رائحة الخمرة من فِيك تفوحْ
لا تقتربْ الآنْ
موعد أذان الفجر يلوحْ
في كفِّي مِسبحةٌ وعلى كتفيَّ مُسُوحْ
- لكنك في الحانة كنتَ معي
تشرب ... ثمّ تُساقي
قلبي يوم رسمتك فوق جبيني
علّق في السقف الوقت
وحين ثملتُ
شَرُقتُ
فقيلْ :
قَتَلَ الطّفل أباه وسال الدّمْ
وامتزجت خمر الحانة بالدّمْ
ما كنت لأعرف أنّي أشرب دمْ
- سياّن لون الشجر الأخضر واليابس
ما دامت تأكله النيرانْ
- وغِلال الخصب المتبعثر والنجم الساطع
في ظلمات البحر الغاضب ... سيّان
ولُهاث الفارس عند الأسر
وموت "القنفد" ... سِيّان
وفؤادي الليلة و - ؟؟؟ائي . . سِيّانْ
لكن ضميري حبّة قمح تورِد وسط هشيمٍ مُصفرْ
أيتها الأحشاء المشموعة بالشمع الأحمر
مائدة الإفطار على طاولة الصاله
تنتظر ولوج الأبواب السبعه
تنطفئ النار بهبة ريح ونعود من الموت عرايا
نغتسل الآن
وماء الأردن حشيشٌ وبَغايا.
لكنا نتعمّد
يوحنا يغرق في الدمع .
أعلمني وحي الدّم المتبقع في أرض الحانه
أن لا أشرب إلا نخب الجوع ومائدة الإفطار
وساقية الكرم المحطومه
سقط الكأس
تململتُ
وعيون المخمورين الصفراء تشدُّ يدي
تغمسها في ماء النَّار
وراحَ الكلُّ يقهقه
فهربت...
كان الشارع مُزدحمًا بالسيارات وجثث " المدهوسين "
والناس تفرُّ وتصرخ
رُقباء السير يجوبون الأرصفة الدّكناءْ
غامت عينايَ
حلمت بجوّ أزرق
أسماك القرش الذّهبية تحملها أجنحةٌ بيضاءْ
أسراب الرّخ تروح تجيء
غاص اثنان
اختطفاني
فصرختُ ..
إذا بي أحمل إبريقًا ذهبيًّا ومِياهًا فضيهْ
والمسجد قيد خُطى
يفتح أبوابهْ
لا تقترب الآن
الآنَ غسلْتُ يدي من دم مسيح آخر.
