثم أجد نفسى أكتب على عظام الجمل رسائل الغساسنة إلى ملوك العرب واقيالها فى اليمن السعيد . والآن انظر الى نفسى وإذا بى أخط الخط المغربى على سجلات الدولة المرابطية فى مراكش الحمراء . والتفت ، فاشهد نفسى جالسا فى صحن جامع القيروان ، فانا اكتب رسائل ابراهيم الثانى الاغلبى . ومن وراء السهول الشاسعة المنبسطة حتى الافق تقوم سمرقند حيث كتبت بريد الغزوات والحرب لتيمورلنك . وفى عهد رمسيس الاكبر نقشت على الذهب الابريز والعاج العزيز والساج النادر تواريخ الفراعنة . وارتقى فى الزمان فها انا ذا فى فجر حضارة النهرين أحفر فى المرمر تشريع حمورابى الملك القانونى . وانزل ، فأرى نفسي فى سراديب قصور المماليك ، اكتب على ضوء شميعة ذاوية تقارير القتل والاغتيال التى نطير بها الحمائم البيضاء بين القاهرة ودمشق . وأسافر غربا ، واذا بى فى قرية ضائعة قد عضها الجذام وأكلها الوباء ، اكتب فى كراريس رقيقة تاريخ حضارة المايا قبل انطفاء شميعتها . واصعد شمالا ، فأرى نفسى معينا رئيسا للرقاب البيضاء الامريكية . وارحل شرقا ، فأخذ فرشاة لأكتب صورا كالحروف وحروفا كالصور على الورق فى عهد الامبراطور مينغ شونغ هوا . وها انى فى

احد البلدان الزنجية المتخلفة أتولى ادارة الطماطم والقهوة ، ومنصبى هو منصب رئيس مدير عام . لى سيارة فخمة ، وبيت فخم ، وزوجه فخمة . ولله الحمد .

أحمد عبد الوهاب ( ينصح الجاحظ )

حان الوقت . . .

نعم ، حان الوقت لكى انسحب حتى امكنكم من التشاور فيما ترونه عادلا منصفا حقا أيها السادة الجلة القضاة . فبين يديكم وثيقة الادانة ، وامام كاتبكم تسجيل أمين لمرافعتى . والحكم الاخير - بطبيعة الحال - يصدره سيدنا ومولنا الخليفة رئيس مجلس المظالم . وانا الممتثل ، وانا المطيع ، وانا الخاضع . لكن ، هل تسمحوا لى - ايها السادة الجلة القضاة - ان اضيف كلمة . . كلمه موجزة واحدة ، لا أكثر ولا أقل أخاطب بها الجاحظ ؟ ! فى استطاعتى ان اطرح عليك ألف سؤال أفضح بها جهلك . على انى لن اطرحها عليك ، لانى اعرف - مسبقا - انك عاجز ، انك جامد مجمد ، انك وجود مبتور ، وكيان معدوم ، وكون فساد .

لكم تغنيت - مثلك - طوال العهود والعهود - بالانسان التواق الى التمام والكمال . لشد ما ترنمت - مثلك أيضا - عبر القرون التى تغرق فى القرون بقيم الانسان الى الخير ، والعدل ، والحرية ، والكرامة . لطالما كنت - مثلك كذلك - بأن للانسان معنى ، بأن للانسان قيمة ، بأن الانسان فوق الحيوان ، فوق كل شئ . . .

كان حلمنا كالفجر نورانيا طيبا لذيذا . واليوم ، يا جاحظ ؟ كانت القيم تغرينا ، بلى تغوينا ، فننصاع مذعنين ، تهزنا حماسة السبق ، وتسلق أعالى الجبال ، والبذر ، والزرع ، والقطف . فالتهمناها التهاما ذريعا . كنا نورا . واليوم يا جاحظ ؟ حشرات عمياء في ليلة حالكة الظلام . الا ان عصركم هذا عصر الضيق : أكلكم ضيق ، شرابكم ضيق ، نكاحكم ضيق ، زيكم ضيق ، مسكنكم ضيق ، مرتبكم ضيق ، تفكيركم ضيق ، مطمحكم ضيق ، أفقكم ضيق ، عدلكم ضيق ، حكمكم ضيق ، عالمكم ضيق ، مصيركم ضيق ، موتكم ضيق ، قبركم أضيق . . . الضيق ، الضيق ! افتحوا الابواب والنوافذ ! . . .

سيقتلني الضيق ! افتحوا الارض والسماء . . سيقتلكم الضيق ! افتحوا الكون ، هو شئ ، نعم هو شئ تافه بين جميع الاشياء ؟ على ان انسحب أيها السادة القضاة . اني ذاهب الى المسجد الجامع لاستخير الله . . . فحسبى الله ونعم الوكيل .

أحمد بن عبد الوهاب ( يصلى )

ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا .

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم فان تنازعتم فى شئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا .

الى تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا .

وإذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا .

فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا .

أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم فى أنفسهم قولا بليغا .

وما أرسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو انهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما .

أحمد بن عبد الوهاب ( ؟ )

كان فى مستطاعى ان ألقى عليك ألف سؤال لانهم خزنوني بألف ألف سؤال فى كل علم وفى كل فن ، وخزنونى بألف ألف جواب فى كل علم وفى كل فن . أنت انسان ضعيف . أنت انسان صغير . أنت انسان حقير . أنت انسان جهول . انسان أنت انسان انسان . أنت جهول . أنت أنت أنت أنت أنت .

اشترك في نشرتنا البريدية